إعلان

أوروبا والإسلام: ثلاثة عشر قرنا من الصراع والتعاون

أوروبا والإسلام: ثلاثة عشر قرنا من الصراع والتعاون

أوروبا والإسلام: ثلاثة عشر قرنا من الصراع والتعاون

02:50 م الأحد 15 فبراير 2015

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

أمستردام (هنا صوتك)
لم تكن العلاقات بين العالم الإسلامي وأوروبا دائما سلبية، هذا ما يقوله الخبير في الشؤون الإسلامية موريتس بيرخر في كتابه حول تاريخ الإسلام في أوروبا. كانت هناك فترات من الصراع، تلتها فترات من الدبلوماسية والتعاون. وهذا ما يجب أن ندركه في وقتنا الحاضر الذي يشهد على علاقات متوترة.

"أن تكون تركيا أفضل من أن تكون كاثوليكيا"، كان عنوان المحاضرة التي ألقاها خيسبرت فوتيوس أستاذ الشؤون الإسلامية في جامعة ليدن في القرن السابع عشر. "إذا خيرنا، نحن البروتستانت في هولندا، بين الأتراك المسلمين والإسبان الكاثوليك، لفضلنا الاتراك، لأنهم معروفون بتسامحهم الديني، بينما مصيرنا مع الإسبان هو الشنق أو الحرق".

البروفسور موريتس بيرخر، خليفة فوتيوس في جامعة ليدن، هو خبير في الإسلام في أوروبا المعاصرة. مستوحيا من النقاشات مع طلابه، قام بتأليف كتاب عن تاريخ أوروبا مع الإسلام. "أردت أن أعرف ما هو الجديد في الوضع الراهن".

غالبا ما يعتقد الأوروبيون أن تاريخ أوروبا مع العالم الإسلامي هو تاريخ حرب ونزاع، يوضح بيرخر. ويضيف قائلا: "تتبادر فورا إلى ذهنهم الحروب الصليبية، لكنهم ينسون ما كان من علاقات دبلوماسية وتجارية وتعاون". الحملات الصليبية حصلت في الفترة التي كانت فيها أوروبا في قبضة المسيحية الأصولية. ولكن، في قرون لاحقة، وفي الوقت الذي كانت فيه القوى الأوروبية تتنازع في ما بينها، كانت تتحالف مع دول مسلمة. "الجمهورية الهولندية تحالفت مع السلطان المغربي ضد الإسبان، والسويد تحالفت مع العثمانيين ضد روسيا".

كما تحالف الفرنسيون مع العثمانيين لمدة 300 عام. "كان الأسطول العثماني يداهم السواحل الأوروبية وعلى متنه السفير الفرنسي". في عام 1543، يقول بيرخر، أمضى الأسطول العثماني فصل الشتاء بكامله في مدينة تولون الفرنسية. "ومن أجل تكريم الضيوف، تحولت تولون إلى مدينة عثمانية. الكاتدرائية الكبيرة أُستخدمت كمسجد. وكان هناك سوق خاص بالرقيق، وتم التداول بالعملة العثمانية".في الوقت الحاضر هناك صراع من جديد. لكن الجديد بالأمر، يقول بيرخر، أن هناك ولأول مرة وجود عضوي للمسلمين في أوروبا. "برزت منذ السبعينات فجأة جالية كبيرة من المهاجرين المسلمين في أوروبا الغربية. وأنا أكرر دائما على مسامع طلابي المسلمين التالي: أنتم ولدتم ونشأتم هنا، هذه بلادكم. لكن عليكم أن تدركوا أن هذا الأمر يشكل صدمة للكثير من الناس. وعلى سبيل المثال، أنا من شمال أمستردام، ولكن اليوم يُطلق عليها أسم المغرب الصغير. لقد تغيرت كليا في غضون جيل واحد".

الجديد أيضا في أوروبا، يقول بيرخر، هو مفهومها للمواطنة. في الماضي، كانت المواطنة ترتكز على الدين. المسلم كان مواطنا درجة ثانية في أوروبا، والحال ذاته بالنسبة للمسيحي في العالم الإسلامي. "الآن، ولأول مرة في التاريخ، تحتضن أوروبا القيم السياسية ولم يعد هناك من وجود لمواطن درجة ثانية على أساس الدين. الأمر الذي يعني أن المسلمين واليهود أصبح لديهم إمكانية الوصول إلى المناصب السياسية والاجتماعية والاقتصادية. وبدأنا نرى جيلا من المسلمين في مناصب حكومية أو في مجال الفن أو الصحافة. وهذا أمر فريد من نوعه وواعد جدا".

على الرغم من هذا الإطار القانوني، يقول بيرخر، مازال هناك توترات. إن المساواة في الحقوق بين المسلمين والمسيحيين أمر مقبول على نطاق واسع، ولكن يعتقد العديد من الناس أن على المهاجرين المسلمين التكيف مع القيم الثقافية الأوروبية. "عندما التقت ريتا فيردونك وزيرة التكامل السابقة مع عدد من الأئمة في هولندا، رفض واحد منهم مصافحتها. تصدر هذا الخبر الصفحات الأولى في الصحف. صحيح أنه لا يوجد قانون يحدد كيفية ترحيب الناس ببعضهم البعض. ولكن هناك قاعدة غير مكتوبة تلزمك بالمصافحة. هذه هي القضايا التي تهمنا الآن".

*موريتس بيرخر، تاريخ موجز عن الإسلام في أوروبا: ثلاثة عشر قرنا من العقيدة والصراع والتعايش. مطبعة جامعة ليدن 2014

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

إعلان

إعلان

إعلان