لماذا نستعن بمخرجين أجانب رغم وجود40 ألف موظفًا داخل ماسبيرو؟
تقرير – مصطفى المنشاوي:
فتح استعانة شركة بريزنتيشن بطاقم فني أجنبي لإخراج مبارة مصر وغانا، الباب أمام العديد من التساؤلات حول اعتماد اتحاد الإذاعة والتليفزيون ماسبيرو، على مخرجين ومصورين أجانب لإخراج الأحداث الهامة بالرغم من امتلاكهم 40 ألف عامل، ويتقاضون مرتبات من موازنة الدولة العامة.
ويقول الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، إن الاستعانة بمخرجين أجانب لنقل الأحداث الهامة "ما هو إلا عبث وخبل لا يليق بمكانة ماسبيرو الذي قرب عمره لأكثر من 55 عامًا".
وكان رئيس التليفزيون، مجدي لاشين، قال إن شركة "برزنتيشن" الحاصلة على حق البث لمباراة مصر وغانا تعاقدت مع مخرج برتغالي وفريق معاون له لتصوير المباراة، مضيفًا أنه "أمر طبيعي ويحدث كثيرًا".
وقبل 3 ساعات من مباراة الأمس، أكد لاشين إن العاملين المسئولين عن البرامج الرياضية في طريقهم لملعب المباراة، بقيادة المخرجين محمد نصر ووليد فاروق، وبالرغم من ذلك أخرج المبارة المخرج البرتغالي.
وأضاف العالم في تصريح لمصراوي، أن مشكلة القائمين على إدارة ماسبيرو إنهم لا يعملون على إعداد الكوادر للمناسبات الهامة، مضيفًا أنه لا يعقل أن نعطي مبررات لكل شيء في ظل الأزمة الحالية - وفقًا لقوله.
وأشار العالم، إلى أن كل عام يصدر قيادات ماسبيرو عشرات الترقيات للعاملين بالمبنى، وفقًا لتدرجهم الوظيفي، دون وضع معايير وتقييم للأداء، مضيفًا " وقف التعينات أدى إلى وجود خلل في العمل.. كله بقى مدير مبقاش في تأهيل أو تطوير بالعمل".
ولفت أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، إلى أنه يجب تقييم المهن الفنية التى تحتوي على عمل إبداعي، خاصة الإخراج الذي يعتمد على "تحريك الكاميرات"، مضيفًا "لذلك يجب على مخرجي مصر أن يبطلوا كلام ويتأهلوا بالتدريب من أجل تجنب الأخطاء".
وتقول دكتور ماجي الحلواني، عميد إعلام القاهرة الأسبق، إنه لا يستطيع أحد ادعاء أن ماسبيرو لا يملك كوادر إعلامية كبيرة في الإخراج والتقديم، خاصة أن كل من يظهر في الفضائيات الآن هم من أبناء هذا المبنى العريق –وفق قولها.
وبلغ حجم ميزانية ماسبيرو، 11 مليارًا و558 مليونًا و600ألف جنيه، وفقًا لقرار الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي نشرته الجريدة الرسمية بالعدد 27 تابع، رقم 286 لسنة 2015، بربط الموازنة العامة للهيئة القومية لاتحاد الإذاعة والتليفزيون للسنة المالية 2015-2016.
ورجحت الحلواني في تصريح لمصراوي، أن الاستعان بطاقم تصوير أجنبي في المناسبات الهامة يرجع إلى عدة عوامل، منها أن الحدث عالمي، واعتاد المشاهدين رؤيته عبر فضائيات عالمية، ولذلك كان يجب علينا أن ننقل المباراة بنفس التقنية التي اعتاد عليها مشاهدي تلك القناة.
وقال إبراهيم الصياد، رئيس قطاع الأخبار الأسبق بالتليفزيون المصري، إن ماسبيرو أمن قومي ولا بد أن تدعمه الدولة بقوة، لأنه يملك خبرات وكوادر كثيرة ولكنها لا تستغل بسبب النظام "البيروقراطي المتبع بداخله"، مضيفًا أنهم يحتاجون فرصة التدريب على استخدام الأجهزة الحديثة.
وتعد أهم الأحداث التي تم خلال الاستعانة فيها بطاقم إخراج أجنبي، كان كأس الأمم الأفريقية بمصر 2006، وكأس العالم للشباب 2009.
وأضاف الصياد لمصراوي، أن ما حدث الآونة الأخيرة من استعانة بكوادر خارجية، ليس إقصاءً لـ"ماسبيرو" وإنما هو "دق لناقوس الخطر"، مضيفًا أنه لابد من إلغاء القرار الوزاري الخاص بوقف التعيينات داخل الاتحاد، لأنه أدى إلى عدم تجديد دماء داخل المبنى، و الاهتمام بعملية البحث والاكتشاف عن المواهب الشابة، بحسب قوله.
وقال هشام رشاد، مدير البرامج الرياضية بالتليفزيون المصري، إن الاستعانة بطاقم أجنبي في تصوير اللقاءات الهامة يرجع إلى وجهة نظر الشركة الراعية، "التي تعتقد أن ذلك يعطي الإخراج أكثراً جمالاً".
وأضاف رشاد في تصريح لمصراوي، أن إخراج مباراة الأمس كان جيد من الناحية الشكلية، لكنه افتقد الجوانب الجمالية والإبداعية -وفق قوله، مضيفًا أن مخرجين ماسبيرو يملكون مهارات أكثر من ذلك بكثير.
ولفت إلى أن المعدات المستخدمة في مباراة أمس، تابعة لماسبيرو، باستثناء الكاميرا الطائرة التي تحتاج إلى تصريح أمني.
جدير بالذكر أن تقرير الجهاز المركزي للمحاسبات المقدم للبرلمان بشأن اتحاد الإذاعة والتلفزيون، أكد أن إجمالي الخسائر عام 2013/2014، وحتى 30/6/2015 بلغت ما يزيد عن 32 مليار جنيه، مشيرًا إلى أنه قد بلغت الخسائر في العام المالى 2014/2015 نحو 4 مليارات ونصف.
فيديو قد يعجبك: