لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"ليه في صراع بين الأديان؟ وليه انتهى زمن المعجزات؟".. عمرو خالد يرد على الشبهات

03:30 م الإثنين 07 نوفمبر 2022

عمرو خالد

كتب- محمد قادوس:

فنّد الداعية الإسلامي الدكتور عمرو خالد، الشبهات التي يثيرها بعض الشباب حول الأديان والأنبياء، وما يزعمه البعض بشأن كونهم رسلًا مكلفين من الله لدعوة أهل الأرض إلى عباده الله الأحد، وأنهم ربما يكونون مجرد بشر حدث لديهم نفس الفكر فدعوا إلى عبادة إله واحد، كما دعا الفرعون إخناتون إلى عبادة إله واحد، على الرغم من أنه ليس بنبي.

ورد خالد في سابع حلقات برنامج "الفخ"، والذي يتناول الرد على الفكر الإلحادي بالعلم والمنطق، لتحصين الشباب من الوقوع فيه على أصحاب الشبهات، قائلًا: "أحيلكم إلى العالم أنطوني فلو وهو له نظيرات في الإلحاد وكان من دعاة هذا الفكر، ثم آمن وعندما آمن أقر بأنه محال أن تكون نشأة هذا الكون مجرد صدفة، لأن هناك نظام يسير عليه هذا الكون يستدعي وجود خالق له.

وأضاف: "أقر أنطوني فلو بأنه من الضروري وجود أنبياء ورسل من خالق هذا الكون للبشر، وضرب مثلًا لذلك بقوله (مثلما توجد جامعة أوكسفورد)، ومات مؤمنًا بوجود خالق هو إله هذا الكون، وشرح هذه الجملة، هو أن جامعة أوكسفورد تعد حلمًا لدى ملايين الطلاب حول العالم للدراسة فيها، ولكن دعونا نتخيل أن طالبًا اجتهد في دراسته للحصول على منحة دراسة في هذه الجامعة العريقة ثم عندما وصل إليها وجد مباني رائعة، وأجهزة دراسية متطورة، ولكنه لم يجد مناهج دراسية، أو حتى معلمين لهذه المناهج يشرحونها له؟! وهذا مثال يمكن تطبيقه على هذا الكون، بهذه الإبداعات والمناظر الخلابة لا يمكن أن تكون الحياة فيه بدون هدف، أو بدون معلمين يشرحون لنا من خالق هذا الكون، وكيفية إعمار هذا الكون، إلى جانب تقديم منهج لفهم هذا الكون موجود في كتاب وهو التوراة، والإنجيل، والقرآن كمثال، ووجود الرسول والكتاب، يأتي لهدف ذكره الله في القرآن الكريم فقال: (رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى ٱللَّهِ حُجَّةٌۢ بَعْدَ ٱلرُّسُل).

وتابع خالد قائلًا: "بالعقل والمنطق إذا لم يكن هناك أنبياء يكون هناك شيء خاطئ، ويمكن لأي إنسان التحجج يوم القيامة بأنه لم يعرف أن هناك إله للكون، أو لم يفهم ذلك من خلال هذا الكون العظيم الذي يسير وفق نظام، ولذلك أرسل الله الرسل بمناهج لتعريف الناس بوجود إله لهذا الكون ووجود نظام لهذا الكون لكي تتحقق عمارة الأرض، والعيش حياة هادئة خالية من الحروب والدمار، والظلم والفساد".

وأوضح خالد، أن "البشرية لا يمكن أن تتفق على أمر واحد على مدار التاريخ، وهذا الاتفاق مجرد وهم، البشرية جمعاء تتفق على وجود النبي موسى، والنبي عيسى، والنبي محمد، حتى وإن لم يؤمن البعض بهؤلاء الرسل، كما أن البشرية جمعاء تتفق على طريقة دفن للموتى موحدة وهي الدفن في التراب، وهي طريقة وضعت منذ آدم وابنيه، وأقرها الرسل المتعاقبين حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، بذات الطريقة الحفر في الأرض ثم وضع الجثمان وإهالة التراب عليه".

لماذا انتهت المعجزات بعد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم؟

وردًا على سؤال لأحد الشباب: لماذا انتهت المعجزات بعد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم؟، أجاب خالد بقوله: "الإجابة تتمثل في أن العالم أصبح يعيش في زمن العلم، فبدأ زمن العلم، وانتهى زمن المعجزات، ولذلك كانت بداية الإسلام بقول الله تعالى: (اقرأ) فبدأ زمن العلم وانتهى زمن المعجزات، لأن النضج والعقل البشري في زمن المعجزات لم يكن مثلما هو عليه الآن بالتطور العلمي، والتكنولوجي، فالبشر كانوا يحتاجون إلى معجزات خارقة في الأزمنة الماضية لمحدودية عقولهم حينها فلم يكن لديهم أجهزة طبية يروا بها كيفية تكون الجنين، فكانوا يحتاجون إلى رؤية معجزة مثل هذا الأمر أمام أعينهم، فكان الله يمنح الأنبياء إمكانية إحداث معجزات لإقناع البشر بوجود إله خالق لهذا الكون".

وأكمل الداعية الإسلامي: "الآن يمكننا رؤية كيفية تكون الجنين لحظة بلحظة وهذه معجزة بحد ذاتها، والقرآن أحالنا إلى العلم هذا لأنه يتوافق مع العلم وليس ضده كما يحاول أن يروج البعض، فكان أول تعاليم الله للمسلمين قوله تعالى: (اقرأ)، ومن يطلب الآن حدوث معجزات لكي يؤمن ليست دليلًا على إيمانه، فحدثت من قبل المعجزات مع جميع الأنبياء ومع هذا لم يؤمن بهم جميع البشر بل آمن البعض وكفر البعض، فالنظر الآن بالعلم لقوانين هذا الكون والنظر في الإنسان وكيفية تكوينه منذ مرحلة الجنين وحتى الشيخوخة أكبر دليل على وجود إله لهذا الكون".

واعتبر خالد، أن المعجزات للعقل وحده بدون إدراك قلب يرغب في الهداية ليست ذات قيمة؛ الله تعالى يقول: (فإنها لا تعمى الأبصار، ولكن تعمى القلوب التي في الصدور)، القلب إذا كان أعمى لن يؤمن بالمعجزات، أو حتى بالعلم الذي يراه حقيقة ظاهرة واضحة.

هل هناك اختلاف بين الأنبياء؟

وردًا على سؤال لأحد الشباب يقول فيه: الخلاف بين الأنبياء زمان هل هو سبب الحروب والصراعات اليوم في الأرض؟، أجاب قائلًا: "من قال إن الأنبياء كانوا مختلفين؟ بل الأنبياء كانوا مكملين بعضهم البعض، فكلهم متوافقون لتعريف الناس بوجود الخالق الواحد، وهذا ما أكده النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: "إنَّما مَثَلي ومَثَلُ الأنبياءِ قبْلي كمَثَلِ رجُلٍ بنى بُنيانًا أحسَنه وأجمَله وأكمَله فجعَل النَّاسُ يطيفونَ به فيقولونَ: ما رأَيْنا أحسَنَ مِن هذا إلَّا موضِعَ ذي اللَّبِنةِ قال: فكُنْتُ أنا تلك اللَّبِنةَ»، فكل الأنبياء هدفهم إخبار الناس وتعريفهم أن هناك إله واحد خالق لهذا الكون يستحق العبادة، ولا يوجد اختلاف بين الأنبياء، أما الآن من يتشاجرون مع بعضهم البعض بزعم صراع الأديان فهذا أمر لا علاقة له بالأديان بل بعض الأشخاص يستخدمون ويستغلون الدين لتحقيق مكاسب دنيوية مادية، وهذا أمر مرفوض لا تقره الأديان، التجارة بالدين لمكسب دنيوي؛ فالأنبياء كلهم أكدوا دعوات بعضهم البعض".

واختتم خالد بالإجابة على سؤال يقول: لماذا نخص بالذكر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في الأذان دون الأنبياء الآخرين؟، قائلاً: لابد أن نؤمن نحن المسلمين بجميع الأنبياء حتى ندخل الجنة، ونخص محمد صلى الله عليه وسلم بذكره في الشهادة خلال الأذان لأن الصيغة هذه تكليف إلهي، ونحن ملتزمون به.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان