لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مقال - خيارات الغرب في سوريا كلها باهظة التكلفة

مقال - خيارات الغرب في سوريا كلها باهظة التكلفة

04:11 م الأربعاء 28 أغسطس 2013

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

دبي - (رويترز):

على القوى الغربية التي تتأهب لتوجيه ضربة عسكرية لسوريا أن توازن بين ثمن الامتناع عن القيام بعمل والأثر السلبي المحتمل للتدخل. وسيكون لشكل التدخل العسكري أهميته لكن كل الخيارات محفوفة بالمخاطر في هذه الحرب الطائفية.

وعلى الارجح ستهدف الضربات الدقيقة التي يجري التفكير فيها لإضعاف قدرة النظام على نشر الأسلحة الكيماوية لا استهداف مخزونات الأسلحة نفسها بسبب المخاطر الجلية التي ينطوي عليها ذلك. والسؤال هو هل يمكن للغرب تحاشي التصعيد وطول المعركة.

ومن المستبعد أن تحدث الضربة المحدودة تغييرا جذريا على أرض الواقع في العوامل التي تحرك الأزمة منذ أكثر من عامين وتجاوز عدد القتلى فيها المئة الف. كذلك فإمكانية أن تؤدي إلى جمع الأطراف المتقاتلة على طاولة المفاوضات بعيدة كما أن بروز جماعات اسلامية متطرفة في أوساط مقاتلي المعارضة ليس فألا طيبا لما قد يأتي بعد الرئيس بشار الأسد.

ومن المرجح أن يكون التدخل مكلفا. فالمقاتلون الذين لم ينخرطوا في التطرف حتى الأن قد يصابون بخيبة أمل إزاء الطابع المحدود للضربة ويمكن أن يتألموا مما قد يسقط من ضحايا بين المدنيين. وهوت أسواق الأسهم والعملات في جميع أنحاء العالم بالفعل وسط مخاوف من أن يؤدي التدخل إلى تفاقم التوترات الطائفية الإقليمية. وازدادت التفجيرات في لبنان في الآونة الأخيرة وشهد العراق سقوط أكبر عدد من القتلى منذ عام 2008.

وسيكون الرد الانتقامي من جانب سوريا ومؤيديها الأجانب مكلفا. فالصراع في سوريا يضر بالأردن حيث كان الاقتصاد الهش بالفعل يعتمد على المساعدات الخارجية قبل طوفان اللاجئين السوريين. وروسيا التي تزود تركيا بأربعة بالمئة من وارداتها النفطية يمكن ان تحاول معاقبتها لدعمها الضربة. وهذا قد يزيد الضغط على الليرة المتهالكة. كما أن الآمال في ذوبان الجليد في العلاقات مع القيادة الإيرانية الجديدة قد تضعف أيضا. وعلاوة على ذلك فان تأجيج التوترات السنية/الشيعية في المنطقة بأسرها يؤدي الى توترات دائمة في سوق النفط.

بالفعل فان الامتناع عن القيام بعمل سيكون له ايضا ثمنه. وقد يمتد الصراع السوري إلى دول مجاورة حتى من دون التدخل العسكري الخارجي ويؤدي في النهاية إلى نفس النتائج. وينبغي على المستثمرين ان يستعدوا لعدم الاستقرار لفترة طويلة. وفي المقابل على الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين أن يعرفوا أنهم سوف يضطرون إلى مواجهة عواقب وخيمة أيا كان اختيارهم.

خلفيات

-وضع وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري الأساس لعمل عسكري محتمل في سوريا في خطاب شديد اللهجة يوم 26 أغسطس ردا على هجوم بالغاز الأسبوع الماضي خارج دمشق.

-قال كيري إن الرئيس باراك أوباما ''يعتقد أنه يجب أن تكون هناك مساءلة للذين يريدون استخدام الأسلحة البشعة في العالم ضد الاشخاص الاكثر ضعفا في العالم.''

-ردد الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني في وقت لاحق تعليقات كيري قائلا ''ليس هناك شك يذكر في أذهاننا أن النظام السوري يستحق العقاب.''

-أظهر استطلاع للرأي نشرته رويترز ومؤسسة إبسوس يوم 24 أغسطس أن حوالي 60 بالمئة من الأمريكيين يعارضون التدخل العسكري الأمريكي في حين يعتقد تسعة في المئة فقط أنه يجب على أوباما التحرك.

-للصراع في سوريا انعكاسات أمنية أسوأ بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط أكثر مما فعلت الحرب الأهلية في العراق وفقا لمدير المعهد الدراسات الاستراتيجية إميل حكيم الذي هو ايضا كتب عن انتفاضة سوريا والانقسام في بلاد الشام.

- بعد خطاب كيري اقفل سوق الأسهم في تركيا بانخفاض 4.7 في المئة مسجلا أكبر هبوط له منذ اغسطس 2012. وانخفض المؤشر الرئيسي للبورصة السعودية 4.10 في المئة مسجلا أكبر هبوط له في يوم واحد منذ اغسطس اب 2011.

- عدد القتلى جراء الصراع في سوريا تجاوز مئة ألف وفقا للأمم المتحدة.

(كاتبة هذا المقال من كتاب خدمة رويترز بريكنج فيوز والآراء الواردة فيه آراؤها الشخصية)

إعلان

إعلان

إعلان