علي جمعة يوضح معنى الحديث "أَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللهِ سُبْحَةُ الْحَدِيثِ"
كـتب- علي شبل:
كشف الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، عن معنى "سبحة الحديث التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم إنها أحب الأعمال إلى الله، والتي جاءت في حديث رسول الله ﷺ: «أَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللهِ سُبْحَةُ الْحَدِيثِ» قَالُوا : وَمَا سُبْحَةُ الْحَدِيثِ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ : «الرَّجُلُ يُسَبِّحُ وَالَّناسُ يَتَكَلَّمُون».
وأضاف فضيلة المفتي السابق: فالإنسان يبدأ في التسبيح والناس حوله، القلب يسبح وهو في وسط الناس، لكنه منفصل شعوريًّا عن خلق الله، وهذا الفعل يقول عنه أهل الله: "خلوتهم في جلوتهم" يعني هو خلوته مع الله سبحانه وتعالى في الجلوة وهو جالس مع الناس، لكن قلبه معلق بالله، هو دائم الذكر والطمأنينة، وإن كان يخالط الناس في الظاهر، فهذا نوعٌ من أنواع عزلة القلب، القلب ينعزل وينفصل عن التفاعل مع الأحداث والجزئيات، وفي هذا طاقته، نوره، سره، حضوره، يقظته تكون حاضرة، وقوية.
وأضاف جمعة، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، أنه عندما ينعزل القلب عن التفاعل مع ما حوله من أحداث، وجزئيات، وهموم الدنيا، وكدرها، وشواغلها فإنه يُتاح للعقل أن يفكر، أن يتدبر، أن يتأمل، أن تتداعى الأفكار في ذهنه، وحينئذٍ تأتيه واردات من عند الله سبحانه وتعالى ويُفتح عليه بفهمٍ جديد، بوعيٍ جديد، وتأسيس الوعي لازمٌ لتأسيس السعي فكما قالوا: الوعي قبل السعي، الوعي والسعي فكرة، ثم تطبيق، رأي، ونظر، وفتح، ووارد، ثم سلوك، فالوعي والسعي، إذا ما تأسس السعي على الوعي كان سعيًا دائمًا، وكان النبي ﷺ عمله دايم، وكان يحب من العمل الدائم، وتقول عنه السيدة عائشة رضى الله تعالى عنها : «كان عمله ديمة» أي مستديمًا، ويقول ﷺ: «لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل، ثم تركه»، وكان يحب من الأعمال أدومها ويقول ﷺ : «أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل».
اقرأ أيضًا:
علي جمعة يوضح المراد من قول النبي "العهد الذى بيننا وبينهم الصلاة؛ فمن تركها فقد كفر"
سنة أم بدعة؟.. أستاذ بالأزهر يوضح حكم القيام عند مرور الجنازة
فيديو قد يعجبك: