إعلان

"الشهيد الحي": خضت معركة جوية غير متكافئة لكنني انتصرت في النهاية

12:57 م الخميس 08 أكتوبر 2020

كتب- معتز عباس:

قال عبدالجواد سليم الملقب بـ"الشهيد الحي"، إنه المحارب الوحيد الذي خاض حربًا ميدانيا وهو مصاب ببتر في الساقين، إنه كان أفراد سلاح الصاعقة، وشارك في خوض حروب الاستنزاف بعد نكسة 67، مؤكدًا أنها كانت قوية، ولم تكن تقل عن حرب أكتوبر.

وأضاف "سليم"، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "صباح الخير يا مصر"، المذاع عبر القناة الأولى، الفضائية المصرية، اليوم الخميس، أنه أدى دوره كاملًا في حرب الاستنزاف، واستأنف القتال في حرب أكتوبر رغم إصابته القاتلة.

وأوضح أنه كان في إحدى العمليات خلف الحدود يوم 20 يوليو عام 1969 وكان العدو متفوقًا وكان يضرب المدارس والمصانع والمدن، لذلك رد عليه سلاح الصاعقة ردًا قاسيًا، وأصدر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر قراره بتدمير المناطق الإدارية الداخلية في سيناء، التي تمول جميع الأسلحة التي تستهدفنا.

وأردف، أنه في 20 يوليو توكلنا على الله وتوجهت مع مجموعة صغيرة العدد من أبطال مصر وعددهم 19 بطلًا ومشينا 35 كم، وكل منا كان يحمل نحو 60 كجم مواد متفجرة والأسلحة، وكل ذلك لمدة 7 ساعات، إلى أن وصلنا لهدفنا في الفجر، تحت قيادة قائد عظيم".

وأكمل، أن الأفراد هجموا على الهدف ودمروا 11 مخزنًا تحت الأرض وقتلوا الحراسات الموجودة وأسروا قائد الموقع وهذا لم يكن في الخطة، وفي طريق عودتنا إلى مكاننا، وقبل 11 كم، هاجمتنا طائرات العدو، وقتلنا طيارًا من 4 طيارين ودخلنا في معركة غير متكافئة، كانت الطائرة مرعبة وتهاجمنا بالقنابل والصواريخ والرشاشات، ولم يستطع طيار العدو أن ينال مني لمدة 5 دقائق بسبب قسوة تدريبات الصاعقة التي تعودت عليها، كنت أهرب منه؛ لأن سيناء لم تكن محتلة واشتبكت معه بسلاحي؛ لأنني أدركت أنه لن يتركني، كما أن أرض شمال سيناء مكشوفة وليست كجنوب سيناء، وفضلت الموت بكرامة، ولم يستطع النيل مني، فأشرت له بيدي اليمني التي كانت قد تعرضت للبتر، وقلت له لو راجل انزلي، فهم الإشارة وأطلق صاروخًا من الطائرة عليّ.

ولفت، إلى أن الصاروخ لم يصبه مباشرة لكنه نزل بالقرب من مترين من مكانه: "اتنطرت من مكاني ولقيت أشلاء، ومكنتش حاسس بحاجة خالص لكن لما بصيت تاني لقيت ساقي الاتنين مبتورين وذراعي اليمين وعيني اليمنى فُقدت في الحال وجسمي كله كان بيجيب دم، وكنت في كامل قواي العقلية.

وأكد، أنه عندما وصل إلى المستشفى شعر كأنه سيموت، مضيفًا: "لقيت القائد بيقولي أنت عاوز حاجة، قلت له عاوز عصير مانجا، فأمر يجيب شوب المانجا وشربته وأطلقت عليه ماء الحياة وبعدها صحيت، وعرفت بعد كده إني في مستشفى الحلمية العسكري".

وحول زيارة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر له، قال، إنه عندما أُبلغ بزيارة مهمة له، اعتقد أن الفريق سعدالدين الشاذلي سيزوره، لكنه فوجئ برئيس الجمهورية نفسه ومعه وزير الحربية، متابعًا: "كنت قاعد على وشي عشان ضهري متقطع ومحروق، فقال لي حمدًا لله على السلامة، وحكيت له على اللي حصل، كان مكشر، وقعد يناقشني في العملية".

وأكمل: "لما سألني عاوز حاجة، قلت له يا أفندم عاوز أروح ميدان المعركة تاني، فبص للفريق محمد فوزي وقال له أدام الرجالة دي موجودة هننتصر إن شاء الله".

وأشار، إلى أنه ركب أطرافًا صناعية وحصل على شهر إجازة، ثم عاد إلى القنطرة غرب وقابله زملاؤه بفرحة هيستيرية، لكن قائد كتيبته طلب منه مغادرة الكتيبة فورًا وأصر على ذلك خوفًا عليه، مستطردًا:"وقتها كانت أول مرة أعلي حسي على القائد بتاعي، وقلت له قسمًا بالله العلي العظيم مش همشي من هنا إلا وسيناء متحررة أو أكون شهيد".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان