إعلان

معنى قوله تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوّاً لَك

02:45 م الإثنين 16 مايو 2022

الدكتور أبو اليزيد سلامة

كتب- محمد قادوس:

يقول الله-تعالى-في سورة التغابن "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ" وحول معنى الآية الكريمة يقول الدكتور أبو اليزيد سلامة الباحث الشرعي بمشيخة الأزهر الشريف، إن الآيات الكريمة تحذر كل إنسان من أن يفتتن بزوجته وأولاده عن العمل الصالح، فقد تطلب منه زوجته مقاطعة أمه مثلًا أو يحاول جمع المال من الحلال والحرام لإرضاء زوجته، وقد يحمله حبه لأولاده على مقاطعة إخوته وأولادهم أو الوقوع في المعاصي، وغالبًا ما يكون استجاب الأب أو الأم لأولاده بدافع المحبة يقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) [المنافقون:9].

وأضاف الباحث الشرعي في حديثه لمصراوي: قيل إن الآية نزلت بالمدينة في شأن عوف بن مالك الأشجعي وكان إذا أراد الجهاد في سبيل الله بكي له أولاده وقالوا: إلى من تدعنا؟ فيرق قلبه لهم فيقعد عن الغزو، فلما شكا ذلك إلى النبي ﷺ فنزلت هذه الآية في شأنهم. وقيل إن رجالًا من أهل مكة أسلموا وأرادوا أن يأتوا النبي ﷺ، فأبى أزواجهم وأولادهم أن يدعوهم، فلما هاجروا بعد مدة وشاهدوا من سبقهم بالهجرة قد تميزوا عنهم بالفقه في الدين همّوا أن يعاقبوا أولادهم، فأنزل الله قوله: (وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)، فالولد والزوجة ليس أمرًا سيئًا لكنه امتحان من الله تعالى للإنسان، فهل يشكر الإنسان تلك النعمة بزيادة الطاعات فيكون الولد والزوجة نعمة تعينه على طاعة الله، أم أنه ينصرف عن طاعة ربه ويقع في معصية الله، ، فقد جَاءَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ يَسْتَبِقَانِ إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ فَضَمَّهُمَا إِلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ الْوَلَدَ مَبْخَلَةٌ مَجْبَنَةٌ مَحْزَنَةٌ» [هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ]، وفي مسند الإمام أحمد عن الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ قَالَ : قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ فِي وَفْدِ كِنْدَةَ فَقَالَ لِي : هَلْ لَكَ مِنْ وَلَدٍ ؟ قُلْتُ : غُلَامٌ وُلِدَ لِي فِي مَخْرَجِي إِلَيْكَ مِنِ ابْنَةِ جَمْدٍ ، وَلَوَدِدْتُ أَنَّ مَكَانَهُ شِبَعُ الْقَوْمِ . قَالَ : «لَا تَقُولَنَّ ذَلِكَ ، فَإِنَّ فِيهِمْ قُرَّةَ عَيْنٍ وَأَجْرًا إِذَا قُبِضُوا ، ثُمَّ وَلَئِنْ قُلْتَ ذَاكَ إِنَّهُمْ لَمَجْبَنَةٌ مَحْزَنَةٌ ، إِنَّهُمْ لَمَجْبَنَةٌ مَحْزَنَةٌ» .

ونصح سلامة بأن الواجب على الإنسان أن يعلم أن زوجته وولده نعمة من الله عليه فلا يحول تلك النعمة إلى نقمة بمعصية تعالى وليصبر على تربيتهم وتعليمهم الصلاة والطاعة، مستشهدا في ذلك بقول الله-تعالى-في سورة طه،" وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى".

فيديو قد يعجبك: