في يومها العالمي| إبراهيم عبد المعطي: القرآن الكريم أهم أسباب الحفاظ على "اللغة العربية"
كتبت – آمال سامي:
في اليوم العالمي للغة العربية الموافق الثامن عشر من ديسمبر، نشر الدكتور إبراهيم عبدالمعطي فيديو عبر قناته الرسمية على يوتيوب عن سر اختيار هذا اليوم للاحتفال باللغة العربية، مشيرا إلى أن القرآن الكريم هو أهم أسباب الحفاظ على اللغة العربية. وأوضح أن الاحتفال بهذا اليوم يرجع إلى اختيار اللغة العربية بين اللغات الرسمية الست المعتمدة في الأمم المتحدة، وكان هذا عام 1973، وفي ذكرى هذا اليوم تحتفل الأمم المتحدة باليوم العالمي للغة العربية منذ عام 2010.
وأوضح عبدالمعطي أن اللغة العربية إحدى اللغات القوية، وقد استمدت قوتها من القرآن الكريم الذي تعهد الله عز وجل بحفظه إلى يوم الدين، فقد قال في كتابه الكريم: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾. وأشار إلى أن هناك لغات في الشرق قد اندثرت ولم يعد الناس يتحدثون بها مثل اللغة المصرية القديمة، وهناك لغات أصبحت في مناطق محدودة مثل اللغة الفارسية في إيران، واللغة العبرية لدى اليهود، وأما اللغة العربية فإنها تمتد بامتداد العالم الإسلامي، إذ هي اللغة الأولى في الوطن العربي واللغة الثانية في الدول الإسلامية، وهي موجودة في كل مكان يتلى فيه القرآن وفي كل مكان فيه مسجد في أنحاء العالم.
وأضاف عبدالمعطي أن من عوامل تقوية القرآن للغة العربية أن القرآن حافظ على صفات الأصوات في اللغة العربية، ومن الأمثلة على هذا صوت التاء، كما في قوله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَرْفَعُوٓاْ أَصْوَٰتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ ٱلنَّبِىِّ﴾، حيث ورد صوت التاء في كلمتي "أصواتكم" و"صوت"، وينطق فيهما بالترقيق، وليس بالتفخيم الذي يحوله إلى صوت "الطاء، كما في العامية المصرية عندما نقول: "وطي صوتك" بالطاء بدلا من التاء لتصبح "صوطك" بدلا من "صوتك"، حيث تغيرت صفة التاء في العامية من صوت مرقق إلى صوت مفخم، ليصبح طاء بدلا من التاء. وقال: لقد حافظت اللغة العربية على صفات الأصوات فيها بانتقال القرآن الكريم من جيل إلى جيل، ويمكننا أن نتعلم ونتقن هذه الأصوات بالاستماع إلى كبار القراء مثل الشيخ عبدالباسط عبدالصمد والشيخ محمد صديق المنشاوي والشيخ مصطفى إسماعيل والشيخ محمود خليل الحصري والشيخ محمود على البنا وغيرهم.
وأكد عبدالمعطي أن جمال التركيب القرآني حافظ على اللغة العربية، ومنه حديث القرآن الكريم عن مشهد انتهاء الطوفان واستواء سفينة نبي الله سيدنا نوح عليه السلام على جبل الجودي، حيث قوله سبحانه وتعالى: ﴿وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾، فترى المناسبة بين "يا أرض ابلعي" و"يا سماء أقلعي"، ومن مظاهر الجمال قوله تعالى: "وقيل يا أرض ابلعي ماءك" فالأرض قد ابتلعت الماء الزائد كأنها شربته، وفي قوله: "وغيض الماء" فإن الماء قد انخفض، ولكنه لم ينخفض عن الحد السابق قبل الطوفان، وإلا لكانت الأنهار قد اختفت، وكذلك البحار كانت قد اختفت تماما، ثم قال عز وجل: "وقضي الأمر"، فأمر الله قد قضي، لأنه سبحانه يقول للشيء كن فيكون، وتنتهي هذه المعجزة بقوله تعالى: "وقيل بعدا للقوم الظالمين"، فإرادة الله عز وجل قد تمت، وهلك القوم الظالمون الذين لم يؤمنوا برسالة سيدنا نوح عليه السلام. وأشار إلى أن هذه الآية وصفت مشهد الطوفان في إيجاز، ففي كلمات قليلة وصف الله عز وجل هذا المشهد العظيم.
فيديو قد يعجبك: