كتاب جديد يرصد أصل ونشأة العمامة وعلاقتها بصعيد مصر

القاهرة- (أ ش أ):

صرحت الدكتورة أهداب حسني، مدرس الآثار والفنون الإسلامية بكلية الآثار جامعة أسوان بأن غطاء الرأس في مصر كان يمثل الوضع الشرعي أو "المنزلة الرفيعة"، والإحساس بالهوية، والتفرقة بين أصحاب الطرق الصوفية المختلفة، والحرفييين أو المهنيين المتصلين بالمجتمع العثماني حتى يكون لهم امتيازات دينية واجتماعية.

وأشارت في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الأحد إلى أن "غطاء الرأس " أصبح يعبر عن الحالة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والشخصية لكل فرد فى المجتمع، لافتة إلى أن أغطية الرأس لعبت دورا مهما لدى الطوائف الحرفية أو المهنية وما بين السلطات والرعية حتى نهاية القرن التاسع عشر الميلادي.

من جانبه، أكد الدكتور عبد الرحيم ريحان - مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بالوجه البحري وسيناء بوزارة الآثار - أن الشعوب المتحضرة لها غطاء رأس مميز يعبر عن هويتها مثل "البرنيطة" فى الغرب ، و"الغفرة" في الجزيرة العربية و"الكوفية" الفلسطينية، لافتا إلى تنوع أغطية الرأس بالدول العربية والأفريقية والآسيوية وغيرها.

وأوضح أنه رغم أن مصر من الدول التي يمتد فيها الحر لأشهر عديدة خلال العام ، فإن البعض من الرجال لايرتدون أي غطاء رأس أو حمل شمسية للحماية من المطر والحر، لذلك فإن المصريين فى حاجة لغطاء رأس للرجال "وظيفيا "للحماية ، وكنوع من التعبير عن الهوية.

وأضاف أن العمامة تمثل حاليا غطاء رأس "جغرافي" لمنطقة الصعيد و"تعليمي" ، كعمامة الأزهر، وغطاء الرأس فى الوجه البحري "الطاقية"، موضحًا أنه رغم ذلك فإن العمامة والطاقية فى طريقهما للاندثار كأشياء كثيرة نفقدها دون أن ندري ، رغم أنهما يعتبران جزءًا من الهوية.

وطالب ريحان، المجلس الأعلى للثقافة، المنوط به الحفاظ على التراث الحضاري والثقافي المصري المادي والمعنوي ، والرصيد الثقافي المعاصر بمختلف تنوعاته طبقا للمادة "2 " من القانون رقم 138 لسنة 2017، بالبحث عن غطاء رأس معين للمصريين نابع من تاريخه وتراثه ، ومعبرا عن هويته كسائر الشعوب المعتزة بهويتها فى العمارة والفنون واللغة والملبس والمأكل والمشرب والموسيقى والفن ومنتجاتها التراثية.

يأتي هذا فيما صدر كتاب جديد يرصد أصل نشأة العمامة وعلاقتها بصعيد مصر للدكتورة إهداب حسني.