- إختر إسم الكاتب
- محمد مكاوي
- علاء الغطريفي
- كريم رمزي
- بسمة السباعي
- مجدي الجلاد
- د. جمال عبد الجواد
- محمد جاد
- د. هشام عطية عبد المقصود
- ميلاد زكريا
- فريد إدوار
- د. أحمد عبدالعال عمر
- د. إيمان رجب
- أمينة خيري
- أحمد الشمسي
- د. عبد الهادى محمد عبد الهادى
- أشرف جهاد
- ياسر الزيات
- كريم سعيد
- محمد مهدي حسين
- محمد جمعة
- أحمد جبريل
- د. عبد المنعم المشاط
- عبد الرحمن شلبي
- د. سعيد اللاوندى
- بهاء حجازي
- د. ياسر ثابت
- د. عمار علي حسن
- عصام بدوى
- عادل نعمان
- علاء المطيري
- د. عبد الخالق فاروق
- خيري حسن
- مجدي الحفناوي
- د. براءة جاسم
- عصام فاروق
- د. غادة موسى
- أحمد عبدالرؤوف
- د. أمل الجمل
- خليل العوامي
- د. إبراهيم مجدي
- عبدالله حسن
- محمد الصباغ
- د. معتز بالله عبد الفتاح
- محمد كمال
- حسام زايد
- محمود الورداني
- أحمد الجزار
- د. سامر يوسف
- محمد سمير فريد
- لميس الحديدي
- حسين عبد القادر
- د.محمد فتحي
- ريهام فؤاد الحداد
- د. طارق عباس
- جمال طه
- د.سامي عبد العزيز
- إيناس عثمان
- د. صباح الحكيم
- أحمد الشيخ *
- محمد حنفي نصر
- أحمد الشيخ
- ضياء مصطفى
- عبدالله حسن
- د. محمد عبد الباسط عيد
- بشير حسن
- سارة فوزي
- عمرو المنير
- سامية عايش
- د. إياد حرفوش
- أسامة عبد الفتاح
- نبيل عمر
- مديحة عاشور
- محمد مصطفى
- د. هاني نسيره
- تامر المهدي
- إبراهيم علي
- أسامة عبد الفتاح
- محمود رضوان
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
سيكون للعيد الوطني السعودي الذي تم الاحتفال به في الثالث والعشرين من سبتمبر الماضي ذكرى لن تنساها الأجيال القادمة في المملكة. احتفالات هذا العام كانت الأكبر بما لا يقاس، إذا جاز تسمية ما كان يجري في المملكة في هذه المناسبة قبل ذلك احتفالات. احتفالات موسيقية وغنائية كبيرة، غنَّى فيها أشهر فناني المملكة، وحضرتها جماهير كثيرة، لكن أهم ما في كل هذا المشهد هو السماح، ولأول مرة، بمشاركة النساء في هذه الاحتفالات.
لم تظهر المرأة السعودية قبل هذا اليوم في أي مناسبة رسمية، ولم تدخل امرأة سعودية قبل ذلك إلى استاد رياضي لحضور أي فعالية من أي نوع. لكن المرأة السعودية كانت بين جمهور الحاضرين في الاستاد الرياضي في هذا اليوم، وكانت هناك، ولأول مرة واحدة من النساء تشارك في تقديم الحفل وتقرأ الشعر، وتحتفل بوطنها.
كان ظهور المرأة في احتفالات العيد الوطني اختبارًا لميزان القوى الأيديولوجي في المجتمع، وكان الجميع يترقبون رد فعل القوى المحافظة التي طالما سيطرت على الفضاء العام في المملكة، والتي نصبت نفسها حارسًا للفضائل والأخلاق والدين. مر اليوم بسلام، واستقبل أهل السعودية ما شاهدوه في احتفالات العيد الوطني بارتياح، فتشجع الإصلاحيون على الذهاب بالأمر خطوة أبعد، فأصدر الملك سلمان أمرًا ملكيًّا يسمح للنساء بقيادة السيارات.
لا تمثل قيادة السيارة للنساء في كل بلاد العالم قضية ذات شأن، ولكن في المملكة السعودية تحولت هذه القضية إلى حد الله الفاصل بين الإصلاحيين والرجعيين، بين قوى التقدم وقوى تشد المجتمع إلى الوراء، فجرى تحويل هذه المسألة إلى أكبر ساحات الصراع الأيديولوجي الدائر في البلاد. وبقدر ما ابتهجت نساء المملكة ورجالها المستنيرون بسبب تمكين المرأة من الجلوس في مقعد السائق، بقدر ما شعر المحافظون بهزيمة لم يشعروا بمثلها من قبل.
تحرير المرأة في السعودية موضوع يخصنا بقدر ما يخص المملكة. لقد جاءتنا من الجزيرة العربية موجة عاتية من القيم والثقافة المحافظة، وهزيمة هذه الثقافة في مسقط رأسها يعدل التوازن بين المحافظين والإصلاحيين في العالم العربي كله.
أراد المحافظون حبس المرأة السعودية باسم الدين، فقام الإصلاحيون بفكِّ حبسها باسم الوطنية. الوطنية والدين ليسا في خصومة، لكن المحافظين في السعودية - وعندنا أيضًا– يصرون على التفريق بينهما. يرفض المحافظون الوطن والوطنية، ويعتبرونها مفاهيم كفرية تبعد الناس عن الدين والتدين، فمنعوا احتفال المملكة بعيدها الوطني طوال أكثر من سبعين عامًا بعد تأسيسها. تأسست المملكة السعودية عام 1932، ولكنها لم تحتفل بعيدها الوطني لأول مرة إلا في عام 2005. قبل اثني عشر عامًا انتصر السعوديون للوطنية، وفي هذا العام منحوا للوطنية بعدًا تحرريًا.
للوطنية في بلادنا دورٌ تقدمي لا تنافسها فيه أيديولوجيا أخرى. كارهو الوطنية ونقادها يخاطرون بحرماننا من أهم وسائلنا نحو التقدم. الليبريساريون الثوريون، الكارهون للوطنية وللعلم والنشيد الوطني ومؤسسات الدولة يعيشون في عالم آخر، ومنه يستمدون أيديولوجيات تتجاوز واقعنا بكثير. الوطنية النابتة في ثقافة وتاريخ أوطاننا هي التي ستحرر أوطاننا وشعوبنا ونساءنا، وليس الأيديولوجيات الغريبة مهما بدت متسقة وعصرية.
إعلان