في ذكرى وفاته.. أبرز المعلومات عن العلامة الأزهري حامد محيسن ترصدها هيئة كبار العلماء
كـتب- علي شبل
رصدت هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف أبرز المعلومات عن الشَّيخ العلَّامة حامد محمود محيسن، الذي توفي في مِثْلِ هذا اليومِ العاشرِ منْ ينايرَ عامَ 1960م، المُوافِقِ الحاديَ عَشَرَ منْ رجبٍ سنةَ 1379هـ.
وقالت هيئة كبار العلماء: لمْ نعثرْ على تاريخِ ميلادِ فضيلتِه في ملفِّ خدمتِه المحفوظِ في إدارةِ المُستخدمين والمعاشاتِ بالأزهرِ الشَّريفِ، لكنَّنا وَجَدْنا تاريخَ إحالتِه للتَّقاعُدِ، وكانَ في الثَّالثَ عَشَرَ منْ ديسمبرَ عامَ 1950م، ومِنَ المعلومِ أنَّ سنَّ التَّقاعُدِ الَّذي كانَ معمولًا به في هذا الوقتِ هو سبعون عامًا.
وعليه فإنَّه يغلبُ على الظَّنِّ أنَّ فضيلتَه وُلِدَ في الثَّالثَ عَشَرَ منْ ديسمبرَ عامَ 1880م، المُوافِقِ الحاديَ عَشَرَ مِنَ المُحرَّمِ سنةَ 1298هـ، بمُنيةِ السَّعيدِ، بمحافظةِ البُحيرةِ.
ورصدت الهيئة، عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك، أبرز المعلومات عن العلامة الأزهري الراحل في النقاط التالية:
- نَشَأَ فضيلتُه نشأةً دينيَّةً، وحفظَ القرآنَ الكريمَ في سنٍّ مُبكِّرةٍ، وأتقنَ مبادئَ العُلومِ، ممَّا أهَّلَه للالتحاقِ بمعهدِ الإسكندريَّةِ الدِّينيِّ، وتدرَّجَ في التَّعليمِ الأزهريِّ حتَّى نالَ شهادةَ العالِمِيَّةِ مِنَ الدَّرجةِ الأولى عامَ 1915م.
- عُيِّنَ فضيلتُه مُدرِّسًا في معهدِ الإسكندريَّةِ، وفي عامِ 1930م نُقِلَ إلى قسمِ التَّخصُّصِ، وانتُخِبَ عضوًا بمجلسِ كُلِّيَّةِ اللُّغةِ العربيَّةِ، ثمَّ عُيِّنَ شيخًا لمعهدِ الزَّقازيقِ عامَ 1944م، ثمَّ عادَ للتَّدريسِ بكُلِّيَّةِ أصولِ الدِّينِ، ثمَّ عُيِّنَ شيخًا لكُلِّيَّةِ اللُّغةِ العربيَّةِ بالقاهرةِ عامَ 1946م، وفي عامِ 1951م صدرَ قرارُ شيخِ الأزهرِ بنَدْبِه مُفتِّشًا للعُلومِ الدِّينيَّةِ والعربيَّةِ بالمعاهدِ الدِّينيَّةِ، وفي العامِ التَّالي صَدَرَ قرارُ شيخِ الأزهرِ بتعيينِه مُديرًا للوعظِ.
- نالَ الشَّيخُ حامد محيسن عُضويَّةَ هيئةِ كبارِ العُلماءِ بالأمرِ الملكيِّ رَقْمِ (24) لسنةِ 1941م، الصَّادرِ باسمِ صاحبِ الجلالةِ الملكِ فاروقٍ الأوَّلِ، مَلِكِ مِصرَ، صدرَ بقصرِ عابدين، في الرَّابعِ والعشرِينَ منْ رجبٍ سنةَ 1360هـ، المُوافِقِ الثَّامنَ عَشَرَ منْ أغسطسَ عامَ 1941م، كما أُنعِمَ على فضيلتِه بكسوةِ التَّشريفِ العلميِّ مِنَ الدَّرجةِ الأولَى عامَ 1946م.
- تتلمذَ على الشَّيخِ حامد محيسن كثيرٌ مِنَ العُلماءِ الَّذينَ كانَ لهمْ شأنٌ كبيرٌ في الأزهرِ بعدَ ذلك، وعلى رأسِهم: فضيلةُ الشَّيخِ محمد البهي العالِمُ والمُفكِّرُ، ووزيرُ الأوقافِ سابقًا، فيقولُ الدُّكتور البهيُّ في وصفِ أستاذِه وشيخِه الشَّيخِ حامد محيسن: «يجمعُ بينَ الفَهْمِ المُنظَّمِ، والنَّقدِ السَّليمِ».
- ومنْ أبرزِ تلاميذِه أيضًا: فضيلةُ الشَّيخِ عبد الحليم محمود، الَّذي قالَ عنْه: «الشَّيخُ حامد محيسن عالمٌ مُستقلُّ التَّفكيرِ، لا يعرفُ التَّقليدَ في رأيٍ، ولا يسوقُ الرأْيَ دونَ بُرهانٍ».
- أمَّا عنْ مُؤلَّفاتِه فكانَ له تفسيرٌ تميَّزَ به عنْ أقرانِه؛ لأنَّه لمْ يكنْ تفسيرًا تقليديًّا، وإنَّما فيه إعمالٌ للعقلِ، بجانبِ الاعتمادِ على النُّصوصِ الشَّرعيَّةِ، كما وجدْنا له مقالةٌ مطبوعةٌ، عنوانُها: «تفسيرُ سورةِ فاتحةِ الكتابِ».
- وقدْ كانَ للشَّيخِ جهودٌ كبيرةٌ في مجالِ مُحارَبةِ البدعِ والخُرافاتِ، والحفاظِ على الأحكامِ الإسلاميَّةِ الصَّحيحةِ، والمُحافَظةِ على اللُّغةِ العربيَّةِ؛ باعتبارِها لغةَ القرآنِ الكريمِ، فكانَ عُضوًا في جمعيَّةِ الهدايةِ الإسلاميَّةِ، الَّتي تأسَّسَتْ عامَ 1928م، برئاسةِ فضيلةِ الشَّيخِ محمد الخضر حسين، وكانَ منْ أهدافِها: السَّعيُ لتعارُفِ الشُّعوبِ الإسلاميَّةِ، وتوثيقُ الرَّابطةِ بينَها، ورفعُ التَّجافي بينَ الفرقِ الإسلاميَّةِ، ونشرُ حقائقِ الإسلامِ بأسلوبٍ يُلائمُ روحَ العصرِ، ومقاومةُ الإلحادِ، وإصلاحُ شأنِ اللُّغةِ العربيَّةِ، وإحياءُ آدابِها، وذلك عنْ طريقِ إلقاءِ مُحاضراتٍ في المساجدِ عقبَ صلاةِ الجمعةِ، ومُحاضراتٍ في بعضِ النَّوادي عندَما تدعو الحاجةُ إلى ذلك.
ولمْ يقتصرْ دورُ فضيلةِ الشَّيخِ حامد محيسن على الدَّاخلِ المِصريِّ، بلْ حَمَلَ عبءَ الدِّفاعِ عنِ المُقدَّساتِ العربيَّةِ والإسلاميَّةِ، خاصةً في دَعْمِ قضيَّةِ فلسطين والمسجدِ الأقصى؛ فقدْ كانَ الشَّيخُ حامد محيسن مِنَ المُوقِّعِينَ على البيانِ الَّذي أصدرَه الأزهرُ الشَّريفُ لدعمِ فلسطين والمسجدِ الأقصى، وذلكَ بعدَ قيامِ الجمعيَّةِ العُموميَّةِ بالأممِ المُتَّحدةِ بإصدارِ قرارِ تقسيمِ فلسطين عامَ 1947م.
وبعدَ رحلةٍ علميَّةٍ حافلةٍ بالعطاءِ في كلِّ مراحلِ التَّعليمِ الأزهريِّ، استغرَقَتْ ما يقربُ منْ ثمانِينَ عامًا، تُوفِّيَ الشَّيخُ حامد محمود محيسن في الحاديَ عَشَرَ منْ رجبٍ سنةَ 1379هـ، المُوافِقِ العاشرَ منْ ينايرَ عامَ 1960م.
رَحِمَه اللهُ رحمةً واسعةً، وأنزلَه منازلَ الأبرارِ
فيديو قد يعجبك: