"أبشع تجربة رعب".. هل الجاثوم "جن"؟ وما موقف الشرع منه؟
كتبت - آمال سامي:
"أبشع تجربة رعب حصلت لي"..روى اليوتيوبر شريف صلاح حكايته مع "الجاثوم" في برنامج واحد من الناس، مؤكدا أن ما مر به جعله يؤكد أن الجاثوم من المستحيل أن يكون حالة نفسية.
كانت كل التفاصيل التي يرويها صلاح عن تجربة تحدث له وهو نائم، ورغم أن أولى هذه التجارب كانت لطيفة، إذ شعر بيد تتحسس جسمه "كأن حد بيعمل لي مساج" إلا أن الأمر تطور إلى تجارب مرعبة، وشعور بطعنات يستمر ألمها حتى بعد الاستيقاظ رغم عدم وجود أثر مادي عليها.
يعرف الجاثوم باعتباره حالة اضطراب نفسي، وهو أحد اضطرابات النوم والسبب في حدوث الكوابيس، ويصيب 4 أشخاص من كل 10 حول العالم، بحسب الدكتور إبراهيم مجدي، استشاري الطب النفسي فإن الجاثوم ليس مرضًا في حد ذاته، لكنه عرض يسببه (الأرق - اضطراب النوم - الضغوط النفسية - اتخاذ وضعيه نوم خاطئة - تناول بعض الأدوية).
وفي حديث خاص لمصراوي يوضح الدكتور محمد خليفة البدري، مدرس أصول الفقه بجامعة الأزهر، موقف الشرع من الجاثوم، هل هو جني؟
يقول البدري إن الجاثوم هو الكابوس الذي يقع أحيانا في حالة النوم لبعض الناس ويسمى الخانق، قائلا إنه يرى أن تسميته المعروفة لدى العامة بالكابوس بدلا من الجاثوم أفضل حتى لا ندخل في استغراب الموضوع لاستغراب اللفظ ، ففي الكابوس قد يشعر الإنسان بالاختناق والرعب وأنه مكتوف الأيدي والأقدام.
وأوضح البدري أن الكابوس له أسباب متعددة منها:
قد يكون بسبب شيطان؛ لذا يقول النبي ﷺ: الرؤيا الصالحة من الله، والحلم من الشيطان، فإذا رأى أحدكم ما يكره؛ فلينفث عن يساره ثلاث مرات، وليتعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ومما رأى ثلاث مرات، ثم لينقلب على جنبه الآخر؛ فإنها لا تضره، ولا يخبر بها أحدًا.
"ولو أن الإنسان اتبع السنة لتحصين نفسه لحفظ نفسه من هذا الباب ولكن للأسف غالب الناس أهملوا في تحصين أنفسهم في هذه الحالة – وقت النوم- فيأتيهم هذا؛ لذا أوصي باتباع الأذكار "، وذكر البدري جانبا من هذه الأذكار ومنها قول النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «إذا أتيتَ مضجعك فتوضَّأ وُضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شِقِّك الأيمن، ثم قل: اللهم أسلمت وجهي إليك، وفوَّضت أمري إليك، وألجأتُ ظهري إليك، رغبةً ورهبةً إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، اللهم آمنتُ بكتابك الذي أنزلتَ، وبنبيِّك الذي أرسلتَ، فإن متَّ مِن ليلتك فأنتَ على الفطرة، واجعلهن آخر ما تتكلَّم به»، قال: فرددتها على النبيِّ صلى الله عليه وسلم فلما بلغت: اللهم آمنتُ بكتابك الذي أنزلت، قلت: ورسولك قال: «لا، ونبيك الذي أرسلت».
وكذلك أوصى البدري بنفض الفراش قبل النوم عليه، والاضطجاع على الجنب الأيمن: ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أوى أحدُكم إلى فراشه، فليأخذ داخِلَة إزارِه، فلينفض بها فراشه، وليُسمِّ الله؛ فإنه لا يعلم ما خَلَفَه بعده على فراشه، فإذا أراد أن يضطجع فليضطجع على شقِّه الأيمن، وليقُلْ: سبحانك اللهم ربي، بك وضعتُ جنبي، وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فاغفِر لها، وإن أرسلتَها فاحفَظْها بما تحفَظُ به عبادَك الصالحين»، وإذا أَوَيتَ إلى فراشك، فاقرأ آية الكرسي: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} حتى تختم الآية، فإنك لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربنَّك شيطان حتى تُصبِح.
وقال البدري أن من الأسباب التي تؤدي على الكابوس الضغوط النفسية، وبعض العقاقير وقد يكون بسبب كثرة الأكل قبل النوم مؤكدا أن الكابوس حقيقة وليس خرافة فما كان راجعا إلى الأمور النفسية أو البدنية فيرجع لأهل ذكره وهم الأطباء وأما ما كان من تسلط جن فالأذكار التي ذكرتها تحصنه وإن شاء زاد بما هو وارد والله أسأل أن يحفظ عباده من شر الشيطان وشركه.
فيديو قد يعجبك: