إعلان

نحو عهد جديد في العلاقة بين الشرطة والشعب

لواء دكتور محسن الفحام

نحو عهد جديد في العلاقة بين الشرطة والشعب

12:07 م الأربعاء 04 يونيو 2014

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم – لواء دكتور محسن الفحام:
الآن وبعد أن استقرت الأوضاع إلى حد كبير في البلاد وبعد أن اختار الشعب بمحض إرادته الحرة قائده المخلص خلال المرحلة القادمة أصبح لزاما علينا أن نتعرض للعلاقة الطيبة التي ننشدها بين الشعب وجهاز الشرطة خلال المرحلة القادمة.

مما لاشك ان الفترة السابقة وما شهدتها من أحداث وعمليات إرهابية راح ضحيتها المئات من أبناء الشرطة الذين كانوا يدافعون عن أمن وسلامة وطنهم بأرواحهم ودمائهم أكسبت رجالها كل التقدير والاحترام والتعاطف من كافة كيانات المجتمع بكل أطيافه وتوجهاته.

وقد جاء اختيار المشير عبد الفتاح السيسي رئيسا للبلاد بردا وسلاما على جهاز الشرطة بالكامل حيث شعر الجميع أن مابذلوه من جهد وعطاء لم يذهب سدى لأن الشعب اختار الأمن والأمان أولا بعدما فقدوا هذا الإحساس الجميل طوال ثلاثة أعوام أعقبت ثورة 25 يناير.

ومن هذا المنطلق أصبح لزاما على طرفي معادلة الأمان وهما الشعب والشرطة أن يبرما معا اتفاقا وعهدا جديدا في العلاقة بينهما يقوم على الاحترام المتبادل والتعاون البناء لتحقيق أمن البلاد ورخاءها واستقرارها.

وفى هذا الإطار فإننا نرى ضرورة أن يلتزم كلا الطرفين ببعض النقاط الجوهرية التي تؤدي إلى بلوغ هذا الهدف وهو الأمن والسلام والرخاء والاستقرار.. وذلك على النحو التالي:

أولا: فيما يتعلق بجهاز الشرطة فإنه يجب ان يستمر في عطاؤه لهذا الشعب والوطن لانهما يستحقان منه ذلك؛ فرجل الأمن هو المحارب في مواجهة الخارجين عن القانون وهو القاضي في مواجهة المتخاصمين وهو الطبيب في إسعاف المصابين بمكان الحادث ومن ثم فإنه يجب عليه ان يتحلى بالقيم السلوكية والأخلاقية للعاملين بكافة هذه الوظائف لآن ذلك ولا شك سيكون عنصرا فعالا في تسابقية التصالح مع الغد ورسم صفحة جديدة لحياه المجتمع المصري في عهد قيادة سياسية واعدة بمستقبل مشرق.

ولعل من أهم تلك القيم سلامة العقيدة قولا وعملا من حيث التمسك بالعهد الذي قطعه على نفسه عند انضمامه لأسرة الشرطة في الوقوف مع المظلوم حتى يسترد حقه وضد الظالم بالقانون حتى يعدل عن ظلمه؛ فالقوة الراشدة العاقلة لا تنبع إلا من العقيدة القويمة السليمة.. ثم يأتي بعد ذلك ضرورة تحليه بالرفق والتواضع ولين الجانب والصدق والأمانة والحلم وتجنب الغضب والترفع عن السباب والتمسك بقيم العدل والرحمة والمروءة .

أما عن الصفات المهنية والوظيفية لرجل الأمن فإنني على يقين أن كل رجل من رجال هيئة الشرطة يعرف جيدا مهام وظيفته وكيفية القيام بها على خير وجه بل لقد زاد من هذه الصفات استعداده الدائم للاستشهاد في سبيل هذا الوطن فيكفي أنه يخرج نهارا او ليلا إلى عمله وهو لايعرف ما إذا كان سوف يعود لأسرته أم لا.

إلا أن هذا لا يمنعنا من الإشارة إلى بعض المحاور التي يجب الإشارة إليها في هذا المجال خاصة على ضوء المتغيرات التي يشهدها الشارع المصري حاليا. ومن أبرز تلك المحاور الارتقاء بالثقافة الأمنية لرجل الأمن بما يؤهله لرصد المتغيرات والتحديات الحالية والحرص على تحقيق صورة ذهنية مقبولة لدى رجل الشارع وضرورة العمل على مد جسور الثقة والتعاون معه ومع كافة مؤسسات الدولة والمجتمع المدني مع التأكيد على حفظ كرامه المواطن واحترام حقوقه وآدميته فالنجاح الحقيقي لرجل الشرطة يكمن في ثقه القائمين به في أنفسهم ثم في نتائج تعاونهم مع باقي أطياف المجتمع الذي يعملون في إطاره لتحقيق أعلى درجات الأمن والسلام للجميع .

ثانيا: ثم يأتي بعد ذلك  دور الطرف الثاني في تلك المعاهدة وهو المواطن، وهنا يدور السؤال.. ما هو المطلوب من الشعب لمساعده رجل الأمن في أداء عمله؟ ولماذا يجب أن يكون هناك تعاونا مخلصا لنجاح هذا الدور؟.. تعالوا معاً نرى ماذا أفرزت لنا السنوات الثلاثة الماضية وما الذي أحدثته في الشارع المصري.. أعمال إرهابية متكررة راح ضحيتها مئات الضحايا من رجال الشرطة والمواطنين الأبرياء.. تزايد أعمال البلطجة وقطع الطرق والسرقات بالإكراه ليلا ونهارا.. انتشار أسلحة غير مرخصة بشكل لم يسبق له مثيل بكافه أشكاله وألوانه.. تزايد جرائم الإتجار بالمخدرات والدعارة , انتشار الباعة الجائلين بكل مايواكبها من أعمال عنف وبلطجة تؤثر سلبا على أمن وسلامه البلاد والعباد.. محاوله العبث بمعتقدات الشباب للتأثير عليهم بالشكل الذي يجعلهم رافضين لأي توجه سياسي أو أمني أو حتى اجتماعي أو ثقافي لمجرد الرفض دون أن يكون لديهم البُعد أو الوعي الكامل لأسباب هذا الرفض.. هذا قليل من كثير .. شهدته الساحة المصرية خلال الفترة السابقة.

وهنا يزداد الطلب الحاحاَ في ضرورة مسانده رجال الشرطة لتأدية واجبهم تجاه وطنهم وضرورة العمل على إمدادهم بالمعلومات المتعلقة بمن يحاولون العبث بمقدرات هذا الوطن واضعين في الاعتبار أن رجل الشرطة أصبح معرضا للاغتيال في أي وقت وأي مكان، وبالتالي فإن حمايته هي حمايه لي ولك، حماية لأبنائك وأسرتك، حماي’ للغد الذي نرجوه، للأمل الذي عاد إلينا باختيار المشير / عبد الفتاح السيسي رئيسا للبلاد .

من المحتمل أن يكون هناك بعض التجاوزات الفردية لأفراد معدودة من العاملين بجهاز الشرطة قد يكون مرجعها الضغوط التي يتعرضون لها، أو الاستفزازات المتعمدة التي يحاول البعض القيام بها لإخراجهم عن شعورهم، فهو أولا وأخيرا إنسان يشعر ويتأثر وينفعل ويحزن ويفرح.. ونحن هنا أيضا لا نبحث عن أعذار لهؤلاء وإنما نطالب بمساعدتهم في أداء واجبهم الذي أقسموا بالله ألا يحيدوا عنه، أما إذا كان هناك تجاوزات مقصودة للبعض منهم فإنني لا أشك لحظه أن الأجهزة الرقابية بوزارة الداخلية لن تتوانى عن الفحص والتمحيص للوقوف على تلك التجاوزات وأسبابها لإعطاء كل ذي حق حقه.

كانت تلك بعض البنود الواجب توافرها في العلاقة بين الشرطة والشعب خلال المرحلة القادمة يضمنها ويحافظ عليها ضمير جميع العاملين بوزارة الدخلية وعلى رأسهم وزيرها الذي تعرض لمحاوله اغتيال باءت ''والحمد لله'' بالفشل وظهر بعدها رابط الجأش يطمئن زملاؤه وابنائه العاملين بالوزارة أنه فداء للوطن وأن جميع العاملين معه في جهاز الشرطة فداء له أيا ماكانت التضحيات.. ومن الطرف الآخر فإن الضامن الثاني هو شعب مصر المخلص الوفي الذي ثار على الظلم والظلام بعدما شعر بالخطر الذي يحيط به وبمستقبله ومستقبل أبنائه.

بني وطني هيا بنا  نعبر معا تلك المرحلة الهامة والحساسة من تاريخ بلدنا ، هيا نمد أيدينا معا لنستنهض الهمم ونعمل جاهدين على العبور بالوطن إلى الأمن والاستقرار.. اعتقد أنه من حقنا جميعا بعدما رأينا ولمسنا سنوات من القلق والخوف والتوتر على مستقبل هذا الوطن وأبنائه أن ننعم بقدر من الشعور بالأمل والامن والسلام والاستقرار وياله من شعور.  

الآراء الواردة في المقال تعبر عن الكاتب ولا تعبر عن موقع مصراوي.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

إعلان

إعلان

إعلان