"بقي زي الأكل والشرب".. كيف أثرت زيادة أسعار الإنترنت على ميزانية الأسر المصرية؟
كتبت- آية محمد:
إلهام محمد، أم لـ 5 أطفال في مراحل تعليمية مختلفة تقيم في أحد أحياء القاهرة الشعبية وجدت نفسها مجبرة على تحمل أعباء مالية إضافية بعد زيادة تكلفة فواتير الإنترنت الأرضي وكروت الشحن وباقات المكالمات "اللي بقي زي الأكل والشرب" التي تستقطع جزءا كبيرا من ميزانية الأسرة.
قبل نهاية العام الماضي رفعت شركات المحمول أسعار خدمات الإنترنت الأرضي بنسبة 30% للمرة الثانية على التوالي في نفس العام تحت ضغط ارتفاع تكلفة التشغيل، فضلا عن ارتفاع كروت وفواتير الهاتف المحمول الشهرية.
وعلى نفس الخطى زادت باقات الخط الأرضي بنسبة تتراوح بين 7% إلى 45% في ديسمبر الماضي وهو ما يمثل عبئا آخر.
في الفترة الأخيرة تحول الإنترنت والهاتف المحمول من سلع ترفيهية إلى سلع أساسية والتي تستحوذ على نصيب كبير في ميزانية الأسر المصرية في ظل التطور السريع في كافة جوانب الحياة من تعليم الأبناء الذي أصبح إلكترونيا إلى درجة كبيرة وهو ما يمثل تحدي أمام العديدين فضلا عن أنه مصدر لأشخاص مختلفة لاكتساب لقمة العيش من خلال العمل عن بعد.
تستقطع إلهام محمد، 13% من إجمالي دخل الأسرة الشهري لسداد تكلفة الإنترنت وباقات وكروت الهاتف المحمول بعد أن أصبح من الضروريات المهمة في العملية التعليمية نفسها، مجبرة على سداد مبالغ أكبر بعد ارتفاع التكلفة.
تقول السيدة الأربعينية "بدفع ما يقرب من 500 جنيه شهريًا للباقة الأساسية والإضافية، و300 جنيه لكروت شحن للأسرة و120 جنيه للتليفون الأرضي ودخلنا كله لا يتجاوز 8 آلاف جنيه ومش قادرة اقلل الاستهلاك".
وتضيف إلهام، ارتفع استهلاك الإنترنت بشكل ملحوظ "أغلب التعليم دلوقتي بقى إلكترونيًا ولادي شغالين عليه بشكل أساسي على المنصات التعليمية وموقع يوتيوب عشان يتابعوا دروسهم".
أما مصطفى رمضان اعتاد منذ زواجه قبل 15 عامًا على الاعتماد فقط على باقة الموبايل دون الحاجة إلى الإنترنت المنزلي، وجد التعامل مع الإنترنت آمر لا مفر منه مع التغييرات التي طرأت على النظام التعليمي وزيادة حاجة أطفاله للإنترنت لاستكمال دراستهم.
يقول مصطفى، الأب لثلاثة أطفال في مراحل تعليمية مختلفة: "الإنترنت المنزلي بقي حاجة أساسية لا يمكن الاستغناء عنها مش مجرد رفاهية زي زمان دا بقي جزءا ضروريا في الحياة مثل الأكل واللبس".
أصبح رمضان الرجل الأربعيني مضطرًا لتركيب خدمة الإنترنت في المنزل مثل مئات الآلاف من الأسر التي بدأت تعتمد على الإنترنت في منازلها.
ومع هذا التغير، أصبح مصطفى، الذي يعمل موظفًا في إحدى المصالح الحكومية، يخصص ميزانية شهرية خاصة للإنترنت، إلى جانب مصاريف الدروس والطعام، موضحًا أن ميزانية الإنترنت تتجاوز الـ 300 جنيه شهريًا بعد الزيادة الأخيرة، بالإضافة إلى 130 جنيهًا شحنًا للتليفون الأرضي يتم دفعها كل ثلاثة أشهر.
يقول الأب: "قبل الزيادة كانت المصاريف أقل من كده"، وأشار إلى أنه يواجه تحديًا كبيرًا، مثل غيره من الأسر، بسبب الزيادات المستمرة في أسعار باقات الإنترنت، مما يزيد العبء المالي في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة.
كما يعتمد يوسف محمد، الشاب الذي يعمل في إحدى شركات التوصيل عبر الإنترنت، بشكل كبير على باقات الموبايل والإنترنت المنزلي.
ويقول الشاب الثلاثيني "أنا ممكن أجدد باقة الموبايل مرتين في الشهر"، موضحًا أنه يعتمد على هاتفه لتلقي طلبات التوصيل ويجب أن يكون متوفر لديه إنترنت طوال الوقت.
وأشار إلى أنه لا يستطيع إنجاز عمله دون الإنترنت، لكن مع الزيادة الأخيرة في الأسعار، أصبح يتحمل عبئًا أكبر وذلك بعدما ارتفع المبلغ الذي كان يدفعه إلى أكثر من الضعف.
اقرأ أيضًا :
تفاصيل وأسعار باقات الإنترنت الأرضي لشركات المحمول الأربعة
تفاصيل الباقات.. أسعار فواتير الخط الأرضي الجديدة 2025
بعد تطبيق مكالمات "الواي فاي".. الهواتف الداعمة لها على شبكة "إي آند"
فيديو قد يعجبك: