إعلان

بالفيديو| باحث لغوي يوضح الفارق بين القرآن الكريم والحديث القدسي والحديث النبوي

12:31 م الأربعاء 22 سبتمبر 2021

أرشيفية

كتبت – آمال سامي:

فرق الدكتور إبراهيم عبد المعطي الباحث بالدراسات اللغوية، بين القرآن الكريم والحديث القدسي والحديث النبوي، مبينًا معنى كل منهم على حدة، وذلك في فيديو نشره على قناته الرسمية على يوتيوب قائلًا إن القرآن الكريم هو آخر الكتب السماوية التي أنزلها الله على البشر، وقد نزل على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهو الكتاب المعجز الذي نزل باللغة العربية وتحدى الله سبحانه وتعالى به العرب أن يأتوا بمثله، وهو معجزة خالدة إلى يوم القيامة.

وأشار عبد المعطي إلى اختلاف الآراء حول اشتقاق كلمة "القرآن"، فهناك من قال إنها مشتقة من "قرأ"؛ وهو يعني جمع الحروف والكلمات بعضها إلى بعض بقصد تلاوتها، وهناك من رأى أنها مشتقة من "قرن"؛ أي ضم شيء إلى شيء آخر، وقال عبد المعطي إن الأمر الذي لا خلاف عليه، هو أن كلمة "القرآن" اسم علم على كتاب الله عز وجل المنزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وأن هذا الاسم لا يُطلق على كتاب آخر.

وأوضح عبد المعطي الفرق الدقيق بين القرآن الكريم والحديث القدسي والحديث النبوي، قائلًا إن القرآن نزل باللفظ والمعنى من عند الله عز وجل بواسطة جبريل عليه السلام، كما يتميز القرآن الكريم بأنه الكلام المُعجِز الذي لا يستطيع أن يأتي أحد بمثله، وأنه غير قابل للتغيير أو التبديل، فهو محفوظ بعناية من الله عز وجل الذي قال: "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ"، والقرآن الكريم هو الذي يُتلى في الصلاة، ويثاب من يتلوه بعشر حسنات عن كل حرف، وهو ما لا يتحقق عند قراءة الحديث القدسي أو الحديث النبوي

معنى كلمة "حديث"

أشار عبد المعطي بداية إلى أن كلمة "الحديث" تدل في اللغة على "الجديد من الأشياء" ، فالحديث هو الشيء الذي يدل على "نقيض القديم"، كما يطلق على "الخَبَر"، والخبر يكون جديدا؛ لأن السامع قد لا يكون له علم به من قبل. و"الحديث"- أيضا- هو ما يتحدث به المُتحَدِّث، وأضاف أن الله سبحانه وتعالى قد وصف الله كتابه بأنه "حديث"، فقال سبحانه وتعالى: "أَفَمِنْ هَٰذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ"، وذكر عبد المعطي ما قاله الراغب الأصفهاني من أن الحديث يطلق على: كل كلام يبلغ الإنسان بالسمع أو الوحي، في يقظته أو منامه، موضحًا أن الأصل في "الحديث" أنه يعني الإخبار، ثم أصبح دالا على ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم، سواء كان حديثا قدسيا أو حديثا نبويا.

ما هو الحديث القدسي؟

يقول عبد المعطي إبراهيم إن تسمية الحديث القدسي اشتُقت من "القُدْس" بسكون الدال، و"القُدُس" بضم الدال، ومعناه: "الطُّهْر"، ومن أسماء الله الحسنى "القُدُّوس"، ومعناه: الطاهر المُنَزَّه عن العيوب والنقائص، وسمي "الحديث القدسي" بهذا الاسم لأنه أضيف إلى الذات القدسية المنزهة عن كل نقص، وأشار عبد المعطي إلى أن هناك اسمان آخران له هما: "الحديث الإلهي" نسبة إلى الله عز وجل، و"الحديث الربَّاني" نسبة إلى الرب سبحانه وتعالى.

وقال عبد المعطي إن الحديث القدسي يختلف عن القرآن الكريم والحديث النبوي، بأن لفظه من عند النبي صلى الله عليه وسلم، ومعناه من عند الله عز وجل، ويكون الوحي به عن طريق الإلهام أو المنام، بينما يتفق القرآن والحديث القدسي في أن كل واحد منهما من "الوحي"، ولكن يمتاز القرآن الكريم عن الحديث القدسي بأنه مُعجِز، فلا يستطيع أحد أن يأتي بمثله، وأن ألفاظه مكتوبة في اللوح المحفوظ، فالقرآن هو المقصود بالإعجاز والتحدي، وأما الحديث القدسي، فإنه لا يتصف بصفة الإعجاز.

وأوضح عبد المعطي الطريقة التي يروى بها الحديث القدسي عن النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه يكون بأحد طريقين: قال الله تعالى، أو: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه.

الحديث النبوي

يقول عبد المعطي إن الحديث النبوي يختلف عن القرآن الكريم والحديث القدسي، بأن لفظه ومعناه من عند النبي صلى الله عليه وسلم، لكنه بوحي من الله عز وجل، فالحديث النبوي فهو القول أو الفعل أو التقرير الذي نسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، أو صفة خُلُقية أو خَلْقِية نسبت إليه عليه الصلاة والسلام، يقول عبد المعطي موضحًا أن الحديث النبوي يشتمل على خمسة أنواع، هي: ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم، وما أتى به من أفعال، وما أقر به الصحابة على ما فعلوه، إضافة إلى ما يتعلق بأخلاقه وهيئته صلى الله عليه وسلم.

وضرب عبد المعطي أمثلة على أقوال النبي صلى الله عليه وسلم مثل قوله: "لا ضرر ولا ضرار"، أما فعله فمنه ما رُوي عن السيدة عائشة رضي الله عنها، أنها قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول: لا يفطر، ويفطر حتى نقول: لا يصوم، وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر إلا رمضان، وما رأيته في شهر أكثر صياما منه في شعبان".

أما الحديث التقريري، فهو ما أقر به النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة، ومنه ما رواه عمرو بن العاص بقوله: "احتلمت في ليلة باردة في غزوة ذات السَّلاسل فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك فتيممت، ثم صليت بأصحابي الصبحَ فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا عمرو، صليت بأصحابك وأنت جنب؟ فأخبرته بالذي منعني من الاغتسال، وقلت: إني سمعت الله يقول: ﴿ولا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا﴾، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يقل شيئا".

ومن أمثلة الحديث الخُلُقي، أي الذي يصف خلق النبي صلى الله عليه وسلم، ما قاله أبو سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم من أنه كان "أشد حياء من العذراء في خِدرها، وإذا كره شيئا عُرف في وجهه".

ومن أمثلة الحديث الخَلْقِي، أي ما يصف هيئة النبي صلى الله عليه وسلم، قول البراء بن عازب: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجها وأحسنَه خَلقا، ليس بالطويل البائن، ولا بالقصير".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان