إعلان

ورحل سلطان العلماء .. وفاة الإمام الحبيب سالم الشاطري

01:24 م السبت 17 فبراير 2018

بقلم - هاني ضوه :

نائب مستشار مفتي الجمهورية

فجعت الأمة الإسلامية وطلاب العلم الشرعي ليلة أمس بوفاة أحد أبرز وأهم علماء الأمة الوسطيين، سيدي العلامة الحبيب سالم بن عبدالله بن عمر الشاطري -شيخ وعميد رباط تريم للعلوم الإسلامية وأحد أهم علماء الأمة الإسلامية- والذي يلقبه طلبة العلم بسلطان العلماء، حيث يعد من أكابر علماء الشافعية خاصة في الجنوب واليمن.

وقد من الله عليَّ أن تشرفت بمقابلة سيدي الحبيب سالم -رحمه الله- والإجازة منه في مدينة جدة، فقد كان بيته مقصدًا لكل طالب علم أو محب لله ولرسوله صلى الله عليه وآله وسلم، كما أنه رحمه الله كان من أهل الفضل والإحسان والإصلاح بين الناس، وتعلم على يديه الآلاف من طلبة العلم والدعاة من مختلف بلدان العالم والذين أصبح لهم أثرًا كبيرًا فيما بعد. كما أنه أنشأ الكثير من المدار والمعاهد الإسلامية في كثير من بلدان العالم.

ولسيدي الحبيب سالم الشاطري -رحمه الله- العديد من المؤلفات المهمة والقيمة التي أثرت المكتبة الإسلامية أبرزها "الفوائد الشاطرية في النفحات الحرمية"، وهو مؤلف مهم يضم مجوعة كبيرة من الدروس في التفسير وعلوم القرآن وغيره مما تلقاه عن شيخه سيدي علوي بن عباس المالكي بمكة المكرمة وغيره.

كما ألف في بعض المسائل والضوابط الفقيهة، ولعل أهمها "نيل المقصود في مشروعية زيارة نبي الله هود". وهو مطبوع ترجمة مختصرة لوالده عبد الله بن عمر الشاطري. ونبذة مختصرة في التعريف برباط تريم ومن درسوا ودرسوا فيه. ونشر وتصحيح وطبع لرسالة "وصيتان عظيمتان" تأليف محمد بن علي مولى عيديد (ت:862 هـ)، وتأليف والده عبد الله بن عمر الشاطري (ت:1361 هـ) مع التقديم لهما وطبعت سنة 1410 هـ.

وسيرة حياة سيدي الحبيب سالم الشاطري مليئة بالدعوة إلى العلم وطلبه منذ نعومة أظافره، فقد كان أصغر أبناء والده الإمام عبدالله الشاطري رحمه الله، وولد رحمه الله عام 1359 هـ بمدينة تريم في حضرموت اليمن، ونشأ بها في بيئة صالحة في عصر مليء بالعلماء والصلحاء في مختلف الفنون والعلوم.

وأخذ سيدي الحبيب سالم العلم عن كبار تلامذة والده الإمام عبد الله بن عمر الشاطري في رباط تريم، ثم رحل إلى مكة المكرمة سنة (1376هـ) للاستزادة في طلب العلم ومكث بها ما يقارب أربع سنوات، وأخذ عن كبار علماء مكة وأشهرهم السيد العلامة علوي بن عباس المالكي وغيره من مشايخ الحرم المكي آنذاك. كما درس في دار العلوم الدينية بمكة في تلك الفترة وأعطي شهادة دراسية عليا منها. 

وعاد سيدي الحبيب سالم رحمه الله من مكة المكرمة سنة (1381هـ) إلى بلده لنشر العلم الشريف، وأقام فترة في عدن للخطابة للتدريس والدعوة إلى الله حتى عام (1396هـ )، وعم به النفع للعام والخاص، وفي تريم جلس للتدريس في رباط العلم الشهير الذي سبق ودرَّس فيه والده شيخ الإسلام الشاطري ما يزيد عن الخمسين سنة محتسبًا بغير مقابل مادي حتى تخرّج على يديه أكثر من عشرة آلاف عالم من مختلف البلاد، فلما تكاثر الطلاب على حلقته اعتقله الشيوعيون ومارسوا ضده ألوانْا شنيعة من التعذيب النفسي والبدني فكان صابرًا محتسبًا، وجرت محاولة لاغتياله من قبل النظام الحاكم في تلك الفترة سنة (1396هـ) لكن نجاه الله منها.

وله رحمه الله رحلات كثيرة في الدعوة إلى الله إلى بلدان جنوب شرق آسيا، وعُمان، والخليج، وإفريقيا، وغيرها.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان