إعلان

قصة المؤمن الذي نصح قومه حيًا وميتًا في القرآن

09:00 ص السبت 18 مارس 2017

قصة المؤمن الذي نصح قومه حيًا وميتًا في القرآن

بقلم – هاني ضوَّه :

عندما يسكن الإيمان في القلب، فلا شئ يقف أمام صاحبه لتبليغ دين الله الحق والدعوة إليه مهما بلغت المصاعب والعوائق .. وقد ضرب الله لنا مثلًا في القرآن الكريم في سورة "يس" لرجل صالح مؤمن دافع عن دين الله ودعا إليهم رغم ما لاقاه من أذى من قومه وتعذيبهم له حتى مات، وبعد موته دعا لو كان قومه يعلمون ما رآه من النعيم، فأصبح بذلك ناصحًا لقومه حيًا وميتًا كما قال سيدنا ابن عباس رضي الله عنه.

يقول تعالى: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ * إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ * قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ * قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ * وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ * قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ * قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ}.. [يس: 13- 19]. 

فقد أخبر الله سبحانه في هذه الآيات أنه أرسل إلى أهل مدينة اثنين من الرسل يدعوانهم إلى عبادة الله تعالى وحده، وترك عبادة الأصنام التي لا تضر ولا تنفع، فبادروهما بالتكذيب، فعززهما الله تعالى وقوّاهما برسول ثالث. فقالوا لأهل تلك القرية: إنا إليكم مرسلون من ربكم الذي خلقكم، يأمركم بعبادته وحده لا شريك له، فقالوا: ما أنتم إلا بشر مثلنا، وكيف أوحي إليكم وأنتم بشر ونحن بشر، فلِمَ لا يوحى إلينا مثلكم؟ ولو كنتم رسلاً لكنتم ملائكة.

أما مؤمن آل يس الذي ذكرت قصته في سورة "يس" فهو رجل نجار يسمى حبيب النجار، كان يعمل في مدينة أنطاكيا، فالتقى بالأنبياء الثلاثة، فسألهم: من أنتم، فقالوا أنبياء، ودار بينهم حوار، فأسلم لهم، وتفقه على أيديهم، فأصبح داعية من الطراز الأعظم الفريد، ولكنه وجد أهل أنطاكية يكذبون هؤلاء الرسل، فجاء حبيب النجار (مؤمن آل يس)، يدعو قومه إلى الإيمان وتصديق الرسل، ويصف القرآن ذلك فيقول: (وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَاقَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ * اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ * وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُونِ * إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ}.

فحدثهم حبيب النجار عن أسباب إيمانه، وناشد فيهم الفطرة السليمة التي استيقظت فيه فقال: "ومالي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون؟ أأتخذ من دونه آلهة إن يردن الرحمن بضر لا تغن عني شفاعتهم شيئاً ولا ينقذون؟ إني إذاً لفي ضلال مبين".

ولكن قومه زاداو في طغيانهم فقتلوه، قيل إنه لما وقف حبيب النجار يبلغ الدعوة، أشبعه قومه ضرباً وركلاً، حتى وقع على الأرض صريعاً فوقفوا على بطنه ففتقوا أمعائه، وعندما خرجت منه روحه، بُشِّر: {قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ * بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ}.

فدخل الجنة صحيحُا معافيًا خاليًا من الأسقام، وغفر الله له ذنبه وأكرمه، فقال حبيب: يا ليت قومى يعلمون ويروا ما أرى من جنات النعيم.

فأرسل الله اليهم ملك قيل أنه سيدنا جبريل عليه السلام فصاح صيحة واحدة فهلكت القرية بمن فيها جزاءًا على كفرهم واستهزائهم بكل رسول يرسل اليهم.


موضوعات متعلقة:

بالصور والفيديو .. مكان أصحاب الأخدود الذي ذكروا في القرآن

بالصور والفيديو .. بقايا صرح هامان في الأقصر الذين بناه لفرعون

بالصور.. ومنهم من أغرقنا.. حضارات تحت الماء

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان