بعد تصريحات علي جمعة الأخيرة.. هل حقًا فيل أبرهة سُمي "محمود"؟

كتبت – آمال سامي:

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، أن فيل أبرهة الحبشي كان يسمى "محمود"، وعبر تصريحات تلفزيونية على قناة سي بي سي خلال برنامج "من مصر"، أكد جمعة أن قائد هذا الفيل أصيب بالعمى، إذ اورد نصًا عن السيدة عائشة يثبت ذلك، إذ قالت: رأيت قائد الفيل أعمى في مكة يتسول الناس، أي لم يستطع العودة إلى بلده، فما هي قصة تسمية الفيل بـ "محمود"؟

على الرغم من أنه لا يوجد نص ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أحد من الصحابة ما يدل على أن فيل أبرهة كان يسمى "محمود" إلا أنه قد ورد بهذا الاسم في عدد من كتب التفسير والسير على النحو التالي:

"ابرك محمود، وارجع راشدا من حيث جئت، فإنك فى بلد الله الحرام. ثم أرسل أذنه، فبرك الفيل" هكذا نقلت كتب السير عن نفيل ابن حبيب أو عبد المطلب حين واجهوا فيل أبرهة ونادوه باسمه وأمروه بأن يبرك وذلك في تفسير الآلوسي لسورة الفيل وكذلك القرطبي وأيضًا أورده ابن كثير في قصص القرآن.

ويبدو أن "محمود" الفيل كان معروفًا عند العرب بأنه أعظم أفيال الأرض قوة، إذ قال ابن جرير الطبري في تاريخ الرسل والملوك: "فأخبر أبرهة بذلك ، فغضب غضبا شديدا ، وقال : إنما فعلت هذا العرب غضبا لبيتهم ، لأنقضنه حجرا حجرا ، وكتب إلى النجاشي يخبره بذلك ، ويسأله أن يبعث إليه بفيله محمود - وكان فيلا لم ير مثله في الأرض عظما وجسما وقوة".

ويتابع الواقدي قاصًا حكاية الفيل وإعراضه عن الحرم إذ كان لا يصرف إلى أي جهة إلا ذهب فيها، فإذا وجه إلى الحرم ربض وصاح، وحاول سائقه أن يقهره ليدخل الحرم حسب أوامر أبرهة، وأستمر الأمر وقتًا طويلًا بينما كان أشراف العرب يتباحثون ماذا يفعلون، فيقول ابن كثير: "وبينما هم كذلك إذ بعث الله عليهم طيرًا أبابيل: أي قطعًا قطعًا، صفرًا دون الحمام وأرجعلها حمر ومع كل طائر ثلاثة أحجار وجاءت فحلقت عليهم وأرسلت تلك الأحجار عليهم فهلكوا".