إعلان

حكايات المحاصرين بصاج مترو الأنفاق في شارع أحمد عرابي

07:34 م الثلاثاء 20 مارس 2018

كتبت- دينا خالد:

تصوير- محمو أبوديبة:

يجلس محمد هاشم، صاحب محل عصائر أولاد هاشم بشارع أحمد عرابي بمنطقة المهندسين، حزينا أمام محله، يشعر بالعزلة والحصار بسبب كردون الصاج المحيط بمحله من جميع الجهات، نظرا لبدء أعمال إنشاء محطة مترو التوفيقة بالخط الثالث.

"بين يوم وليلة لقينا الصاج دا اتحط" هكذا بدأ هاشم حديثة لمصراوي.

وأعلنت الإدارة العامة للمرور في بداية الشهر الجاري، إغلاق جزئي لشارع أحمد عرابي بمنطقة المهندسين لمدة 3 سنوات، ﻹنشاء محطة مترو التوفيقية ضمن مشروع مترو أنفاق الخط الثالث.

وبحسب هاشم فإنه كان يعتمد على الزبون الذي يمر من الشارع، لكن منذ إغلاقه لم يعد يمر أحد، "فضلت 4 أيام ما بيدخلش جيبي جنيه"، وفقا لما يقوله.

بعد وضع الصاج، ذهب هاشم إلى القسم ليحرر محضر إثبات حالة، مطالبا بالتعويض أو حل بديل.

يقول هاشم "في القسم قالوا لي إن مش من حقك تحرر محضر إثبات حالة، لأنك متضرر بفعل مشروع قومي وخدمي".

لم يتضرر هاشم، من حصار محل واحد فقط كغيره، لكن لديه محل آخر بنفس الشارع "عندي مقلة لب على نفس الحال برضو، والمحلين ملك لـ 11 وريث"، وفقا لما يقوله.

وبدأ هاشم التفكير في إيجار محل أخر في منطقة تكون بعيدة عن إنشاءات المترو، لكنه وجد أن أقل إيجار يبدأ من 20 ألف جنيه.

يقول هاشم "أنا بدفع فواتير كهرباء بـ 8 آلاف جنيه وميه بـ 200 جنيه، وصرف صحي بـ 900 جنيه، يعني لو خدت محل إيجار هتكون مصاريفه أكبر من دخله".

يدفع هاشم حاليا مرتبات العمال العاملين معه من جيبه الخاص ويقول "اليومية بدفعها من جيبي، ومينفعش أقطع أرزاقهم".

وضع هاشم لافته في بداية السور الصاج بمنطقة عمل المترو تشير إلى أن العمل لا يزال مستمر في محله، "لكن موظفين الحي قطعوها، علشان بيقولوا مخالفة"، وفقا لما يقوله هاشم.

لم يتضرر هاشم وحده، فالعاملين أيضا في محل كشري الزعيم في نفس الشارع، يشعرون بتراجع الإقبال عليهم بنسبة 60% منذ إنشاء السور الصاج.

يقول أحد العاملين في المحل، إن المحل لم يعد يعمل سوى على توصيل طلبات الدليفري منذ إغلاق الشارع.

ويضيف "كنا بنأخد بقشيش من الزباين إللي بتيجي تأكل في المحل، لكن دلوقتي متوسط عدد إللي بيجي من 4 إلى 6 أشخاص، كلهم من عمال المشروع".

ويضيف "كنا من الساعة واحدة الظهر لحد الساعة 5 المغرب، مش بنلاقي كراسي نقعد الزباين من الزحمة، لكن دلوقتي الدنيا فاضية خالص".

لم يقتصر التضرر على محلات المأكولات والمشروبات، ولكن عماد السيد، عامل كاوتش في أحد محلات إصلاح الكاوتش، يقول إنه تضرر بنسبة 70%.

كان السيد، يعتمد على الزبائن التي تمر من خلال الطريق، لكن بعد إغلاق الشارع أصبح عمله مقتصرا على "زبون المنطقة"، بعدما أصبح الشارع الذي أمامه أشبه بجراج.

يفكر السيد حاليا في وضع لافتات تشير إلى مكانه، حسبما يقول لمصراوي.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان