إعلان

لماذا ''اضرب يا سيسي'' ؟

لماذا ''اضرب يا سيسي'' ؟

10:15 م الأربعاء 24 يوليه 2013

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم - محمد فتحي:

من منطلق استثنائية الظرف الراهن وجنونيته، حيث لا تقبل الأوضاع الحالية حلولا منطقية في المطلق، والتي لن ترضي بطبيعة الأحوال الجميع، وقبل دخول في جلسة تفكير مضنية للاختيار بين أمرين كلاهما مر ردًا على دعوة الفريق أول عبد الفتاح السيسي بتفويضه لمواجهة ''العنف'' دون تعريف مكانه أو آليته أو وجهته، يجب الإجابة على سؤال ''لماذا يحتاج السيسي تفويضا للقضاء على الإرهاب''.

كلام الفريق كان واضحًا وغامضًا في الوقت نفسه، فعندما أكد تكرار تحذيره لمرسي في مسألة تهديد الأمن القومي، لم يذكرها أي من تفاصيلها مطلقا، لكن فيما يبدو أن وراء تدخل الجيش للإطاحة مرسي مواقف الأخير الدبلوماسية، فالمؤسسة العسكرية قومية وهي حامية مصالح الأمة، وتطعن في ميل ''الإخوان'' إلى ''العالمية''، وهو المشروع الذي ذكره ولم يذكر تفاصيله.

ولم يشاور مرسي الجيش حين بدأ مفاوضات مع السودان على مثلث حلايب المتنازع عليه، والواقع تحت سيطرة الجيش، أوعندما قطع العلاقات الدبلوماسية مع سوريا، أو حينما طلب من قطر الحصول على قرض قيمته 7 مليارات دولار، مع رهن قناة السويس التي هي في حماية الجيش، أو عندما أُعلن الجهاد ضد سوريا في وجوده ولم يعترض، ودعا قيادات ''السلفية'' على ''الشيعة''، فتسبب بمقتل زعيم شيعي على مرأى ومسمع من الجميع.

وبما أن الشارع هو الفيصل الآن، فقرر السيسي العودة إليه مرة أخرى لكسب مزيد من الشرعية تواجه وجود أنصار المعزول على الأرض، في مقابل أنها دفعة معنوية وشعبية لمواجهة انتقادات دولية وحقوقية محتملة، في حالة سقوط قتلى من المدنيين جراء مواجهة المسلحين، بجانب وجود مباركة شعبية لقرارات قد تأخذ طابعًا لم تعرفه الأحداث من ثورة يناير.

إن الترويج لمسألة ''الانقلاب''، والخوف منها، هي دافع رئيسي لدعوة السيسي، بتفويض الشعب كما أنها في نفس ذات الوقت أمرا إيجابيا يؤكد عدم وجود نية لتصدر المشهد السياسي، والوصاية على المصريين بأخذ قرارات نيابة عنه، خاصة مع وجود فصيل يدّعي أغلبيته على الأرض وأنه هو الشعب وأن ما حوله جماعة من الانقلابيين !.

ومهما سيطل التفكير أو يقصر في مسألة الرد على دعوة السيسي فإن اختيار القضاء على الجماعات الإرهابية المسلحة قد يكون الأصوب لسببين الأول يكمن في أن الحال في مصر مختلفة عن حال سوريا، فهي لن تنزلق إلى حرب أهلية مهما حدث، وإذا استمر تدهور الأوضاع في سيناء، إثر رجحان كفة الإرهابيين، سيحسم الأمر بإعادة النظر في معاهدة السلام مع إسرائيل.

كما أن الموافقة لا تعني التبرير بالقمع المطلق فالسياسة لا تعرف القرارات الأبدية وإنما هي بالقطعة، فلكل حدث حديث، عزيزي الإخواني .. كثيرًا ما بررتم للجيش في تعامله مع المتظاهرين الآن تجدوا من يبرر وقوف الجيش أمامكم مع اختلاف المشهد والهدف.

إعلان

إعلان

إعلان