إعلان

مسؤول: قطاع السياحة في مصر يتأهب لانطلاقة

05:04 م الإثنين 23 سبتمبر 2013

الغردقة - (رويترز):

قال ناصر حمدي رئيس الهيئة المصرية العامة لتنشيط السياحة إن مصر ستشهد انطلاقة جديدة في السياحة عندما ترفع الدول الأوروبية الحظر الذي فرضته على السفر إليها بسبب الاضطرابات السياسية والأمنية.

وفي مقابلة مع رويترز في مدينة الغردقة قال حمدي "مع رفع الحظر ستنطلق السياحة المصرية من جديد. السياحة تتعافى سريعا وتتضرر سريعا. المرونة عالية جدا بهذا القطاع. نركز على السوق الأوروبي والروسي وسنشارك في جميع المعارض السياحية العالمية."

و كان العديد من شركات السياحة أوقفت رحلاتها لمصر ونصحت بعض الحكومات مواطنيها بعدم السفر لمصر لتمضية العطلات عقب أعمال العنف التي اندلعت في يوليو وأغسطس آب بعد أن عزل الجيش الرئيس السابق محمد مرسي.

ومع عزل أول رئيس منتخب في انتخابات حرة بمصر شهدت البلاد حلقة جديدة من القلاقل التي تعصف بها منذ الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك في انتفاضة شعبية اندلعت في يناير 2011.

 

ابتعد السائحون عن مصر من حينها مع نزول مئات الآلاف وأحيانا الملايين إلى الشوارع كل بضعة أشهر.

 

في القاهرة لم يشغل الزائرون سوى 17 بالمئة فقط من الأسرة الفندقية في يوليو تموز حسب بيانات شركة إس.تي.آر جلوبال لأبحاث الفنادق وذلك بالمقارنة مع 53 في المئة قبل عام و70 في المئة قبل عامين.

 

وحتى في شرم الشيخ المطلة على البحر الأحمر والتي كانت إلى حد كبير بمعزل عن القلاقل السياسية في القاهرة والمدن الكبرى الأخرى تراجعت نسبة الإشغال إلى 49 في المئة من 79 في المئة قبل عامين.

 

وقال حمدي إن القائمين على السياحة المصرية سيزورون المانيا وفرنسا وإيطاليا وعددا آخر من الدول الأوروبية وبولندا ودول الكاريبي لرفع الحظر بجانب إعداد برامج سياحية للمصريين في الأقصر وأسوان وجميع المحافظات بأسعار مدعمة من أجل عودة الحياة مرة اخرى للقطاع والعاملين فيه.

 

وفي إطار المساعي الحثيثة لانعاش قطاع حيوي يدر على مصر نحو 11 بالمئة من اجمالي الناتج المحلي، سافر وزير السياحة هشام زعزوع امس في جولة تشمل المانيا وفرنسا سعيا لاستئناف الرحلات السياحية إلى مصر عقب زيارته لموسكو الاسبوع الماضي للغرض نفسه.

 

وقال حمدي "القطاع السياحي تضرر كثيرا الفترة الماضية وكانت خسارته كبيرة. نسب الاشغال الآن في القاهرة بين خمسة إلى ستة بالمئة وفي الأقصر وأسوان بين واحد إلى اثنين بالمئة وفي الغردقة وشرم الشيخ نحو 20 بالمئة."

 

ومضى قائلا "نركز الآن على جذب السائحين إلى البحر الأحمر وجنوب سيناء لهدوء الأوضاع بها مقارنة مع القاهرة وإمكانية العودة سريعا لنسب إشغالات مرتفعة."

 

ويرى المسؤول عن تنشيط السياحة المصرية أن قرار شركة توماس كوك الالمانية باستئناف رحلاتها في نهاية سبتمبر ايلول يوضح ان الشركات الأجنبية متأثرة هي الأخرى بوقف السفر لمصر.

 

وقال "الشركات الإيطالية مثلا خسارتها بلغت نحو 80 مليون يورو بسبب فرض حظر السفر حتى الآن. بالتأكيد الشركات السياحية تريد عودة رحلاتها إلى مصر من جديد لأن الخسارة للطرفين وليس لطرف واحد فقط."

 

كانت شركتا توماس كوك ألمانيا ودير توريستيك وهما من أكبر شركات السياحة في ألمانيا قالتا إن الوضع هادئ في منتجعات البحر الأحمر التي تجذب محبي الشواطئ والغطس وقررتا الاسبوع الماضي استئناف الرحلات اعتبارا من 30 سبتمبر أيلول.

 

لكن شركات كبرى أخرى مثل ألتورز وتوي ألمانيا التابعة لشركة توي ترافل أكبر شركة سياحة في أوروبا قالت يوم الجمعة إنها لن ترسل أفواجا سياحية إلى مصر حتى منتصف الشهر المقبل على الأقل.

 

وقال حمدي "زيارة وزير السياحة والوفد المرافق له إلى روسيا كانت ناجحة والحكومة استجابت لنا وستأخذ قرارا سريعا فور تقديم اللجنة الأمنية التي أرسلتها لمصر تقريرها عن الوضع في الغردقة وشرم الشيخ. أنا متفائل."

 

واضاف انه بمجرد أن ترفع روسيا الحظر ستحذو حذوها دول أخرى.

 

وأبلغ محافظ البحر الأحمر أحمد عبد الله رويترز أن روسيا ستبدأ أولى رحلاتها للغردقة هذا الأسبوع.

 

وقال حمدي الذي رافق الوفد الروسي في زيارته للغردقة الاسبوع الماضي "عملنا الفترة الماضية على السياحة الداخلية لخلق الربط بين المواطن وبلده. وضعنا برامج ورحلات للأقصر وأسوان وبرامج لليوم الواحد وسنواصل العمل بها طوال الفترة المقبلة."

 

وأطلقت الحكومة المصرية العديد من البرامج الترويجية لمحاولة إحياء قطاع السياحة وأعلنت وزارات الطيران المدني والسياحة والدولة للآثار في الآونة الأخيرة أنها تعكف على دراسة المزيد من المبادرات لإنعاش السياحة.

 

وذكر حمدي أن الهيئة أعدت أفلاما ترويجية عن السياحة في مصر للأسواق العربية والأوروبية والروسية وستنشر إعلانات في وسائل الإعلام ووسائل المواصلات الأجنبية لتشجيع السياحة في مصر.

 

ويساهم قطاع السياحة بنحو 11 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي في مصر ومن ثم فإنه قطاع حيوي لاقتصاد البلاد.

 

وقال حمدي لرويترز "الجميع يتمنى عودة نسب الإشغال كما كانت في 2010 . دعونا نرفع الحظر في البداية ونستعيد الخسائر التي تكبدناها."

 

وبلغ عدد السائحين في مصر 14.8 مليون سائح في 2010 قبل أن يتراجع في عام 2011 إلى نحو ثمانية ملايين سائح بعد الانتفاضة التي أطاحت بمبارك.

 

وفي 2012 انتعشت السياحة قليلا واستقبلت البلاد نحو 11.8 مليون سائح. وكانت مصر تستهدف جذب نحو 13.5 مليون سائح في 2013 قبل أن تتسبب الاضطرابات وأحداث العنف التي تزامنت مع عزل مرسي في توجيه ضربة مؤلمة للقطاع الحيوي.

 

وعلى المدى الطويل تسعى مصر لزيادة عدد السائحين الذين يفدون إليها سنويا إلى 30 مليون سائح والوصول بالإيرادات إلى 25 مليار دولار بحلول عام 2022.

 

يقول حمدي "السياحة مهمة جدا لمصر وهي قاطرة الاقتصاد القومي وسهل جدا أن تتعافي وأن تجذب بعدها صناعات أخرى كما أنها تساعد على تشغيل عمالة كثيفة."

 

وتعمل الحكومة حاليا على تحقيق الاستقرار الأمني وملاحقة العناصر المتطرفة والإجرامية لإعادة الشعور بالاطمئنان إلى المواطنين وتشجيع الزوار الأجانب على العودة إلى الآثار والشواطيء وغيرها من عناصر الجذب السياحي.

 

وقال حمدي "الأمن هو أساس عمل السياحة في مصر وهذا هو السبب في تركيزنا على البحر الأحمر وجنوب سيناء لأن الهدوء فيها أكثر من القاهرة. لضمان استمرار السياحة لابد من توفر الأمن والأمان."

 

لكنه لفت الانتباه إلى أن تنشيط السياحة يحتاج إلى ما هو أكثر من الأمن قائلا "السياحة تحتاج إلى المعاملة بابتسامة وترحيب وعدم التحرش بالسائح. أتمنى ان يدرك الجميع في مصر أهمية السياحة ونعود من جديد لإبتسامتنا الحلوة في مقابلة السائح."


لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة واغتنم الفرصة واكسب 10000 جنيه أسبوعيا، للاشتراك اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان