لمياء بتطلب خلع جوزها: "قتل العصافير بتاعتي"
كتبت- فاطمة عادل:
في زاوية صغيرة من قاعة محكمة الأسرة بمصر الجديدة، جلست "لمياء.ع"، 30 سنة، شابة في مقتبل العمر، ترتدي عباءة سوداء تخفي ملامح ترددها، بينما تحاول بصوتها الخافت أن تبرر طلبها للخلع أمام القاضي.
تروى الزوجة تفاصيل زواجها: "حياتي معه لم تكن طبيعية منذ البداية، لكنني كنت أقول لنفسي: الصبر مفتاح الفرج، كنت أعتقد أن ما يفعله من تصرفات غريبة يمكن أن يتغير، لكنني اكتشفت أنني كنت مخطئة".
نظر القاضي بالأوراق وسألها: "ما هو السبب الحقيقي وراء طلبك للخلع يا لمياء؟"، ترددت للحظة، ثم نظرت إلى الأرض وهي تقول: "العصافير، قتل العصافير .. والسبب وجع دماغه"، رد متسائلًا: "العصافير؟ ممكن توضحي؟".
تنهدت "لمياء" وبدأت تروي قصتها بصوت متقطع: "زوجي شخص عصبي للغاية، ولديه هوس بالهدوء المطلق، كان يكره أي صوت في المنزل، حتى صوت العصافير التي كانت تحط على نافذتنا صباحًا، في البداية، كنت أعتقد أنه يمزح عندما قال لي إن أصواتها تزعجه، لكنه في يوم من الأيام، أحضر بندقية هوائية وبدأ في قتلها، الواحدة تلو الأخرى".
توقفت "لمياء" للحظة، تحاول وقف دموعها، ثم أكملت: "حاولت منعه، توسلت إليه، قلت له إنها مجرد عصافير صغيرة لا ذنب لها، لكن قلبه كان قاسيًا، لم يكتفِ بذلك، بل بدأ يعاملني وكأنني أنا مصدر الإزعاج التالي في حياته".
سادت لحظة صمت في القاعة، قبل أن تقول لمياء بصوت مليء بالحزن: "كيف أعيش مع رجل لا يملك رحمة تجاه كائن صغير ضعيف؟ كيف يمكن أن أستأمنه على نفسي؟.
قبلت المحكمة الدعوى التى حملت رقم 1107 لسنة 2023، وبعدها خرجت لمياء من القاعة، ورغم ثقل القرار الذي اتخذته، شعرت لأول مرة منذ سنوات أن العصافير قد تغني مرة أخرى خارج نافذتها، بحرية وسلام.
فيديو قد يعجبك: