إعلان

السيد البدوي: السيسي لم يسعَ للرئاسة وقلت له "ده فرض عين مش اختيار"- حوار

04:19 م الخميس 27 ديسمبر 2018

حوار- حاتم أبوالنور ومحمد نصار:

قال الدكتور السيد البدوي، رئيس حزب الوفد السابق، وعضو لجنة الخمسين لإعداد الدستور، إنه كان السبب في تعيين المستشار بهاء أبوشقة، رئيس الحزب الحالي، في مجلس الشورى السابق، وكذلك مجلس النواب الحالي، معلنًا أن علاقته بالإعلام انتهت ولا ينوي الدخول في هذا المجال من جديد.

وأضاف البدوي، في حوار لمصراوي، أن المجلس العسكري لم يسع إلى الحكم وكان كل همه تحصين منصب وزير الدفاع أمام الرئيس المقبل بعد تجربة الرئيس الإخواني محمد مرسي، موضحًا أن دستور 2014 من أعظم دساتير العالم في مواد الحريات والحقوق، ولكنه حمل قيودًا كبيرة على صلاحيات رئيس الجمهورية، وإلى نص الحوار...

هل تنوي العودة للإعلام؟

الإعلام بالنسبة لي كان تجربة وكنت أريد النجاح فيها، وبدأت عام 2006 ثم كانت قناة الحياة التي تأسست رغم المعوقات الكبيرة التي واجهتنا، بعد منع أنس الفقي، وزير الإعلام حينها، بثها قبل انطلاقها بـ24 ساعة، ثم أُعيد البث بقرار من الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، واستمرت القناة وحققت أول عام لها المركز الأول ولمدة 10 أعوام، ولذلك يمكن القول بأن آخر علاقة لي بالإعلام انتهت ببيع قناة الحياة.

هل أنت راضٍ عن الوضع الحالي للإعلام؟

أنا مستريح للوضع الحالي، والإعلام المصري أصبح منضبطًاً عقب مرحلة الفوضى التي صاحبت ثورة 25 يناير، الإعلام يُقلق دولة ونظامًا كاملًا، حال توجيهه بشكل غير وطني، وفي الدول الديمقراطية الإعلام "بيجيب رئيس ويشيل رئيس"، ومصر مهددة وتمر بظروف غير طبيعية، وبرغم ذلك ستظل صمام أمان المنطقة العربية كلها.

ما أسباب قرار تجميد عضويتك داخل حزب الوفد؟

مسيرتي داخل حزب الوفد بدأت وأنا شاب صغير عام 1989 حتى أبريل 2018، وشغلت مناصب في المكتب التنفيذي في عهد فؤاد سراج الدين، ومنصب أمين صندوق مساعد خلفًا لطلعت رسلان، ومنصب سكرتير عام الوفد خلفًا لسعد فخري عبدالنور، وشغلت رئيس الحزب بانتخابات لأول مرة في تاريخ الحزب لدورتين متتاليتين، الأولى أمام محمود أباظة والثانية أمام فؤاد بدراوي.

وللعلم الوفديون طالبوني بتعديل اللائحة وفتح المدد لكنني رفضت هذا الأمر وقدمت استقالتي من حزب الوفد مبكرًا لتمكين أبوشقة، من ممارسة عمله رئيسًا للحزب؛ لأنني دعوت إلى انتخابات رئاسية مبكرة، وفوجئت بـ"أبوشقة"، بعد أن أصبح رئيسًا للوفد كأنه شخص آخر لا أعرفه، وشعرت بغيرته الشديدة من محبة الوفديين لشخصي، وذهبت للحزب مرتين بعد تركي المنصب، الأولى 17 أبريل؛ لكي أسلم عليه، واستقبلني الشباب بشكل حافل، وفوجئت به يأمر بفصل مصور، وضع صور استقبال الشباب لي، على شبكة الإنترنت، وعاد من أمام مقر الحزب بعد علمه بوجودي ولم يقابلني.

القضاء برأني في إهدار أموال الوفد "مش أنا اللي ضيعت ودائع صحيفة الحزب"

ما ردك على تحريك دعوى قضائية بحقك في ملف أموال الوفد؟

هذا الأمر خضع للتحقيق من قبل أمام النائب العام، وتم حفظ البلاغ ضدي في القضية رقم 368 لسنة 2015 حصر أموال عامة عليا، وهي عبارة عن شكوى من أحمد راضي، مدير تحرير الوفد حينها، وبتاريخ 25 يوليو 2015 انتهى التصرف بالحفظ في القضية واستبعاد شبهة الجرائم والعدوان على المال العام وحفظت إداريًا وقيدت برقم 153 لسنة 2015 شكاوى محفوظة، وهذه القضية استدعى فيها مقدم البلاغ، والمدير المالي، وعضو الجهاز المركزي للمحاسبات، وعلى مدار يومين قال ممثل الجهاز نصًا: "لا توجد شبهة إهدار مال عام، والعقد سليم من الناحية القانونية، وسبب تراجع الإيرادات هو نقص الإعلانات؛ نتيجة نقص التوزيع"، وأكد حفظ تقرير الجهاز المركزي للمحاسبات، وما يحدث الآن ليس إجراءً قانونيًا وإنما محاولة للتشويه.

ما حقيقة ما يثار بشأن هروب ابنتك خارج القاهرة؟

غير صحيح، ابنتي لم تهرب خارج مصر وهي متواجدة في منزلها بالقاهرة وتمارس حياتها بشكل طبيعي، وما يُثار بشأن ذلك انحطاط أخلاقي لم يشهده الوفد على مدار تاريخه.

لماذا أنهيت التعاقد مع شركة الإعلانات بشكل منفرد؟

إنهاء التعاقد مع شركة الإعلانات لم يكن بشكل منفرد وأتى بقرار من المكتب التنفيذي بجلسته بتاريخ 26 مارس 2012، بتكليف الدكتور محمد كامل بصفته رئيس مجلس إدارة صحيفة الوفد باتخاذ الإجراءات القانونية ضد شركة الإعلانات، وتم رفع دعوى تحكيم للحصول على مستحقاتنا، وجاء الحكم بإنهاء التعاقد، وقيمة العقد كانت 66 مليون جنيه في 3 سنوات، وكان من حق الشركة فسخ التعاقد دون سداد الـ18 مليون جنيه وفقًا لبنود العقد في بند يعرف باسم 5 على 7.

وفي بداية التعاقد كان التوزيع 80 ألف نسخة وخلال فترة إنهاء التعاقد وصل إلى 5 آلاف نسخة، "لو معملناش كده مكناش خدنا الـ18 مليون جنيه، وكل ما أقوله مثبت في اجتماعات المكتب التنفيذي، وموجود لدى الحزب وفي يد رئيس الحزب الحالي".

ما الذي يعطل تنفيذ حكم التحكيم ضد شركة الإعلانات؟

الحكم كان بحاجة إلى 500 ألف جنيه لاستخراج الصيغة التنفيذية له، وعرضت الأمر على اجتماع الهيئة العليا، وقلت "أنا مش معايا سيولة دلوقتي، حد يقرضني هذا المبلغ علشان ننفذ الحكم وهديله شيك بيه على 3 شهور بفائدة 20% علشان أنفذ الحكم"، وحضر هذا الاجتماع بهاء أبوشقة، وللأسف ولا واحد دفع جنيه"، وكل هذا مثبت في محضر جلسات الهيئة العليا، وبتاريخ 19 مارس أعطيت شيكات بمبلغ 550 ألف جنيه لتنفيذ الحكم وهذا بعد تركي لرئاسة الوفد، أرسلت في البداية خطابًا بشكل ودي لرئيس الحزب رفض استلامه وطالبني بإرساله عن طريق المحكمة، وحينما فعلت ذلك خرج بتصريحات ضدي بأنني أرسلت إنذارات للحزب، وحتى الآن لم يحصل على الصيغة التنفيذية للحصول على الأموال والأمر في يده ويعلقه ليتخذه شماعة ضدي ويتهمني بإهدار أموال الوفد.

عينت بهاء أبوشقة في مجلس الشورى والبرلمان

ما تفاصيل العلاقة بينك وبين المستشار بهاء أبوشقة؟

حينما كنت سكرتيرًا عامًا للوفد عام 2000 كان المستشار بهاء أبوشقة رئيسًا للجنة الوفد بالجيزة، حدثني زكريا عزمي ليطلب تعييني في مجلس الشورى مع رؤساء الأحزاب الآخرين وكان هذا عرفًا حينها، لكنني اعتذرت عن الأمر وطلبت تعيين بهاء أبوشقة، بدلاً مني، ونصبته رئيسًا للهيئة البرلمانية للحزب في الشورى، ثم المستشار السياسي لرئيس حزب الوفد ثم مساعدًا لرئيس الحزب، وسكرتير عام الوفد، وخلال انتخابات مجلس النواب عام 2015 التي أفرزت البرلمان الحالي طالبت بتعيينه وتمت الاستجابة لي ودخل البرلمان، أقول هذا الكلام على الملأ و"عاوز منه ينفي هذا الكلام لو يستطيع".

دخلت السياسة لأنها أشرف الرسالات بعد النبوة

هل شعرت بالندم على مساعدة أشخاص يقفون ضدك الآن؟

"كنت بشتغل سياسة كرسالة وطنية، وأعتبرها أشرف الرسالات بعد النبوة لأن رعاية مصالح المواطن والدولة لها أهمية كبرى، اشتغلت سياسة مصطفى النحاس وفؤاد سراج الدين، عمري ما بصيت أنا عملت إيه، حينما انسحبنا من انتخابات 2010، دخلنا بقرار من الجمعية العمومية وفقًا لتصريحات مبارك حول النزاهة، وقلت في بيان إعلان المشاركة إنني سأنسحب من الانتخابات حال وجود تلاعب وهو ما حدث بالفعل في المرحلة الأولى، وصرحت بأننا سنلاحق هذا المجلس حتى يثبت بطلانه، كل نواب الحزب انسحبوا أو جمدوا عضويتهم إلا أبوشقة رفض الانسحاب من مجلس الشورى وقال نصًا: أنا لم أتقدم باستقالتي لأن الاستقالة وفقًا للقانون لا بد وأن تقدم مكتوبة وأنا لم أتقدم باستقالة مكتوبة، في الوقت الذي خضنا فيه معركة مع الحزب الوطني".

كنت أول رئيس حزب أعلن قيام ثورة 25 يناير، حينها لم يظهر بهاء أبوشقة، حتى سقط نظام مبارك، وخلال صدامنا مع الإخوان وتأسيس جبهة الإنقاذ لم يظهر أيضًا، لم يخض معنا كل معاركنا.

مش عايز أقول أنا دفعت إيه للوفد لأن ده ميصحش

هل تفكر في الاستقالة من الحزب؟

تجميد عضويتي أتى لرغبتي في عدم تحمل مسؤولية المشاركة في هذه القرارات الهزلية، ومسألة الاستقالة من عدمها لا تشكل فارقًا، أنا لا يعنيني أن أبقى في وفد أبوشقة، لأن الوفد لم يعد حزبنا، وللذكرى تم تقديم شكوى ضدي من صفوت الشريف عام 2010 اتهمني بتجاوز سقف التبرعات الانتخابية في انتخابات مجلسي الشعب والشورى، دون الإعلان في 3 صحف يومية، ولكن قامت الثورة قبل التحقيق معي، وفي عام 2012 قدم الوزير الإخواني محمد محسوب، بلاغًا ضدي في نيابة الأموال العامة اتهمني بإنفاق 175 مليون جنيه على الانتخابات، وتم تقييم الإعلانات ودفعت 22 مليون جنيه وتم حفظ التحقيق، دفعها الدكتور عبدالسند يمامة بيده، مش عايز أقول أنا دفعت إيه للوفد لأن ده ميصحش.

ألا تفكر في المنافسة على انتخابات رئاسة الحزب المقبلة؟

جمدت عضويتي داخل الوفد وربما تكون هناك إجراءات أخرى، ولدي الكثير الذي أرفض الإفصاح عنه حفاظًا على هذا الكيان.

هل تنوي اعتزال العمل السياسي؟

لا أعتزل السياسة؛ لأنه لا يصح على الإطلاق من يؤدي دورًا وطنيًا أن يعتزل هذا الدور، السياسة عند اللزوم هنكون موجودين، لا ندري ما هو القادم أو إيه الأزمات التي تواجهها الدولة، حينما يتم دعوتي سألبي الدعوة على الفور لا يمكن أن أمتنع عن المشاركة في العمل السياسي.

المشاركة في العمل السياسي تكون لها مسارات، هل تفكر في تأسيس حزب جديد؟

لا، الحقيقة لم أفكر في تأسيس حزب جديد، لكن كل الاحتمالات واردة، والوفد ليس عندي مجرد حزب ولكنه عقيدة سياسية، شكلت أول حكومة ظل في التاريخ خلال 2010، وساعدنا بوفود شعبية على إعادة العلاقة مع السعودية خلال واقعة غلق السفارة وسحب السفير السعودي من القاهرة، ولأول مرة كان برفقتي رجل دين مسيحي، وهي المرة الأولى التي يزور فيها رجل دين مسيحي السعودية، دي أدوار قمنا بها لأجل مصر وليس لأجل الوفد فقط.

هل تنوي الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة؟

الأعمال التنفيذية لا تثير اهتمامي، ورفضت رئاسة الحكومة مرتين في عهد المجلس العسكري، وطلب مني إقناع الدكتور كمال الجنزوري بالاستقالة من رئاسة الحكومة في أزمة توقف قرض صندوق النقد الدولي، وطالبني بالوقوف معه ضد الإخوان ولم يكن لدينا القدرة على مواجهتهم؛ لأنهم يملكون أغلبية غاشمة في مجلسي الشعب والشورى ورفض تقديم استقالته، وبعد ذلك بيومين فقط هاتفني الفريق سامي عنان ليكلفني بتشكيل الحكومة خلفًا للجنزوري، ولكن اعتذرت، كان كلها كام شهر وييجي رئيس جمهورية وغالبًا إخواني، وللمرة الثانية قبل ثورة 30 يونيو، طلبت السفيرة الأمريكية لقائي وطلبت مني تشكيل الحكومة وقالت نصًا: الوفد والإخوان أكبر قوتين في مصر، والرئيس وافق، وتحالفكم يعني الحكم إلى الأبد، ولذلك رفضت الأمر لأنني شعرت بما يُحاك لمصر والمنطقة من مخطط الصهيونية، وأرى أن مصر بحاجة للرئيس عبدالفتاح السيسي.

لماذا انسحبت من لجنة الخمسين؟

اعترضت على بعض الممارسات الداخلية في عمل اللجنة وشعرت أن اللائحة تنتهك، واعترضت على ذلك وأخبرتهم أنني سأنسحب من اللجنة دون الإعلان لحساسية المرحلة.

كيف ترى دعوات تعديل الدستور؟

لا يوجد شك أن هذا الدستور من أعظم الدساتير خاصة في مجال الحريات والحقوق والواجبات العامة وحق المواطن في كل شيء، ولكننا وضعنا هذا الدستور في فترة زمنية محدودة، وفي ظل ظروف صعبة، وضغط من تظاهرات إخوان وشباب لديه مطالب محددة، وتجربة رئيس اسمه محمد مرسي، لذلك فصلنا كل المواد لتقييد الرئيس المقبل لأن المشهد العام كان يوحي بعودة الإخوان، "إزاي نعزله وإزاي مجلس النواب يسحب الثقة منه، كانت مواد الرئاسة بها قيود مشددة لتكبيل الرئيس".

هل سعى الرئيس السيسي إلى الترشح لمنصب الرئاسة؟

غير صحيح، الرئيس لم يسعَ إلى هذا المنصب وكنت شاهدًا على ذلك، ولهذا في لجنة الخمسين، تقدم المجلس العسكري بتعديل على ألا يعزل وزير الدفاع إلا بقرار بناء على اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وكان كل شغلهم الشاغل تحصين منصب وزير الدفاع لأنهم "مش عارفين مين الرئيس اللي جاي، وكانت المدة المطلوبة 10 سنوات، ورفضنا وقللنا المدة إلى 5 سنوات حتى تكون انتهت فترة الرئاسة الأولى لأي رئيس".

ما كواليس إقناع الرئيس بالترشح للرئاسة؟

التقيت بأحد أصدقائي، وكان له صلة مباشرة بوزير الدفاع وقلت له "لازم قبل ما ننتهي من الدستور يبقى في رئيس جمهورية ولازم المشير السيسي يرشح نفسه، وجلست مع اللواء محمد العصار، الذي أخبرني أن المشير السيسي لا يفكر في الترشح للرئاسة وأخبرته على مدار 3 جلسات أن هذا الأمر ضرورة وفرض عين ولا توجد رفاهية الاختيار".

ما صحة ما يثار حول تحريضك لمجموعة المفصولين ضد رئيس الحزب الحالي؟

المجموعة التي سقطت لها تاريخ كبير داخل وخارج الوفد، وما حدث من تلاعب في الانتخابات لا يصح على الإطلاق، "في خلل حصل ليس فقط في صندوق الانتخابات ولكن في تغيير تركيبة الجمعية العمومية الناخبة، رئيس الحزب أدخل 1440 اسمًا جديدًا تابعين لعدد من الأشخاص وأنا عارفهم بالاسم، كان يوجد خطأ مادي في عملية تجميع وفرز الأصوات، ورئيس الحزب لم يستمع لمطالب هذه المجموعة ورفض مقابلتهم أو تسلم اعتراضهم على نتيجة الانتخابات، في ما يقرب من 1340 اسمًا مفقودين، وقالهم روحوا المحكمة ولما راحوا المحكمة فصلهم، أنا أقف وراهم ليه، إيه السبب اللي يخليني أعمل كده؟!.

رسالة الرئيس لي كانت: "عمر الدولة ما تبقى ضدك سواء كنت رئيسًا للوفد أم لا"

ما كواليس لقاء الرئيس السيسي لحل أزمة الوفد؟

خلال لقاء الرئيس السيسي المستشار بهاء أبوشقة، واجه فؤاد بدراوي بشدة وعنف، وأنا لم أتكلم حينها، ونفذت ما طلب مني وعينت الـ7 المفصولين ولكنهم رفضوا التعيين، وشرعت في تعديل اللائحة على أن يحل محل رئيس الحزب نائب الرئيس، وكان أبوشقة، يريد أن يغيرها ليجعل المنصب يؤول إلى السكرتير العام، وعدلت اللائحة دون عرضها على الهيئة العليا رغم أنه أغلق هاتفه وتقدم لي باستقالته، كان عايز يحطني في مشكلة مع الرئيس، وبعدها أخبرني أبوشقة، برفقة سفير نور، أن الرئيس السيسي لا يريدني، وأن الوفد برئاستي لن يحصل على 4 كراسٍ في حين لو أنه رئيس الوفد سنحصل على 200 كرسي، واستجبت لطلبه ودعوت الهيئة العليا للانعقاد لإعلان تقديم استقالتي من رئاسة الحزب، وحينما كنت في افتتاح قناة السويس الجديدة أخبرني أحد القيادات الكبيرة أن الرئيس لا يمكن أن يقول مثل هذا الكلام، طلبت منه ردًا مكتوبًا قبل اجتماع الهيئة العليا وتقديم الاستقالة وكان هذا يوم الخميس، ويوم الأحد قبل الاجتماع وصلتني رسالة من الرئيس عن طريق هذه القيادة نصها: "عمر الدولة ما تبقى ضدك سواء كنت رئيسًا للوفد أم لا".

بهاء أبوشقة وفؤاد بدراوي وراء اقتحام الحزب وإغلاقه بالجنازير

ما حقيقة واقعة اقتحام الوفد؟

هذه الواقعة مرتبطة أيضًا برئيس الحزب، حينما اقتحم مجموعة من الأفراد مقر الحزب وأغلقوا الحزب بالجنازير وطردوا الصحفيين، كان خلف هذه الواقعة بهاء أبوشقة، فؤاد بدراوي التقى بي في فرح في سمنود في حضور محمد حلمي سويلم، عضو هيئة عليا حالٍ، وقال لي بدراوي: "أنا لم أرد دخول المقر، لكن كل ما يقابلني أبوشقة في اللجنة التشريعية يقولي استعد استعد، وفي يوم الاقتحام لم أكن مستعدًا وكلمني قالي يالا، ودخلنا المقر بناءً على مكالمة تليفونية، وقالي هنشيل البدوي النهاردة".

وحينما عاتبت بدراوي أخبرني: "أنا مش بتاع اقتحام، وبعد هذه المحاولة طلب مني أبوشقة تكرار المحاولة مرة أخرى" رغم أن أبوشقة، كان له دور في فصل بدراوي ومجموعته، وفي مجموعة تم فصلها وعددها كبير في واقعة اقتحام المقر وكان أبوشقة من ضمن الموافقين على فصلهم.

ما ردك على اتهامك بإفلاس الوفد وتبديد أمواله؟

ودائع الوفد كانت نوعين، نوع خاص بالحزب، وأخرى خاصة بجريدة الحزب، تسلمت ودائع الصحيفة، وفقًا للحساب الختامي والميزانية، ووفقًا للخطاب الموقع من المدير المالي، وكانت الودائع حينما تسلمت العمل 66 مليونًا و750 ألف جنيه للصحيفة فقط، وتركت رئاسة الصحيفة في 23 فبراير 2012 بعد 14 شهرًا من رئاسة الحزب بودائع 69 مليونًا و900 ألف جنيه، وظل الدكتور محمد كامل، رئيسًا لمجلس الإدارة 8 أشهر، استلم الودائع 55 مليونًا و900 ألف وحساب جارٍ دائنٍ 14 مليونًا، وسلمها 50 مليونًا و700 ألف جنيه لمحمد مصطفى شردي، الذي سلمها لسيد عبدالعاطي في 25 يناير 2016 بقيمة 10 ملايين جنيه، وفي 15 أكتوبر 2017 رجعت رئيس مجلس إدارة تاني وكان في الجريدة 882 ألف جنيه وتم تسييلها لصرف مرتبات أغسطس، أنا مكنتش رئيس مجلس الإدارة ولا أوقع شيكات الحزب، وكان يوقعها بدراوي مع أمين الصندوق ومن بعده أبوشقة، "مش أنا اللي ضيعت الودائع".

هل كان الحزب في عهدك "زريبة"؟

رئيس الحزب الحالي بهذا التصريح يدين نفسه، السكرتير العام وفقًا للائحة هو المسؤول عن الموظفين والمقر الرئيسي والمقار الفرعية، إذا تحول الوفد لزريبة في عهدي فكان أبوشقة "سكرتير عام الزريبة" ويشكر أبوشقة على تجديد القصر ولكن من جدده ابنته أميرة أبوشقة التي بذلت جهدًا مهمًا في متابعة التجديدات، ولكن بأموال الوفديين ومن وعدوا بمناصب في الهيئة العليا، واسألوا أمين الصندوق عن ذلك.

هل ترى أن انتخابات المحليات المقبلة تأخرت كثيرًا؟

المحليات مهمة، ولكن إحنا لسه بنبني الدولة بعد مرحلة كانت مصر آيلة للسقوط، لكن الظروف الآن مواتية للانتخابات، شوف وضعنا كان إيه وبقى إيه دلوقتي، كنا في مرحلة تثبيت مفاصل الدولة، ودور المحليات مقبل لا شك، لأن المحليات لها خطورة ويمكن أن تحدث انقسامًا مجتمعيًا، الأمر الذي استدعى توحيد النسيج المجتمعي.

ما رؤيتك للمشروعات التي تنفذها الدولة؟

الدولة المصرية منطلقة في جميع المجالات، وهناك فهم مغلوط لدى المواطن في أن الحكومة تتحمل تكاليف الطرق الجديدة أو مشروعات كالعاصمة الإدارية، وما يحدث غير ذلك فالقوات المسلحة في مشروعات الطرق تنفذ من مواردها الخاصة وتحصل رسومًا عليها لاستعادة ما تم إنفاقه، المشروعات الجديدة لم تكلف الدولة جنيهًا واحدًا.

فيديو قد يعجبك: