إعلان

في ذكرى وفاة ابن سيرين.. شيخ الإسلام وأشهر مفسر للرؤى والأحلام

02:32 م الإثنين 01 يونيو 2020

أرشيفية

كتبت – آمال سامي:

هو شيخ الإسلام، أبو بكر الأنصاري، مولى أنس بن مالك، ولد في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه، تحل اليوم، التاسع من شوال، ذكرى وفاة ابن سيرين رحمه الله، وإليه ينسب كتاب "تفسير الأحلام" ويعد ابن سيرين من أشهر من فسر الأحلام والرؤى..

يروي الذهبي في كتابه سير أعلام النبلاء أصل ابن سيرين، حيث كان أبوه من سبي جرجرايا –إحدى مدن العراق تقع بين واسط وبغداد- وكان حدادًا، وقيل أن خالد بن الوليد هو من سباه حسبما ذكر تركي بن الحسن الدهماني، وتملك سيرين أنس بن مالك رضي الله عنه، ثم كاتبه على ألوف من المال مقابل ان يعتق، وبالفعل تجهز سيرين بالمال الذي كاتب به قبل ان يحل أوانه ولكن ذكر الذهبي أن أنسًا رفض أن يأخذه بعدما رأى ماله قد كثر من التجارة وأمل أن يرثه، إلا أنه احتكم إلى عمر بن الخطاب فألزمه باتفاقه وعتقه.

وقد أدرك محمد بن سيرين ثلاثين صاحبيًا، منهم ابا هريرة وعمران بن حصين، وابن عباس، وعدي بن حاتم، وابن عمر، وعبيدة السلماني، وشريح القاضي، وأنس بن مالك وغيرهم، وكان تقيًا عابدًا، فيروى أنه كان يصوم يومًا ويفطر يومًا، وكان له سبعة أوراد يقرؤها بالليل فإن فاته منها شيء أتمه في النهار.

وكان ابن سيرين يحارب أهل الأهواء والبدع ويرفض الجلوس معهم، فيروى عبد الله بن مسلم المروزي أنه كان يجلس مع ابن سيرين وقام من عنده ثم جلس مع الأباضية، وهي إحدى فرق الخوارج، ثم رأى في منامه كأنه يجلس مع قوم يحملون جنازة النبي صلى الله عليه وسلم، فجاء إلى ابن سيرين يروي له ما رأى، فقال ابن سيرين: مالك جالست أقوامًا يريدون أن يدفنوا ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم.

وعرف ابن سيرين ببره بأمه، فكانت والدته حجازية تحب الصبغ، وكان إذا اشترى لها ثوبًا اشترى ألين ما يجد، وكان في العيد يصبغ لها ثيابًا، وكان شديد الاحترام لها ولا يرفع صوته عليها، فتقول ابنته حفصة: ما رأيته رافعًا صوته عليها، كان إذا كلمها كالمصغي إليها.

شهد العلماء لابن سيرين بالتقوى والورع والعلم بالقضاء، ومن أقوالهم فيه:

· ما رواه حماد بن زيد ، عن عثمان البتي ، قال : لم يكن بالبصرة أحد أعلم بالقضاء من ابن سيرين .

· قال عوف الأعرابي : كان ابن سيرين حسن العلم بالفرائض والقضاء والحساب .

· وقال حماد بن زيد ، عن عاصم ، سمعت مورقا العجلي يقول : ما رأيت أحدا أفقه في ورعه ، ولا أورع في فقهه من محمد بن سيرين . وقال عاصم : وذكر محمد عند أبي قلابة ، فقال : اصرفوه كيف شئتم ، فلتجدنه أشدكم ورعا ، وأملككم لنفسه.

· وقال أبو عوانة : رأيت محمد بن سيرين في السوق ، فما رآه أحد إلا ذكر الله .

· وقال عنه محمد بن جرير الطبري : كان ابن سيرين فقيها ، عالما ، ورعا أديبا ، كثير الحديث ، صدوقا ، شهد له أهل العلم والفضل بذلك ، وهو حجة .

· وقال بكر بن عبد الله المزني : من أراد أن ينظر إلى أورع من أدركنا ، فلينظر إلى محمد بن سيرين .

توفى ابن سيرين بالبصرة عام 110 من الهجرة، وكان ذلك في التاسع من شوال وكانت وصيته حسبما ذكرها الذهبي في سير اعلام النبلاء:

"ذكر ما أوصى به محمد بن أبي عمرة أهله وبنيه ، أن يتقوا الله ويصلحوا ذات بينهم ، وأن يطيعوا الله ورسوله إن كانوا مؤمنين ، وأوصاهم بما أوصى به إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون ، وأوصاهم أن لا يدعوا أن يكونوا إخوان الأنصار ومواليهم في الدين فإن العفاف والصدق خير وأبقى وأكرم من الزنا والكذب".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان