- إختر إسم الكاتب
- محمد مكاوي
- علاء الغطريفي
- كريم رمزي
- بسمة السباعي
- مجدي الجلاد
- د. جمال عبد الجواد
- محمد جاد
- د. هشام عطية عبد المقصود
- ميلاد زكريا
- فريد إدوار
- د. أحمد عبدالعال عمر
- د. إيمان رجب
- أمينة خيري
- أحمد الشمسي
- د. عبد الهادى محمد عبد الهادى
- أشرف جهاد
- ياسر الزيات
- كريم سعيد
- محمد مهدي حسين
- محمد جمعة
- أحمد جبريل
- د. عبد المنعم المشاط
- عبد الرحمن شلبي
- د. سعيد اللاوندى
- بهاء حجازي
- د. ياسر ثابت
- د. عمار علي حسن
- عصام بدوى
- عادل نعمان
- علاء المطيري
- د. عبد الخالق فاروق
- خيري حسن
- مجدي الحفناوي
- د. براءة جاسم
- عصام فاروق
- د. غادة موسى
- أحمد عبدالرؤوف
- د. أمل الجمل
- خليل العوامي
- د. إبراهيم مجدي
- عبدالله حسن
- محمد الصباغ
- د. معتز بالله عبد الفتاح
- محمد كمال
- حسام زايد
- محمود الورداني
- أحمد الجزار
- د. سامر يوسف
- محمد سمير فريد
- لميس الحديدي
- حسين عبد القادر
- د.محمد فتحي
- ريهام فؤاد الحداد
- د. طارق عباس
- جمال طه
- د.سامي عبد العزيز
- إيناس عثمان
- د. صباح الحكيم
- أحمد الشيخ *
- محمد حنفي نصر
- أحمد الشيخ
- ضياء مصطفى
- عبدالله حسن
- د. محمد عبد الباسط عيد
- بشير حسن
- سارة فوزي
- عمرو المنير
- سامية عايش
- د. إياد حرفوش
- أسامة عبد الفتاح
- نبيل عمر
- مديحة عاشور
- محمد مصطفى
- د. هاني نسيره
- تامر المهدي
- إبراهيم علي
- أسامة عبد الفتاح
- محمود رضوان
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
"أنا مش خطافة رجالة يا دكتورة، ولا خاينة، هي اللي أخذت مني الراجل اللي بحبه من عشرين سنة، وهو اللي دور عليا وقرر يرجع لي، أنا الضحية مش هي، أنا بسترجع حقي فيه وبرد كرامتي وعمري اللي ضاع لما سابني وراح لها".
كنتُ مدركةً أنِّي في حضرةِ امرأةٍ على حافةِ الانهيار، وأنَّ عودةَ "حبيبِها الأولِ والأخير" بمثابةِ الفتيلِ الذي انتُزِعَ مِن قنبلةٍ فَجَّرَتْ داخلَها جرحًا لم يضمّد فتقرَّحَ عبرَ عشرينَ عامًا، تعمّدتُ الصمتَ حتى تُفرِغَ شحنتها في الحديث.
رَوَتْ لي تفاصيلَ كثيرةً جدًا عن قصةِ حُبِّهِما التي كانتْ حديثَ كلِّ مَن يعرفُهُما، وكيفَ أنَّ والديْهِ لم يُباركا هذا الحبِّ وأصرَّا على تزويجِه ابنةَ خالته. فثأرتْ لكرامتِها، وتزوجتْ هي أيضًا رجلًا آخرَ "لا تحبه" ولم تستطع أن "تحبه"، إلا أنّها سافرتْ معه، وأنجبَتْ منهُ ثلاثةَ أطفال.
أُجهشَتْ بالبكاءِ وحَكَتْ تفاصيلَ حياتِها "المريرة" مع زوجٍ لا يعرفُ الرحمة"، فلم تشعُرْ يومًا معه بأنها "أنثى". بَكَتْ كثيرًا، وتردَّدَ صدى كلماتٍ كـ"العادات والتقاليد" و"كلام الناس" مرارًا وتكرارًا في أرجاءِ المكان.
وها هي اليومَ في عصرِ التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي حيثُ استطاعَ "حبيبُها" أن يبحثَ عنها حتى وجدَها وأرسلَ إليها يُخبرُها أنّهُ ما زالَ يحبُّها، وأنه لمْ ينْسَها يومًا، ويريدُ الزواجَ بها.
وحينَ أفرغَت ما في جعبَتِها من الألمِ نظرَتْ إليَّ وقالت: أعمل إيه يا دكتورة؟
ـ وهل يُعالَجُ جرحٌ متقيّحٌ عُمرُه عشرونَ عامًا في جلسة؟
هذا غيضٌ من فيض، ونقطةٌ في بحرِ أوجاعٍ وتخبُّطاتٍ يمرُّ بها ملايينُ الأشخاصِ تشهدُها العياداتُ النفسية، فكيف بالحالات التي لا يعلمُ بها إلا الله!! أُدركُ وأؤمنُ بمقولة: "أن تبدأً متأخرًا خيرٌ من ألَّا تبدأ"، ولكن لا أستطيعُ أن أمنعَ نفسي من التفكير في أهمية التوعيةِ حتى يُدركَ مَن حولَنا أهميةَ علاجِ النّفس، فذلك هو ما يحمي أُسَرًا من الانهيار ضحيةً لاختياراتٍ خاطئةٍ تودي بالمجتمعِ بأكمله.
إننا اليوم أمام زوجٍ يخونُ زوجَتَهُ مع حبيبتِه لأنه غير سعيد بحياتِه الزوجيّةِ، أو يمر بأزمةِ منتصفِ العمر، أو يعيشُ أوهامَ الماضي، أو لأنه غيرُ متزنٍ، وأمامَ امرأةٍ على حافة الخيانةِ إن تجاوَبت مع الحبيبِ الأول، تبحثُ عن عمرٍ ضائعٍ وأحلامِ الماضي التي انهارت، فقبِلت الزواجَ من رجلٍ لا تحبُّه لتثأر لكرامتِها من رجلٍ تخلى عنها، ولا ندري إن كان هو أيضًا يبحثُ اليومَ عن حبيبتِه الأولى التي سبقَت زوجتَه الحالية أم أن زوجتَه الحالية هي حبُّه الأول، ولكنهُ أدركَ بفطرتِهِ أنها لم تحبُّه يومًا، ولم يستطِعْ أن يقدّم لها ما يُرضيها، يعيشُ كاتمًا جرحهُ إلى أن يمَلّها ويبحثَ عن أخرى تُكملُ له ما يفتقدُه. وبين هذا وتلك أطفالٌ يدفعون ثمنَ اختياراتِ أهليهِم بمُرّها قبلَ حُلوِها.
لا تستهِنْ يومًا بما يؤلمُك، وحذارِ أن تترُكَ جرحك النفسي دون علاج، خذ بجميعِ الأسباب التي تحميكَ من نفسِك فتعالجَها قبلَ أن تكونَ قراراتُك سببًا في تدمير حياتكَ وحياة مَن حولك ممن يهمهم أمرُك.
إعلان