إعلان

ليس الحويني وحده.. علماء وهيئات دينية تراجعت عن مناهجها وفتاواها مؤخرًا

05:35 م الجمعة 14 فبراير 2020

كتبت – آمال سامي:

الاعتذار عن الفتاوى الغريبة، والتراجع عن الفتاوى التي تبين لأصحابها خطؤها، وحتى الاعتذار عن المنهج الفكري نفسه، هو ما ميز عام 2019 رغم حدوثه فيما سبق من أعوام، ورغم تكرار ذلك تاريخيًا، ومؤخرًا أثار اعتراف الشيخ الحويني بالندم على استعجاله في العلم بدافع الشهرة وحب الظهور وكذلك بعض أخطائه الجدل في مصر، ولم يكن هذا الاعتراف هو الوحيد من نوعه، حيث كان من أشهر التراجعات التي تمت في 2019 هو اعتذار عائض القرني الداعية الإسلامي السعودي الشهير عن منهج "تيار الصحوة" السعودي كله مؤكدًا أنه بالفعل كان يتسم بالتشدد لكنه الآن ثبت له خطأ هذه الأفكار.. وفي التقرير التالي يرصد مصراوي أبرز تلك المحطات التي اعتذر فيها دعاء وعلماء بل وذوو مناصب دينية كبيرة في الدول الإسلامية عن أفكارهم وفتاواهم بعد فترة من إصدارها الذي يتفق جميعهم أنه جاء بعدما تبين لهم الحق..

عائض القرني يعتذر عن التشدد

اعتذر الداعية السعودي عائض القرني عن في مايو من العام الماضي عن الأفكار التي وصفها بالمتشددة التي تبناها هو ودعاة آخرون الذين مثلوا تيار "الصحوة" قال: انا باسم الصحوة أعتذر للمجتمع السعودي عن الأخطاء التي خالفت الكتاب والسنة وسماحة الإسلام وضيقت على الناس.. رغم أنفي للحق ومن يردني للحق بآية أو حديث فأنا معه، وأنا الآن مع الإسلام المعتدل الوسطي المنفتح الذي دعا له سمو أمير العهد محمد بن سلمان والذي هو ديننا". وأكد أنه قبل ذلك كان يدخل في مرحلة التييسر من التعسيير، وقال: "عقلي في الصحوة وعمري 26 عام مختلف عما أنا عليه الآن بعدما زرت أربعين دولة وجالست المفكرين والعلماء".

المطلق يتراجع عن فتوى جواز خروج الخطيبين بمفردهما

في فتوى سابقة للدكتور عبد الله محمد المطلق، عضو هيئة كبار العلماء السعودية، أفاد بجواز خروج الخاطب مع خطيبته طالما عقد عليها وقبل الدخول سواء علم أهلها بذلك أو لا، لكنه عاد ليتراجع مرة أخرى عن تلك الفتوى، في يوليو من العام الماضي، حيث أكد في برنامج استوديو الجمعة على اذاعة "نداء الإسلام" تراجعه عن تلك الفتوى قائلًا ظهر لي أن هناك من ينكر أنه قد خلا بها وينكر انه قد اتصل بها جنسًا فمن الممكن أن تفقد بكارتها وينكر أنه من فعل ذلك، فيقول لا تخرجي معه الا إذا علم أهل الطرفين بذلك، لان عدم معرفتهم يجعلهم ينكر خروجه معها ودخوله بها إذا حدثت بينهما أي مشكلات.

وسيم يوسف.. جواز تهنئة النصارى ووصل الشعر

تراجع الداعية الإماراتي وسيم يوسف مؤخرًا عن عدة فتاوى له ذاكرًا سبب تراجعه في كل واحدة منهما، نذكر منها ما أثار الجدل في بداية العام الحالي حيث أفتى بجواز تهنئة المسيحيين بأعيادهم بعدما كان يمنع ذلك ويرى حرمته، حيث نشر على حسابه الشخصي على تويتر تغريدة قال فيها: كل عام وإخواننا المسيحيون بخير وسلام، من أرض الإمارات وطن التسامح، تعلمنا أن التسامح والتعايش مع جميع الطوائف هو السبيل لأمن وأمان الوطن والشعوب"، حيث انتشر عقب تلك التغريدة فيديو سابق له على مواقع التواصل الاجتماعي يقول في فتوى سابقة لم يفرق بينها وبين الأخرى سوى عام، أن الإسلام أمرنا بألا نهنيء النصارى بأعيادهم ولا يمكن فتح باب التعايش بالتنازل على الدين وأكد في هذا الفيديو أن النبي لم يفعل ذلك، فرد وسيم على منتقديه قائلًا أن الخروج من الفكر المتطرف نعمة ويحمد الله أنه قد انجاه من الفكر المتشدد، وعلق قائلًا أنه لا يخجل من تطوره الفكري.

وتراجع أيضا وسيم يوسف عن فتواه السابقة عن وصل الشعر حيث أفتى بأنه محرم ولا يجوز الوصل لجميع النساء بلا استثناء، إلا إنه تراجع عن ذلك حين سألته إحدى المتصلات في برنامجه من رحيق الإيمان عن حكم استخدام الشعر المستعار مع علم زوجها بذلك، فقبل أن يجيبها أوضح أنه افتى من قبل بحرمة استخدام الشعر المستعار على اطلاقه لكنه تراجع عن ذلك قائلًا ان المرأة كانت سابقًا تقص شعرها حتى تبيعه من أجل من يريدن وصل شعورهن، "كان استعباد رفضه النبي وقال لعن الله الواصلة والمستوصلة"، وكانت علة التحريم هي تخلي الفقيرات عن شعرهن حتى يحصلن على المال، فمادام الوصل بشعر صناعي فهو جائز.

إمام الحرم المكي يتراجع عن تكفير الشيعة

تراجع الشيخ عادل الكلباني أمام الحرم المكي السابق في مرات كثيرة عن فتواه وقدم لمتابعيه ومحبيه أسباب تراجعاته، ومن تلك الأمور ما افتى بيه قديما في 2009 بتكفير علماء الشيعة مؤكدًا أنه لا يحق لهم أن يمثلوا في هيئة كبار العلماء السعودية، وفي مارس 2019 خرج الكلباني في لقاء تلفزيوني على قناة إم بي سي ليراجع كثير من قناعاته ومنها تكفير علماء الشيعة مؤكدًا أنه من الطبيعي أن تتغير القناعات والآراء، حيث أكد "لم أعد أكفر من قال لا اله إلا الله، فكل من قال لا اله إلا الله ومن أكل ذبيحتنا واستقبل قبلتنا فهو مسلم". وأرجع الكلباني أسباب تراجعه لقراءته كتاب الشريف حاتم العوني "تكفير أهل الشهادتين".

المجلس العلمي الأعلى بالمغرب يتراجع عن فتوى قتل المرتد

في عام 2012 أصدر المجلس الأعلى في المغرب فتوى بضرورة قتل المرتد عن دينه، وفي ذلك الوقت جرى تعديل للفتوى وربط مفهوم الارتداد عن الدين بالخيانة العظمى للدولة، لكن وفي 2017 أصدر المجلس الأعلى بيانًا تراجع فيه عن تلك الفتوى فيما سمي بوثيقة "سبيل العلماء"، وحسب جريدة الشرق الأوسط، جاء في نص الوثيقة: لقد أثيرت في الإسلام قديما ولا تزال تثار قضية الردة والمرتد، ويبقى الفهم الأصح والأسلم لها المنسجمُ مع روح التشريع ونصوصه ومع السيرة العملية للنبي صلى الله عليه وسلم أن المقصود بقتل المرتد هو الخائن للجماعة، المفشي لأسرارها والمستقوي عليها بخصومها؛ أي ما يعادل الخيانة العظمى في القوانين الدولية، وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم: (من بدل دينه فاقتلوه)، المقيد بقوله صلى الله عليه وسلم: (التارك لدينه المفارق للجماعة.

وأضافت الوثيقة أن "ترك جماعة المسلمين لم يكن حينها إلا التحاقا بجماعة المشركين خصومهم وأعدائهم في سياق الحروب الدائرة بينهم. فالردة هنا سياسية وليست فكرية. وقد تحدث القرآن الكريم عن الردة الفكرية في آيات كثيرة، ولم يرتب عليها عقوبة دنيوية وإنما جزاء أخروي".

وعللت التراجع عن فتوى قتل المرتد بقولها: "ثمة شواهد في السيرة النبوية، منها صلح الحديبية الذي كان من بنوده أن من أسلم ثم ارتد إلى قريش لا يطالب به المسلمون، وأن من التحق بالمسلمين من المشركين استردوه". أما قتال أبي بكر رضي الله عنه للمرتدين فلم يكن إلا بالمعنى السياسي العام، ضد طائفة شقت عصا الطاعة على الإمام، حسبما ذكرت الوثيقة.

موريتانيا والجدل حول فتوى تجيز بيع الذنوب مقابل المال

أثارت فتوى الفقيه الموريتاني أحمد ولد النيني عام 2016 عن بيع الذنوب الرأي العام الموريتاني وشنت ضده حملة من المثقفين وطالبه الفقهاء اني تراجع عنها حسب تقرير نشره موقع العربية، والنيني هو وزير الشئون الإسلامية الموريتاني السابق، وكان قد أفتى بجواز بيع الذنوب مقابل المال حيث يقوم أحد الأشخاص بالاتفاق مع آخر بأن يبيعه ذنوبه مقابل المال، حيث يمكن بيع السيئات لكن الحسنات لا تباع فليس معروفا ما هو مقبول منها وما غير ذلك. لكنه تراجع وأصدر بيانًا استغفر فيه عن تلك الفتوى قائلًا أن ذلك لا يصح شرعًا وانه اخطأ فيه خطئًا عظيمًا، وقال في بيانه: أن ما يتم تناوله في حلقات التدريس والمذاكرات يختلف تماما عن ما يتم تقديمه عن مجال الإفتاء والقضاء، لكن ذلك لا يعني إطلاقا أن المتحدث في الأمور الشرعية يطلق له العنان فيهذي بما لا يعرف، بل إن مجالي التدريس والمذاكرة قد يرد فيهما ذكر الشاذ والضعيف وغير المألوف ولعل ما نسب إلي بشأن هذه المسألة "بيع الذنوب" يندرج في ذلك".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان