مصراوي يزور قبر النبي الذي حبس الله له الشمس وأخرج بني إسرائيل من التيه
-
عرض 21 صورة
-
عرض 21 صورة
-
عرض 21 صورة
-
عرض 21 صورة
-
عرض 21 صورة
-
عرض 21 صورة
-
عرض 21 صورة
-
عرض 21 صورة
-
عرض 21 صورة
-
عرض 21 صورة
-
عرض 21 صورة
-
عرض 21 صورة
-
عرض 21 صورة
-
عرض 21 صورة
-
عرض 21 صورة
-
عرض 21 صورة
-
عرض 21 صورة
-
عرض 21 صورة
-
عرض 21 صورة
-
عرض 21 صورة
-
عرض 21 صورة
بقلم – هاني ضوَّه :
هناك .. على ارتفاع 1130 متر عن سطح البحر، توقفت سيارتنا بعد أن قطعت قرابة 25 كيلو مترًا تقريبًا من العاصمة الأردنية عمان، حيث مدينة السلط الأردنية التي اشتهرت قديمًا بـ "أرض كنعان" وتحديدًا منطقة النبي "يوشع" المشهورة، لنصل إلى قبر نبي الله يوشع بن نون عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، الذي يوجد أعلى الجبل ومن هناك تستطيع أن ترى الأغوار وجبال الضفة الغربية لفلسطين المحتلة ومدنها وخاصة مدينة القدس الشريف.
دخلت المقام .. وهناك شعرت بروحانية عجيبة خاصة مع نسمات الهواء النقية الباردة على أعلى قمة الجبل، ووجدت القبر الشريف لنبي الله سيدنا يوشع بن نون عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام يبلغ طوله أكثر من 6 أمتار ومغطى بكسوة خضراء من القطيفة، ويحيطه مبنى حجري قديم به نقوش إسلامية أثرية، ويعلو المبنى عدد من القباب القديمة.
وسألت إمام المسجد ومسؤول المقام عن تاريخ هذا البناء الحجري الذي يضم قبر نبي الله يوشع والمسجد المقام هناك فأخبرني بأن هذا المسجد الأثري الحالي الذي بني على قبر النبي يوشع عليه السلام تحفة فنية جددت وبنيت قبل 500 سنة بأمر من الأمير الهداوي، ويبلغ ارتفاع مئذنته 27 مترًا عن سطح الأرض، ويضم أيضا مصلى للنساء، ومكتبة، وتحيط به أشجار "السنديان" المعمرة التي تتراوح أعمارها ما بين 200-300 سنة.
وكان أخر تجديد وترميم له في عهد الملك عبدالله الثاني الذي يولي المقامات جلّ اهتمامه، حيث افتتحه في العاشر من نوفمبر 2004.
خرجت من المقام الشريف لأتجول في محيط المسجد، فوجدت بابًا صغيرًا مغلقًا، فسألت الإمام عنه فأخبرني أنه باب لبئر قديم فطلبت الشرب منه، وما أن تذوقته حتى وجدت ماؤه عذبٌ فرات بارد، وكان لطعمه عذوبة كبيرة تشبه عذوبة ماء زمزم.
ونبي الله يوشع بن نون هو من أحفاد سيدنا يوسف الصديق عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام فهو يوشع بن نون بن أفراهيم بن يوسف بن يعقوب بن إسحق بن إبراهيم الخليل عليهم السلام وأهل الكتاب يقولون يوشع ابن عم هود.
وذكرت الأحاديث الشريفة أن يوشع بن نون هو فتى سيدنا موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام الذي جاء ذكره في القرآن الكريم في سورة الكهف في قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّىٰ أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا}، وقوله تعالى: {فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا}. وذكر كذلك في العهد القديم من الإنجيل فيما يسمى بسفر "يوشع".
وقد ذكر المؤرخون وكتب الحديث أن الله تعالى فتح على يديه بيت المقدس، وقد خصه الله بكرامة لم ينلها غيره، وهي حبس الشمس له، فقد روى اﻹمام أحمد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الشمس لم تحبس لبشر إﻻ ليوشع ليالي سار إلى بيت المقدس".
ونبي الله يوشع بن نون عليه السلام هو الذي أخرج بني إسرائيل من التيه بعد أربعين سنة من العقاب، فبعد أن مات سيدنا موسى وسيدنا هارون عليهما السلام، تولى سيدنا يوشع بن نون أمر بني إسرائيل في التيه، وحرص على تبيان أوامر الله تعالى لهم، وكان حاكمًا عليهم، ويقوم بشؤونهم، وحينما أكملوا مدة العقاب المكتوبة عليهم أربعين سنة، أذِن سبحانه وتعالى لهم بالخروج من التيه، ودخول الأرض المقدسة التي كتبها قبل أربعين سنة، فزف لهم عليه السلام تلك البشرى بأنَّ سخط الله عليهم قد زال، وزال معه الحرمان من الدخول إلى الأرض المقدسة بعد تلك المعاناة، وأمرهم بالاستعداد للمعركة التي وعدهم الله تعالى بالنصر فيها على القوم الجبابرة، الذين يسكنون بيت المقدس.
وخرج بهم إلى بيت المقدس حيث الأرض المقدسة قطع بهم نهر اﻷردن إلى أريحا، وكانت من أحصن المدائن سورا وأعلاها قصورا وأكثرها أهلا فحاصرها ستة أشهر، وبعد أن اقتربوا من النصر وكان يوم جمعة وأوشكت الشمس على الغروب خشي نبي الله يوشع أن يدخل يوم السبت وهو يوم محرم فيه القتال عند بني إسرائيل فينقلب النصر إلى هزيمة، فدعا الله سبحانه وتعالى أن يحبس الشمس ويوقف غروبها حتى يتم النصر، فنظر نبي الله يوشع عليه السلام إلى الشمس، وقال لها، إنك مأمورة وأنا مأمور، ثم دعا الله سبحانه وتعالى بقوله: «اللهم احبسها علينا » كي لا يدخل يوم السبت، وحتى يأتي النصر، فاستجاب الله تعالى له بمعجزة عظيمة لم تكن لنبي قبله، وأمر سبحانه وتعالى الشمس بالتوقف عن المسير الى حين انتهاء المعركة، فتوقفت، وبقي نهار الجمعة ثابتا، واستمر القتال بينه وبين القوم الجبارين، إلى أن نصره الله عليهم، ودخل بيت المقدس فاتحاً لها، ثم عادت الشمس الى حركتها الطبيعية.
وكانت هذه اﻷربعين سنة العقاب -كما يقول العلماء- كفيلة بأن يموت فيها جميع من خرج مع سيدنا موسى عليه السلام من مصر، ويبقى جيل جديد تربى على أيادي سيدنا موسى وهارون ويوشع بن نون، جيل يقيم حدود الله ويؤمنون به.
ولما استقرت يد بني إسرائيل على القدس الشريف استمروا فيه وبين أظهرهم نبي الله يوشع يحكم بينهم بكتاب الله التوراة حتى قبضه الله إليه وهو ابن مائة وسبع وعشرين سنة، فكان مدة حياته بعد موسى سبعا وعشرين سنة.
موضوعات متعلقة:
- مصراوي يزور غار الطاقية الذي جلس فيه النبي بعد إصابته في أحد
- مصراوي يزور ''غار السجدة'' بالمدينة المنورة .. هنا سجد النبي شكرًا لله
فيديو قد يعجبك: