لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

في دلالات عملية الواحات

في دلالات عملية الواحات

د. إيمان رجب

* زميل أبحاث مقيم بكلية الدفاع التابعة لحلف الناتو بروما

ورئيس الوحدة الأمنية والعسكرية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية

09:00 م الإثنين 23 أكتوبر 2017

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

تظل الدلالة الرئيسية المرتبطة بعملية الواحات التي نفذتها قوات الشرطة منذ أيام مرتبطة بقدرة هذا الجهاز على التحديد الدقيق لأماكن اختباء العناصر الإرهابية، فهذه العملية كما يكشف بيان وزارة الداخلية، بدأت بتحرك قوات الشرطة لمداهمة أحد أوكار الإرهابيين في الكيلو 135. وبالتالي ما وقع بعد عملية المداهمة من اشتباكات أدت لسقوط 16 شهيدا و13 مصابا وفق بيان الداخلية الصادر في 21 أكتوبر الجاري، كان نتيجة رد فعل من العناصر الإرهابية على العملية الوقائية التي نفذتها قوات الشرطة.

والتأكيد على هذا البعد في عملية الواحات مهم جدًا، لاسيما في ظل حالة التوهان والفوضى التي سادت وسائل الإعلام حول توصيفها لطبيعة هذا الحادث، وانسياق بعض هذه الوسائل وراء معلومات مغلوطة كانت تشير إلى أن هناك عملًا إرهابيًا وقع في الواحات دون أن يتم الإشارة إلى أن سقوط شهداء الوطن كان نتيجة اشتباك العناصر الإرهابية مع قوات الشرطة بعد بدء عملية المداهمة.

ويمكن القول إن هذه العملية بكل تفاصيلها مهمة جدا في تقييم جهود مكافحة الإرهاب التي تبذلها وزارة الداخلية بصورة خاصة وقوات إنفاذ القانون بصفة عامة لأكثر من عامل، يتمثل العامل الأول في أنه خلال الأشهر الماضية، كثفت وزارة الداخلية العمليات الوقائية التي نفذتها ضد أوكار الإرهابيين في العديد من المناطق، على نحو فاقت معه من حيث العدد عدد العمليات التي نجحت العناصر الإرهابية في تنفيذها، وهو ما يؤكد نجاح الشرطة في امتلاك القدرة على أن تسبق العناصر الإرهابية بخطوة.

ويرتبط العامل الثاني بالنقلة النوعية في انتقاء الإرهابيين لأماكن التمركز والاختباء وحماية تلك الأماكن وتأمينها بصورة تتخطى التصورات التقليدية المتعلقة بكيفية تأمين الإرهابيين لأماكن اختبائهم، وهي مسألة تم التنبه لها منذ اتخاذ محمد كمال المخطط الرئيسي للعمليات النوعية من شقة في المعادي مقرًا له.

ويرتبط العامل الثالث بتقدم قدرات الوزارة في مجال جمع وتحليل المعلومات، على نحو يسمح بتحديد أماكن اختباء الإرهابيين، بما في ذلك اختبائهم داخل المدن وفي الأحياء السكنية، وأيضا الأماكن التي قد يتجهون لتنفيذ عمليات فيها خلال الفترة المقبلة، وهو ما يتم الاستدلال عليه من خلال تحليل خريطة أماكن تنفيذ العمليات الإرهابية التي وقعت خلال الأشهر الماضية، والذي يكشف عن تزايد جاذبية الظهير الصحراوي للفيوم والجيزة لهذه العناصر، وامتلاك هذه القدرات التحليلية يترتب عليه بالتبعية إحباط أي مخططات لتلك العناصر لتنفيذ عمليات تربك الوضع الأمني في الدولة.

بقدر ما تسببت عملية الواحات من حزن في قلوبنا على شهداء الوطن، إلا أنها تكشف عن التقدم في أداء وزارة الداخلية في التعامل مع العناصر والخلايا الإرهابية، وهي مسألة من المهم التعامل معها بقدر يتلاءم مع أهميتها.

إعلان

إعلان

إعلان