إعلان

علي جمعة: لهذه الأسباب اختص الله تعالى العرب بالإسلام

09:00 م الجمعة 24 ديسمبر 2021

لم اختص الله العرب بالإسلام؟

كتبت – آمال سامي:

"لم اختص الله العرب بالإسلام؟" سؤال طُرح على الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، في إحدى مجالسه العلمية، ليجيب قائلًا إن هذا السؤال كان شائعًا في القرن العشرين وتعرض له العلماء بالإجابة، واستعرض عددًا من ردود العلماء على هذا السؤال.

فذكر جمعة ما قاله الأستاذ عبد الحميد الفراهي من الهند فلما عرض عليه هذا السؤال، إذ قال أن الحيلة قد أعيته في الإجابة عليه، وكذلك لم اختص الله العرب بالقرآن وبالنزول المشرف لسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم في بلادهم، فقال الفراهي : "أخذت في التدبر والتأمل فوجدت خصلتين تمثلان مدخل كل خير الصدق والكرم، وبحثت في حال العرب في تلك الأمم التي كانت في القرن السادس والسابع الميلادي في الفترة التي أرسل فيها النبي صلى الله عليه وسلم، فوجدت أن الناس أغلبهم كان همجًا هامجًا، وأصحاب الحضارة كالرومان والهنود والصينيين وغيرهم، لا تتوفر فيهم الخصلتان"، وأكد الفراهي أن ما كان يميز العرب هو الصدق والكرم، فالعربي أصلًا لا يكذب، فكان من المعيب أن يكذب من الأساس، وكان أيضًا كريم بطبعه، والعرب كلما اشتدت عليهم حياة الصحراء يزدادون صدقًا.

وكانت علة العرب العجرفة والكبر، لكن يقول الفراهي: "رأيت الشريعة بنيت على العبادات والمعاملات، والعبادات مبناها الصدق، فقال تعالى: "وكونوا مع الصادقين" ، وقال: "قل صدق الله"، والمعاملات مبناها الكرم، فحين يتأمل المرء في معاملات الشريعة الإسلامية يجد كثير جدًا من دقائقها وتفاصيلها يعلم الكرم، فيقول تعالى: "ولا تنسوا الفضل بينكم"، وغيرها، لذا يقول الفراهي أن بالصدق والكرم كان العرب أقرب الناس لحمل شريعة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم إن الإسلام في أخلاقه هزب العجرفة والكبر، فقال: لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر.

وعلق جمعة قائلًا إن النبي صلى الله عليه وسلم ربى العرب على التواضع وكسر بعضهم حدة الكبر بالسجود، فصلاة المسلمين فيها غاية التذلل والتواضع لله سبحانه وتعالى، "لكن الأساس اللي مش هنعرف ننشؤه الصدق والكرم".

وذكر جمعة كذلك ما قاله الحافظ التيجاني عن هذا السؤال إذ قال إن اللغة العربية لغة فريدة اختصت بالاشتقاق الأكبر، وهذا الاشتقاق الأكبر لا وجود له في لغة حتى يومنا هذا، فتقلب فيها الحروف وتعطي شيئًا وراء المعنى، وهو ما يسمى بالاشتقاق الأكبر، وقد ذكره الخليل بن أحمد في العين وابن فارس في مقاييس اللغة.

"اللغة فيها أسرار وخصائص لا وجود لها في لغة أخرى"، يشرح جمعة فكرة الاشتقاق الأكبر فيقول أن لفظ الجلالة يدل على الذات العلية بكله، فيشرح جمعة أن كلمة "الله" حين تحذف منها الألف، تكون "لله"، وحين تحذف اللام تكون "له"، وحين تحذف اللام الأخرى تكون "هُـ"، فإن حذفت اللام الأولى اصبحت "اله"، فإذا حذفت الهاء واللام اصبحت "إل"، وهي في قوله تعالى: "لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً ۚ"، فيقول أبو بكر أن الـ "إل"هو الله.

وذكر جمعة كذلك ما قاله الدكتور سليمان حزين رحمه الله الحاصل على الدكتوراه من انجلترا في المناخ،فقال: "إن مناخ الجزيرة العربية كان سببًا لاختيار الله لهذا النبي الكريم وتلك البقعة المباركة في هذا الوقت" وكان هذا موضوع رسالته.

موضوعات متعلقة:

علي جمعة يوضح سبب نزول الوحي باللغة العربية دون باقي اللغات

بالفيديو| علي جمعة: هكذا وضع الله تعالى اللغة العربية

علي جمعة يوضح حكم الشرع في التلاعب باللغة وموقفه من "الفرانكو آراب"

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان