ماذا يفعل من رأى في منامه ما يكره؟.. أستاذ بالأزهر يوضح ما كان يفعله النبي

كتبت - آمال سامي:

"ماذا يفعل من رأى في منامه ما يكرهه ؟" سؤال أجاب عنه الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر ، موضحا ماذا يفعله المسلم حين يرى كوابيس أو أحلام مزعجة، وعبر صفحته الرسمية على الفيسبوك استشهد لاشين بقوله تعالى في القرآن الكريم :(إذ يغشيكم النعاس أمنة منه )، وما ورد عن سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتب السنة حينما سئل : أينام أهل الجنة : قال :(لا النوم أخو الموت والجنة لا وفاة فيها )٠

ليقول لاشين إنه على العاقل ان يستدل باليقظة بعد النوم على البعث والحشر والنشر لأن النشأة الآخرة ( البعث ) منزلتها بعد الأولى كمنزلة اليقظة بعد النوم في أن من قدر على أحدهما كان على الآخر أقدر، ولذلك روي عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله :(والله لتموتن كما تنامون ولتبعثن كما تستيقظون وإنها لجنة أبدا، أو لنار أبدا )، وأضاف لاشين انه كان من أذكاره صلى الله عليه وسلم بعد الاستيقاظ من النوم (الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور )٠

وبخصوص واقعة السؤال أوضح لاشين عدة آداب للنوم تساعد على التغلب على الأحلام السيئة والكوابيس فمن آداب النوم ما يلي :

١- أن النائم إذا رأى في منامه ما يكرهه فلينفث عن يساره ثلاثا، وليتعوذ بالله من الشيطان ٠

روى الشيخان في صحيحيهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :(الرؤيا الصالحة من الله ،والحلم من الشيطان فمن رأى رؤيا يكره منها شيئا فلينفث عن يساره ثلاثا وليتعوذ بالله من الشيطان فإنها لا تضره ولا يخبر بها أحدا ،،وإن راى رؤيا حسنة فليستبشر ،ولا يخبر بها إلا من يحب )٠

وفضلا عن ذلك.فإن النبي صلى الله عليه وسلم أمر من رأى ما يكرهه ان يتحول عن جنبه الذي كان عليه ، وأمره ان يصلي ٠

وحينئذ يصير من رأى ما يكره مأمورا بخمسة أشياء :

١ ان ينفث عن يساره. ٢:ان يستعيذ بالله من الشيطان ٠ ٣ الا يخبر بها أحدا ٠ ٤ان يتحول عن جنبه الذي كان عليه ٠ ٥ أن يقوم يصلي ٠

فإذا فعل الإنسان ذلك لم تضره الرؤيا المكروهه ومنع عنه شرها ٠

٢ - من أداب النوم ذكر الله بعد الاستيقاظ منه روى البخاري في صحيحه عن أبي حذيفة وأبي ذر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا استيقظ قال :(الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور )٠

٣- من أداب النوم أن لا ينام المسلم ليله كله ،بل يكون له فيه عبادة منفذا في ذلك قول الله عز وجل :(والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما )وقوله سبحانه : (تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا )٠

فروى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل وأفضل الصلاة ما كان في جوف الليل الآخر )، وروى أبو داود في سننه عن عمرو بن عبسة قال : قلت : يارسول الله أي الليل أسمع ؟ قال :(جوف الليل الآخر فصل ما شئت )٠

وروى الإمام مسلم في صحيحه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال :(أفضل الصلاة صلاة داود.كان ينام نصف الليل ،ويقوم ثلثه، وينام سدسه ٠

ونقل لاشين ما قاله ابن القيم في زاد المعاد : وكان ينام أول الليل ،ويقوم آخره ،وربما سهر أول الليل في مصالح المسلمين وكانت تنام عينه، ولا ينام قلبه ، والكلام عن خير الأنام عليه من الله أفضل الصلاة وأزكى السلام٠

وبالإضافة إلى ذلك، يقول لاشين أنه ينبغي على المسلم أن يكون منه في ليله دعاء فإن الدعاء خاصة في الجزء الأخير من الليل يكون من الله مجابا، فقد روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي اللن عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :(ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول : من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه ؟ من يستغفرني فأغفر له ؟ ).