معنى حديث "الشؤم في ثلاثة: المرأة والفرس والدار" وهل يتعارض مع وصية النبي بالنساء؟
كـتب- علي شبل:
ورد عن النبي، صلى الله عليه وسلم، في حديثه: "استوصوا بالنساء خيرًا" فلم يغفل عن ذكر المرأة في حجة الوداع العظيمة ووصّى المسلمين خيرًا بالنساء، وقد ورد عنه، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: إنما الشؤم في ثلاثة: في الفرس، والمرأة، والدار.. فهل يتعارض حديث الوصية بالنساء مع حديث الشؤم؟
ورد في الصحيحين عن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنما الشؤم في ثلاثة: في الفرس، والمرأة، والدار.
وقال الدكتور أيمن الحجار، الباحث الشرعي ومنسق لجنة السنة بهيئة كبار العلماء في ندوة علمية بالأزهر الشريف متحدثا عن فهم حديث: إن هذا الحديث ينبغي فهمه في ضوء الروايات الأخرى لهذا الحديث، حيث إن هناك رواية للحديث: أن عائشَةَ - رضي الله عنهما -قالَت: كان رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: «كان أهلُ الجاهِليَّةِ يَقولونَ: إنَّما الطِّيَرَةُ (أي التشاؤم) في المرأةِ والدّابَّة والدّارِ»، وهناك رواية أخرى تظهر أن الشؤم ليس أمرًا مشروعًا لحديث ابن عمر بلفظ: «إن كان الشؤمُ حقًّا في شيء ففي الدارِ والمرأةِ والفَرس»، وقد ثبت يُمن المرأة والتفاؤل بها في حديث عند الترمذي بسند حسن منْ حديث حَكِيمِ بْنِ معاوية رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَا شُؤْمَ، وَقَدْ يَكُونُ اليُمْنُ فِي الدَّارِ وَالمَرْأَةِ وَالفَرَسِ»، وعند ابن حبان من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: «أربعٌ من السعادةِ: المرأةُ الصالحةُ، والمسكنُ الواسعُ، والجارُ الصالحُ، والمركبُ الهنيءُ، وأربعٌ من الشَّقاءِ: الجارُ السوءُ، والمرأةُ السوءُ، والمركبُ السوءُ، والمسكنُ الضَّيِّقُ».
وفي بيان معنى الحديث، يقول النووي ـ رحمه الله تعالى ـ: اختلف العلماء في معنى هذا الحديث، فقال مالك وطائفة: هو على ظاهره، وأن الدار قد يجعل الله تعالى سكناها سبباً للضرر، أو الهلاك، وكذا اتخاذ المرأة المعينة.
وقال الخطابي وكثيرون: هو بمعنى الاستثناء من الطيرة أي الطيرة منهي عنها إلا أن يكون له دار يكره سكناها، أو امرأة يكره صحبتها فليفارق الجميع بالبيع ونحوه وطلاق المرأة.
وقال آخرون: شؤم الدار ضيقها وسوء جيرانها، وشؤم المرأة عدم ولادتها وسلاطة لسانها وتعرضها للريب.
وقال الإمام ابن حجر العسقلاني في فتح الباري: قال عبد الرزاق في مصنفه عن معمر: سمعت من يفسر هذا الحديث يقول: شؤم المرأة إذا كانت غير ولود، وشؤم الفرس إذا لم يغز عليه، وشؤم الدار جار السوء.
اقرأ أيضًا:
وقعت مع خطيبي في محرمات لم تصل للزنى فما كفارة ذلك؟.. نصيحتان من علي جمعة
خلعت زوجي وأقابله في البيت بدون الأولاد.. فهل عليّ ذنب؟.. رد مفاجئ من أمين الفتوى
ما سر أحجار المرمر الثمانية بجوار باب الكعبة المشرفة؟
فيديو قد يعجبك: