في يومها العالمي| باحث لغوي يقدم نماذج من قوة "العربية" وبلاغتها في التعبير القرآني
كتبت – آمال سامي:
في اليوم العالمي للغة العربية الموافق الثامن عشر من ديسمبر، نشر الدكتور إبراهيم عبد المعطي الباحث اللغوي فيديو عبر قناته الرسمية على يوتيوب يوضح فيه أن القرآن الكريم هو سر قوة اللغة العربية، فيقول عبد المعطي أن دقة التعبير القرآني وصيغة الكلمة في القرآن هي صيغة دقيقة، وضرب مثالًا على ذلك قوله تعالى: "نزَّلَ عَلَيْكَ الكِتابَ بِالحَقِّ مُصَدِّقًا لِما بَيْنَ يَدَيْهِ وأنْزَلَ التَّوْراةَ والإنْجِيلَ".
فهذا الكتاب هو القرآن الكريم وأما فعل أنزل فجاء مع التوراة والإنجيل، فنزل على وزن فعّل، ويقول عبد المعطي أنها صيغة تدل على التكرار أي انه نزل على فترات لا مرة واحدة، وآيات القرآن الكريم نزلت بالفعل على فترات على مدى ثلاثة وعشرين عامًا، أما التوراة والإنجيل فنزلوا جملة واحدة ولذا استخدم القرآن الكريم الفعل أنزل، وهو يدل على دقة التعبير القرآني.
ومن علامات قوة اللغة العربية أيضًا هي بلاغة التقديم والتأخير، فيقول تعالى: " وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ"، وقال أيضًا: " وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا"، ففي الآية الأولى قال نحن نرزقكم وإياهم، وفي الآية الثانية قال نحن نرزقهم وإياكم، ليوضح عبد المعطي الفارق بين الأثنين، فالأولى جاء رزق الآباء قبل رزق الأبناء، لأن الله تعالى قال من أملاق أي إذا كنتم تعانون من الفقر اطمئنوا فإننا نضمن الرزق لأولادكم ولكم أيضًا، وأما في حالة الغنى أو الستر في الآية الثانية فبدأ برزق الأبناء ثم برزق الآباء، أي إذا كنتم تخشون الفقر فاطمئنوا نحن سنرزقهم كما نرزقكم أيضًا.
وقال عبد المعطي أن من عوامل قوة اللغة العربية في القرآن الكريم هي أنه يخاطب العقول، ففي كثير من الآيات يقول تعالى: "لعلكم تتفكرون" و"لعلكم تعقلون" فهو يدعو لاستخدام العقل والتفكير، وفي الوقت ذاته فهو أيضًا يخاطب الأفئدة والوجدان والقلوب والعواطف، فقد يكون الإنسان في حالة معينة ويصادف استماع آية للقرآن الكريم فيشعر أن هذه الآية كأنها موجهة إليه هو.
فيديو قد يعجبك: