إعلان

هل الله سبحانه وتعالى يحب ولا يحب؟.. القرآن الكريم يجيب (14)

07:15 م الإثنين 11 فبراير 2019

سورة النساء

كتب- إيهاب زكريا:
هل الله عز وجل يحب ولا يحب؟ سؤال يتبادر إلى ذهن الكثيرين، وقد أجاب عنه القرآن الكريم في آياته الحكيمة، التي إذا تتبعناها لوقر في يقيننا أن الله يحب ولا يحب، وهذا ما نجده في آيات كثيرة من كتاب الله العزير.. وفي حلقات متواصلة يرصد مصراوي كيف أجاب القرآن الكريم عن السؤال: هل الله عز وجل يحب ويكره؟

(14)
إن الله لا يحب:

{الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ}
قال تعالى: ﴿لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا﴾ [النساء: ١٤٨]
التفسير
قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في تفسير الطبري: لا يحب الله أن يدعو أحد على أحد، إلا أن يكون مظلوما، فإنه قد أرخص له أن يدعو على من ظلمه، وذلك قوله: (إلا من ظلم) وإن صبر فهو خير له .
وعن عائشة قالت: سرق لها شيء، فجعلت تدعو عليه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم " لا تسبخي عنه".
وقال الحسن البصري: لا يدع عليه، وليقل: اللهم أعني عليه، واستخرج حقي منه. وقد أرخص له أن يدعو على من ظلمه من غير أن يعتدي عليه، - وعلل د. طه فارس ذلك بقوله -: حتّى لا يَثُوب إلى البَطش بيده، وفي هذا الإذن توسعة على من لا يمسك نفسَه عندَ لَحَاق الظُّلم به.
جزاء من يجهر بالسوء من القول أو الفعل المنكر
حدد ذلك د. طه فارس في مقال له بـ"الألوكة" فقال:
عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلَّا الْمُجَاهِرِينَ، وَإِنَّ مِنَ الْمُجَاهَرَةِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلًا، ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ، فَيَقُولَ: يَا فُلَانُ عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا، وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عَنْهُ» أخرجه البخاري، ومسلم.
ثم قسم جزاء المجاهرين إلى:

أولاً: العذاب في الدنيا والآخرة:
قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ ﴾ [النور: ١٩]
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذَا ظَهَرَ الزِّنَى والرِّبَا في قَريَة فقد أَحَلُّوا بأنفسهم عذابَ الله» أخرجه الطبراني في الكبير.
وعن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَا ظَهَرَ فِي قَوْمٍ الزِّنَى وَالرِّبَا إِلَّا أَحَلُّوا بِأَنْفُسِهِمْ عِقَابَ اللَّهِ» أخرجه أحمد في المسند

ثانياً: انتشار العِلل والآفات التي لم تكن تظهر فيمن مضى:
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لم تظهر الفاحشةُ في قوم قطُّ حتى يُعْلِنُوا بِهَا إلَّا فَشَا فيهم الطاعونُ والأوجَاعُ التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مَضَوا،...» أخرجه ابن ماجه.

ثالثاً: عموم العقوبة عند انتشار الفواحش وفشوِّها:
قال تعالى: ﴿وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾، [الأنفال: ٢٥]
وعن عدي بن عميرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنَّ اللهَ عزَّ وجَلَّ لا يعذِّبُ العَامَّة بعمل الخاصَّةِ حتى يروا المنكر بين ظهرانيهم وهم قادرون على أن ينكروه فلا ينكروه، فإذا فعلوا ذلك عذَّب اللهُ الخاصَّة والعَامَّة" أخرجه أحمد في المسند.
وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسي بِيَدِهِ، لَتَأْمُرُنَّ بِالمـَعْرُوفِ، وَلَتَنْهَوُنَّ عَن المـُنْكَرِ أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللهُ أنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَاباً مِنْهُ ثُمَّ تَدْعُوْنَهُ فَلا يُسْتَجَابُ لَكُمْ" أخرجه أحمد في المسند.

رابعاً: المجاهرة بالمعاصي مُؤْذِنٌ بقرب الساعة وأهوالها:
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسُ محمد بيده لا تقوم السَّاعَة حتى يظهرَ الفُحش والتَّفحُّش، وسوءُ الجِوار، وقطيعةُ الأرحام، وحتى يُخوَّنَ الأمينُ، ويُؤتمن الخائنُ» أخرجه أحمد في المسند.

تعريف المجاهرة:
جاء في فتح الباري:
المجاهرة نوعان: مجاهرة بقول السُّوء، ومجاهرة بفعل السُّوء.
أما المجاهرة بقول السُّوء: فهي كلُّ قول حذَّر الله منه ونهى عنه، وقد أخبر الله عن عدم محبَّته لذلك.
وأمَّا المُجاهرة بفعل السُّوء: فهي إظهار المعاصي والمنكرات وعدم الاستتار بها، أو هي كشفُ ما ستر اللهُ تعالى على العبد منها، وذلك بالتَّحدُّث عنها وإظهارها.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان