"خالد".. قصة بدأت بالتعاطي وانتهت بمكافحة المخدرات

كتب - إسلام ضيف:

لفترة طويلة سيطرت المخدرات على حياة خالد مصطفى، خسر خلالها، حياته، علاقته بأهله، صحته، وأمواله، واستمر هكذا لعدة سنوات، قبل أن يتوقف للحظة أمام نفسه ويتخذ القرار: "أنا قررت أبطل مخدرات".

انتقل "خالد" إلى مسار آخر في حياته، وواجهته صعوبات كثيرة في رحلته للإقلاع عن تناول المخدرات "بجميع أنواعها"، الأمر لم يكن باليسير لكنه قبل التحدي مع نفسه أولًا، ومع المحيطين به في المرتبة الثانية: "كنت بشرب جميع أنواع المخدرات لفترة طويلة، وخسرت حاجات كتير في حياتي منها علاقتي بأهلي، وفلوسي، وكانت صحتي بايظة".

لعدة شهور حاول خالد قطع علاقته مع المخدرات، نجح في ذلك بعد عناء، لكنه لم يكتف بذلك، إذ كرس حياته لإظهار خطورتها على الشباب: "أنا مبطل مخدرات بقالي 6 سنين، ومتجوز، ومخلف، وشغال وناجح في حياتي، وبقيت حد تاني خالص، هو ده اللي عايز أنقله للناس، أنا ينفع أبقى شخص تاني خالص وأغير وجهة نظر المجتمع فيا".

شارك "خالد"، أمس الثلاثاء، مع عدد من الشباب المتعافين من الإدمان، في حملة توعوية بمخاطر تعاطي المخدرات، بميدان الحصري بمدينة 6 أكتوبر، رافعين لافتات تحث متعاطي المخدرات على ضرورة التعافي وتطالب المجتمع بتفعيل دوره تجاههم: "المدمن مريض زي أي مريض ولازم يتعالج"، و"مش مجرم.. المدمن شخص فاقد السيطرة على حياته"، "الكشف المبكر والتعامل المبكر مع حالات الإدمان تقلل من توحشه وتساعد على استرداد المريض سريعا".

"محاولة لنشر الوعي للأهل والمجتمع والمدمنين أنفسهم".. حسبما يقول خالد عن مشاركته في الحملة التي أوضح أنها "جاءت انطلاقا من دور المتعافيين لتغيير الثقافة المغلوطة للمجتمع أن المتعاطي سيظل طيلة حياته مدمن ولن يتعافى".

"هناك الكثير من النماذج الإيجابية التي تغلبت على الإدمان، حافظت على عدم التعاطي لسنوات طويلة، أصبحوا ناس تانية خالص، وتحولوا من حاجة كلها غلط، إلى حاجه تانية كلها طموحات"، هكذا يرى خالد مصير المتعاطين الذي كان يوما واحدا منهم.

"المخدرات ينفع تبطلها، وتصلح من نفسك، وتبقى حد تاني، والناس المتواجدة في الحملة خير دليل وأمل على التعافي من خطر المخدرات"، رسالة يأمل "خالد" أن يستمع لها كل من يتعاطى المخدرات.

"الشباب نازلين في الشارع، وشافوا إن لهم دور في توعية الناس بخطورة الإدمان، ومنتظرين تقديم المساعدة لأي حد من المارة يتعاطى المخدرات، وينشروا ثقافة علاج الإدمان"، هكذا يقول الدكتور تامر شاهين، استشاري الصحة النفسية، وطبيب عدد من الشباب المشاركين في الحملة، الذي أصبح صديقًا لمرضاه، بعد أن كان طبيبًا لهم.

وعن تأثير التعاطي على المجتمع أضاف: "المدمن في الأسرة، معناه أن هناك أسرة في خطر، معناه مجتمع في خطر هي سلسلة واحدة".