"عند جهينة الخبر اليقين".. هل هو حديث شريف؟.. أستاذ بالأزهر يكشف
كتبت – آمال سامي:
" آخر من يدخل الجنة رجل يقال له جهينة . فيسأله أهل الجنة : هل بقي أحد يعذب ؟ فيقول :ﻻ، فيقولون : عند جهينة الخبر اليقين"...يرجع البعض المثل المشهور "عند جهينة الخبر اليقين" إلى هذا الحديث المنسوب خطئًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، إذ روي عن محمد بن المظفر في غرائب مالك، ورواه الدار قطني، لكنه قال حديث باطل، وذكره السيوطي في ذيل الموضوعات حسبما أكد الدكتور مختار مرزوق عبد الرحيم، العميد السابق لكلية أصول الدين فرع أسيوط، عبر صفحته الرسمية على الفيسبوك، فما هي قصة هذا المثل؟ وهل له علاقة بالدين؟
تروي كتب أصول الأمثال عند العرب هذا المثل متلاذمًا مع قصة " حصين بن عمرو بن معاوية بن كلاب"، إذ خرج يومًا ومعه رجل من قبيلة جهينة يقال له: الأخنس بن كعب، وكان الأخنس قد أحدث في قومه حدثًا، فهرب منهم، فلقيه الحصين فقال له: من أنت ثكلتك أمك؟
فقال له الأخنس: بل من أنت ثكلتك أمك؟، فأخ يردد هذا القول حتى قال له: فأخبرني من أنت، وإلا أنقذت قلبك بهذا السنان؟، فأجابه: الحصين ابن عمرو الكلابي، قال له الأخنس: فما الذي تريد؟ قال خرجت لما يخرج له الفتيان، قال الأخنس: وأنا خرجت لمثل ذلك، فقال له الحصين: هل لك أن نتعاقد أن لا نلقى أحدًا من عشيرتك أو عشيرتي إلا سلبناه؟ قال: نعم، فتعاقدا على ذلك وكلاهما "فاتك" يحذر صاحبه.
فيقول أحدب إبراهيم في طفرائد اللآل في مجمع الأمثال"، أنهما كانا يسلبان كل من يقابلانه ما يملك، فلقيا رجلا فسلباه، فقال لهما: لكما أن تردا علي بعض ما أخذتما مني وأدلكما على مغنم؟ قالا: نعم، فقال: هذا رجل من "لخم"- قبيلة مشهورة في العرب- قد قدم من عند بعض الملوك بمغنم كثير، وهو خلفي في موضع كذا وكذا، فردا عليه بعض ماله.
وخرج وحصين والجهني يطلبان اللخمي، فوجداه نازلاً في ظل شجرة، وأمامه طعام وشراب، فحيّاه وحياهما، وعرض عليهما الطعام، فكره كل واحد أن ينزل قبل صاحبه فيفتك به، فنزلا معًا فأكلا وشربا مع اللخمي وقتلاه.
فقال الجهني - وهو شاهر سيفه لأن سيف صاحبه كان مسلولاً: ويحك فتكت برجل قد تحرمنا بطعامه وشرابه، فشربا ساعة وتحدثا.
فقال الحصين: يا أخا جهينة أتدري ما "صعلة وما صعل"؟، قال الجهني: هذا يوم شرب وأكل، فسكت الحصين، حتى إذا ظن أن الجهنى قد نسى ما يراد به.
قال: يا أخا جهينة، هل أنت للطير زاجر؟ قال: وما ذاك؟ قال: ما تقول هذه العقاب الكاسر، قال الجهني: وأين تراها؟ قال: هي هناك وأشار إليها، وتطاول ورفع رأسه إلى السماء، فوضع الجهني السيف في نحره، فقال: أنا "الزاجر والناحر"، واحتوى على متاعه ومتاع اللخمي، وانصرف راجعا إلى قومه، فمر ببطنين من قيس، فلقى امرأة تبحث عن الحصين بن سبيع، فقال لها، من أنت؟ قالت أنا صخرة امرأة الحصين، وقيل أنها أخته في روايات أخرى، فأخبرها أنه قتله، فقالت: كذبت ما مثلك يقتل مثله، أما لو لم يكن الحي خلوا ما تكلمت بهذا، فانصرف إلى قومه فأصلح أمرهم ثم جاءهم، فوقف حيث يسمعهم، وقال:
تسائل عن حصين كل ركب .. وعند جهينة الخبر اليقين
فمن يك سائلا عنه فعندى .. لصاحبه البيان المستبين
فيديو قد يعجبك: