إعلان

الإخوان المسلمون: شعبية متهاوية في مسقط رأسها

12:09 م الإثنين 15 يوليه 2013

الإسماعيلية - بي.بي.سي:

تمثل مدينة الإسماعيلية قيمة رمزية تاريخية لجماعة الإخوان المسلمين في مصر.

وتعد المدينة الساحلية، التي تبعد ١٥٠ كم شمال شرقي القاهرة، مهد الجماعة وظلت معقلا لها حتى انتخاب أحد قادتها، محمد مرسي، كأول رئيس مدني في تاريخ البلاد.

وترتبط المدينة في الأذهان بمؤسس جماعة الإخوان المسلمين حسن البنا الذي أنشأ مسجدا صغيرا في حي المحطة الجديدة الشعبي، ليتحول لاحقا إلى المقر الأول للإخوان، كجماعة دعوية خيرية، اشتغلت لاحقا بالعمل السياسي.

وأكسب العمل الخيري الجماعة شعبية جارفة في المدينة خلال تاريخ ملئ بحملات الاعتقال والقمع من قبل الحكومات المصرية المتعاقبة.

ذهبنا إلى أحد المنازل التي تستخدمها الجماعة كمخزن به آلاف الأطنان من السلع الغذائية، كالسكر والدقيق والأرز، حيث يعمل شباب الإخوان على تعبئة ما يعرف بالعامية المصرية بـ "شنط رمضان" لتوزيعها على الأسر الفقيرة في ربوع المحافظة.

يقول شكري خالد، أحد مؤيدي الإخوان الذي يملك متجرا لبيع الأدوات الكهربائية، إن الجماعة ظلت طيلة العقود الماضية تعمل على مساعدة الفقراء، والأيتام، وإعانة الشباب على نفقات الزواج الباهظة.

وأضاف خالد،٥٢ عاما، "يفعلون ذلك في السر لوجه الله وهم اليوم يتعرضون لحملة شرسة من الأجهزة الأمنية، والإعلام الفاسد، إعلام الفلول، بعد إطاحة الرئيس الشرعي محمد مرسي."

وشهدت الإسماعيلية تظاهرات عارمة في ٣٠ يونيو ضد الرئيس السابق حيث اتهم المتظاهرون مرسي بالاستحواذ على السلطة و"أخونة" الدولة، فضلا عن عجزه عن معالجة الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تمر بها البلاد.

شعبية "متهاوية"

لكن يبدوا أن العمل الخيري، وعلى الرغم من كثرته واتساع نطاقه، لم يساعد الإخوان على الاحتفاظ بشعبيتهم خاصة بعد عزل الرئيس السابق.

فعلى الرغم من تأييد بعض المواطنين هنا للجماعة، فإننا لم نجد أي مظاهر تأييد في شوارعها الرئيسة للإخوان أو للرئيس السابق، كما يحدث في بعض المدن الأخرى، كمسيرات واعتصامات في الميادين العامة، ما وجدناه هو رسومات مناوئة للجماعة تلطخ جدران مبنى المحافظة.

وبعد يوم كامل في المدينة، وجدنا مشاعر تأييد قوية للجيش.

قليلون هنا يصفون ما حدث بأنه انقلاب عسكري، فبينما يرى كثيرون أن التظاهرات ثورة شعبية أيدها الجيش، ويبدوا أنهم سعداء برؤية العسكر في الحكم مجددا، على الأقل في الوقت الراهن.

وإذا أردت أن تعرف السبب الرئيس للغضب الشعبي من مرسي في الإسماعيلية، فعليك الذهاب إلى أحد محال المواد الغذائية، هذا هو ما يكترث به المواطنون الكادحون، أسعار الغذاء التي ارتفعت بحدة خلال العام الماضي.

يقول محمد جاد، محاسب في جامعة قناة السويس، إنه لم يجد شيئا إيجابيا واحدا خلال العام الذي شغله مرسي كرئيس للجمهورية.

ويضيف جاد، الذي يبلغ من العمر ٤٨ عاما الذي قابلته أمام أحد المتاجر الغذائية، أن المصريين لم يستطيعوا أن يصبروا ثلاثة أعوام أخرى نظرا لتدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد.

ولخص جاد إحباطه في مثال بسيط.

وقال "إذا اشتريت علبة سمن وتاريخ صلاحيتها أربع سنوات، ففتحتها ووجدتها فاسدة، ماذا تعمل؟ ستلقيها قطعا، أليس كذلك، هذا ما فعله المصريون مع مرسي''

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان