دعاء في جوف الليل: "ربي إني تحيّرتُ في أمري فاشرح لي صدري"
كتب- إيهاب زكريا:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يَنْزِلُ ربُّنا تباركَ وتعالى كلَّ ليلةٍ إلى السماءِ الدنيا ، حينَ يَبْقَى ثُلُثُ الليلِ الآخرِ، يقولُ: من يَدعوني فأَستجيبُ لهُ، من يَسْأَلُنِي فأُعْطِيهِ، من يَستغفرني فأَغْفِرُ لهُ) [صحيح البخاري].
وعن جابر رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إنَّ في الليلِ لَساعةٌ، لا يوافقُها رجلٌ مسلمٌ يسأل اللهَ خيرًا من أمرِ الدنيا والآخرةِ، إلا أعطاه إياه، وذلك كلَّ ليلةٍ). [صحيح مسلم].
فالدعاء والتضرع إلى الله والتسلح به هو خير سلاح للمؤمن في حياته وهو خير إثبات على ثقة العبد في ربه وحسن توكله عليه، فالله تعالى يحب دعاء عبده له وأن يذكره في كل وقت وفي كل مكان وفي السراء والضراء، فالدعاء طاعة لله وامتثال لأوامره والبعد عن غضبه وسخطه، ويقول الله تعالى : “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ”.
ومن روائع الدعاء في جوف الليل:
إلهي وسيدي ومولاي ضاقت المذاهب إلا إليك، وخابت الآمال إلا لديك، وانقطع الرجاء إلا منك، وبطل التوكل إلا عليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، تحصنتُ بذي الملك والملكوت، واعتصمتُ بذي العزة والجبروت، وتوكلتُ على الحيّ الذي لا يموت، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.
اللّهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضٍ فيّ حكمك عدل فيَّ قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به، في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي.
اللّهم أنت القادر على تيسير عُسّري، ربّ ارحم، من عظم مرضه، وعزّ شقاؤه، وكثُر داؤه، وقلّ دواؤه، وأنت ملجأه ورجاؤه وغوثه.
ربِ عبدُك ضاقت به الأسباب، وغلّقت دونهُ الأبواب، وتعسّر عليه سلوك طريق أهل الصواب، وزاد به الهمّ…والغمّ…و الاكتئاب، وانقضى عمره ولم يُفتح لهُ، إلى فسيح تلك الحضرات، ومناهل الصفوة والراحات .
اللّهم أنت المرجو، اكشف هذا النصاب، يا من إذا دُعي أجاب، يا سريع الحساب يا عظيم الجناب، ربّ…لا تدعني بحسرتي، ولا تكلني إلى حولي وقوتي، وأرحم عجزي وفقري وفاقتي.
وذلّل صعوبة أمري، وسهلّ طريقي، فقد ضاق صدري، وتاه فكري، وتحيرتُ في أمري، وأنت يا الله العالم بسري وجهري، المالك لنفعي وضرّي.
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت وسلمت وباركت على سيدنا إبراهيم وآل سيدنا إبراهيم.
فيديو قد يعجبك: