أمين الفتوى: سلامة الصدر من صفات أهل الجنة
كتبت - سماح محمد:
فسر الدكتور أحمد ممدوح - أمين الفتوى ومدير إدارة الأبحاث الشرعية بدار الإفتاء المصرية - قول تعالى في الآية 27 من سورة الحجر: ﴿وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ﴾.
وأوضح أمين الفتوى من خلال صفحته الشخصية على فيسبوك مراد الله تعالى فى الآية الكريمة أن الله يخرج ما في صدور هؤلاء المتقين من ضغائن وعداوات كانت موجودة فيها في الدنيا، وجعلناهم يدخلون الجنة إخوانا متحابين متصافين، ويجلسون متقابلين، على سرر مهيأة لراحتهم ورفاهيتهم وإدخال السرور على نفوسهم.
وتابع ممدوح أن التعبير بقوله مُتَقابِلِينَ لأن مقابلة الوجه للوجه أدخل في الإيناس، وأجمع للقلوب.
والآية الكريمة تشعر بأنهم في الجنة ينشئهم الله تعالى نشأة أخرى جديدة وتكون قلوبهم فيها خالية من كل ما كان يخالطهم في الدنيا من ضغائن وعداوات وأحقاد وأطماع.
ومن أقدره الله تعالى على ذلك أدخله الجنة في الدنيا قبل أن يدخلها في الآخرة؛ جنة الرضا الإلهي.. جنة السلام النفسي والتصالح مع الآخرين ومع النفس، جنة أن تضع رأسك على وسادتك وقلبك هادئ وفكرك مستكين؛ فالغل، والبغضاء، والحقد، من أعظم ما يتلف القلوب، ويدمر العلاقات بين الناس. ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ﴾.. [المائدة: 91].
وروى ابن ماجه عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الناس أفضل؟ قال: «كل مخموم القلب، صدوق اللسان»، قالوا: صدوق اللسان، نعرفه، فما مخموم القلب؟ قال: «هو التقي النقي، لا إثم فيه، ولا بغي، ولا غل، ولا حسد».
وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: «رب اهد قلبي، وسدد لساني، واسلل سخيمة قلبي».. [رواه أبو داود].
فاللهم اسلل سخيمة صدورنا، وأدخلنا في هذه الجنة قبل جنة الآخرة، وألهم أصحاب الحقوق علينا العفو والصفح والمسامحة.
﴿وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾.. [الحشر: 10].
فيديو قد يعجبك: