إعلان

في ذكرى ميلاد محمد بن أبي بكر.. حقيقة مشاركته في مقتل عثمان.. وقصة مقتله في مصر

04:56 م الثلاثاء 06 يوليو 2021

محمد بن أبي بكر الصديق

كتبت- آمال سامي:

هو محمد بن أبي بكر الصديق، ولد في مثل هذا اليوم الخامس والعشرين من ذي القعدة قبل أشهر قليلة من وفاة النبي ﷺ، ولذا يرجح أنه من التابعين لا من الصحابة على الخلاف حول ذلك، قتل في مصر، وكان أول من جزت رأسه في الإسلام، إذ اتهم بأنه شارك في مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه.

توفى أبو بكر الصديق رضي عنه بينما كان ابنه محمد طفلًا صغيرًا، وبعد وفاته تزوجت أمه، أسماء بنت عميس، من علي بن أبي طالب رضي الله عنه؛ ليكبر محمد وهو من أنصار علي رضي الله عنه.

قصة مقتله في مصر

يروي الذهبي في سير أعلام النبلاء أنه قد ولى إمارة مصر في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنها، ثم عقب ذلك سار لحصاره، "وفعل أمرًا كبيرًا، فكان أحد من توثب على عثمان حتى قتل"، وبعد ذلك انضم محمد بن أبي بكر إلى فريق علي في أحداث الفتنة، وولاه علي بن أبي طالب مصر، وطلب منه السيطرة عليها في العام الـ37 من الهجرة، وفي الوقت نفسه أرسل معاوية بن أبي سفيان عمرو بن العاص إلى مصر ليسيطر عليها.

ويروي ابن كثير في "البداية والنهاية" أن عمرو بن العاص كتب محذرًا إلى محمد بن أبي بكر: أما بعد فتنح فإني لا أحب أن يصيبك مني ظفر، فإن الناس قد اجتمعوا بهذه البلاد على خلافك ورفض أمرك، وندموا على اتباعك، فهم مسلموك لو قد التقت حلقتا البطان، فاخرج منها فإني لك لمن الناصحين والسلام.

وبعث إليه عمرو أيضا بكتاب معاوية إليه: أما بعد فإن غب البغي والظلم عظيم الوبال، وإن سفك الدم الحرام لا يسلم صاحبه من النقمة في الدنيا والتبعة الموبقة في الآخرة وإنا لا نعلم أحدًا كان أشد خلافًا على عثمان منك حين تطعن بمشاقصك بين خششائه وأوداجه، ثم إنك تظن أني عنك نائم أو ناسٍ ذلك لك، حتى تأتي فتأمر على بلاد أنت بها جاري، وجل أهلها أنصاري، وقد بعثت إليك بجيوش يتقربون إلى الله بجهادك، ولن يسلمك الله من القصاص أينما كنت والسلام.

فأسل محمد بن أبي بكر الكتابين إلى علي رضي الله عنه؛ ليخبره بقدوم عمرو إلى مصر في جيش من جيوش معاوية قائلًا: إن كانت لك بأرض مصر حاجة فابعث إليّ بأموال ورجال والسلام.

لكن قامت المعركة قبل أن تصل الإمدادات إلى محمد بن أبي بكر، إذ تبادل هو وعمرو بن العاص الرسائل المتوعدة الفظة حسبما يروي بن كثير، وبالفعل التقى الجيشان.

ويقول الذهبي بعدما ضعف جيش محمد بن أبي بكر وانهزم، اختبأ في بيت إحدى المصريات التي دلت عليه، وقتله معاوية بن حديج رغم رجائه: احفظوني في أبي بكر، فقال له معاوية بن حديج: "قتلت ثمانين من قومي في دم الشهيد عثمان، وأتركك، وأنت صاحبه! فقتله، ودسه في بطن حمار ميت، وأحرقه"، وقيل أن عمرو بن العاص هو من قتله.

هل شارك محمد بن أبي بكر في قتل عثمان حقًا؟

يؤكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، أن محمد بن أبي بكر ظلم في ذلك، وأنه لم يشارك في مقتل عثمان، ويدعم ذلك عدة روايات تاريخية، منها ما ورد عن كنانة مولى صفية بنـت حيي بن أخطب رضي االله عنها قال: "شـهدت مقتـل عثمـان، فـأخرج مـن الـدار أمـامي أربعـة مـن شبان قريش ملطخين بالدم محمولين، كانوا يدرأون عن عثمان رضي الله عنه: الحسن بـن علـي، وعبداالله بن الزبير، ومحمد بن حاطب، ومروان بن الحكم"، وقال محمد بن طلحـة: فقلـت لـه: هـل ندى محمد بن أبي بكر بشيء من دمه؟، قال: معاذ الله! دخل عليه، فقال له عثمان: يا بن أخي، لست بصاحبي. وكلمه بكلام، فخـرج ولـم ينـد بـشيء مـن دمـه، قـال: فقلـت لكنانـة: مـن قتلـه؟ قـال: قتله رجل من أهل مصر، يقال له جبلة بن الأيهم. ثم طاف بالمدينة ثلاثا يقول: أنا قاتل نعثل".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان