أمين الفتوى: الضمير الإنساني لن يعيش إلا إذا عدنا إلى الأخلاق
كتب- محمد قادوس:
قال الدكتور خالد عمران، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الواقع الذي نعيش فيه الآن، سواء كان في البيوت أو بين الأزواج أو بين الآباء والأبناء، أو في جميع جوانب الحياة الشخصية، يتطلب منا أن نعيد ضبط ميزان الأخلاق باستمرار، لافتا إلى أننا نحتاج إلى العودة دائمًا إلى قضية الأخلاق، فهي جوهر الحياة ومبنية عليها.
وأضاف أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، فى لقاء له على قناة "الناس"، على هامش مؤتمر الإفتاء العالمي: "في الحياة الزوجية، عندما وصف الله سبحانه وتعالى العلاقة بين الرجل والمرأة، قال إنها مبنية على المودة والرحمة، قبل أن يتحدث عن الحقوق والواجبات، لكن القضية الأخلاقية هي الأهم، النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، وصفت الأخلاق بأنها جزء أساسي في حياتنا، الأخلاق هي الركيزة التي نتمسك بها دائمًا، خاصةً عندما نواجه التحديات في جميع المجالات".
وتابع: "في مجال الإفتاء، الذي هو جزء من الخطاب الديني، يجب أن نركز على القضية الأخلاقية والوازع الداخلي، لأن الضمير الإنساني لن يعيش إلا إذا عدنا إلى الأخلاق، فمجال الإفتاء والخطاب الإفتائي مرتبطان بالأخلاق بشكل لا يتجزأ، ويجب أن يكون هناك تكامل بينهما.
بعض الناس والدعاة، للأسف، لا يتصورون هذا التداخل، لكن هذا الأمر في غاية الأهمية والضرورة، الإمام الغزالي رحمه الله كان يحيي علوم الدين من خلال التركيز على الجانب الأخلاقي بجانب العبادات، البناء الأخلاقي مهم، خاصة في عالم متسارع حيث قد تكون الرقابة أقل. نحن نشهد تطورًا في وسائل التواصل الاجتماعي والذكاء الاصطناعي، مما يجعل الرقابة أقل".
واستكمل: "يجب أن ندعو إلى إحياء الأخلاق وإحياء الضمير، هذا هو السبب الذي جعل دار الإفتاء المصرية تختار عنوان المؤتمر "الفتوى والبناء الأخلاقي في عالم متسارع"، من أبرز ما يميز هذا المؤتمر عالميته، حيث يشارك فيه وفود من أكثر من 100 دولة حول العالم، ومن المهم أن نخرج بأبرز المحاور والتوصيات من هذا المؤتمر إلى العالمية ليكون صوتًا قويًا يصل إلى جميع أنحاء العالم، ووجود المؤتمر في هذا التوقيت هو في غاية الأهمية بسبب التحديات الحالية، يجب أن تأخذ القضية الأخلاقية مكانها في عالم يعاني من فقدان الأخلاق على العديد من المستويات".
فيديو قد يعجبك: