إعلان

كيف نحيي ليلة القدر؟

04:30 م الأحد 18 يونيو 2017

كيف نحيي ليلة القدر؟

يجيب لجنة الفتوى بدار الإفتاء المصرية:

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»، كما نَبَّه صلى الله عليه وآله وسلم على عِظَمِ خسارة مَنْ لم يغتنم فضل هذه الليلة، فقال: «إِنَّ هَذَا الشَّهْرَ قَدْ حَضَرَكُمْ، وَفِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَهَا فَقَدْ حُرِمَ الْخَيْرَ كُلَّهُ، وَلا يُحْرَمُ خَيْرَهَا إِلَّا مَحْرُومٌ».

وليلة القدر هي ليلةٌ من ليالي شهر رمضان، تنزل فيها مقادير الخلائق إلى السماء الدنيا، ويستجيب الله فيها الدعاء، وهي اللَّيلة التي نزل فيها القرآن العظيم.

وسميت ليلة القدر بذلك؛ لأنه يُقَدَّر فيها ما يكون في تلك السَّنَة؛ لقوله تعالى: {فِيهَا يُفۡرَقُ كُلُّ أَمۡرٍ حَكِيمٍ}.. [الدخان: 4]، وقيل: سميت به لعظم قدرها عند الله، وقيل: لضيق الأرض عن الملائكة التي تنزل فيها، وقيل: لأن للطاعات فيها قَدْرا.

ومِمَّا جاء في سبب تسمية هذه الليلة بـ "ليلة القدر": ما قيل للحسين بن الفضل: أليس قد قدَّر اللهُ تعالى المقاديرَ قبل أن يَخلُق السماوات والأرض؟ قال: نعم، قال: فما معنى لَيْلَةِ القَدْر؟ قال: "سَوْقُ المقادير إلى المواقيت، وتنفيذُ القضاء المُقَدَّر"، فالله تعالى يُظهر الأمور والأحكام، والأرزاق والآجال، وكل ما يقع في تلك السَّنَة لملائكته، ويأمرُهم بفعل ما هو من وظيفتهم في ذلك.

وقيل: سُمِّيَتْ بذلك؛ لِعِظَم قَدْرها وشَرَفها عند الله، كما يُقال: لفلانٍ قَدْرٌ عند الأمير، أيْ: مَنْزِلَةٌ وَجَاه.

وسماها الله تعالى مُبارَكة، فقال تعالى: {إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةٖ مُّبَٰرَكَةٍۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ}.. [الدخان: 3]. وهي ليلةُ القدر؛ بدليل قوله سبحانه: {إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةِ ٱلۡقَدۡرِ}.. [القدر: 1].

ويُستَحَبُّ طَلَبُها في جميع ليالي رمضان، وفي العشر الأواخِر آكَد، وفي ليالي الوِتْر منه آكَد؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْوِتْرِ مِنَ الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ».

واختلف أهل العلم في أَرْجَى هذه الليالي، فرُوي أنها لَيْلَةُ إحْدَى وعشرين، ورُوي أيضًا أنها لَيْلَةُ ثلاثٍ وعشرين، ولَيْلَةُ أَرْبَعٍ وعِشرين، ولَيْلَةُ خَمْسٍ وعِشرينَ، ولَيْلَةُ سَبْعٍ وعِشْرِين، ولَيْلَةُ تِسْعٍ وعِشْرِينَ، وآخِرُ لَيْلَةٍ، فقد وَرَدتْ في كُلِّ هذه اللَّيالي رِواياتٌ، وَجَمَعَ بعضُ أهلِ العلم بَيْنَ هذه الرِّواياتِ بأنها تَنْتَقِلُ في لَيالي العَشْر.

ويستحب أن يجتهد المسلم فيها بالدعاء، ويدعو بما ورد عن عائشةَ أمِّ المؤمنين رضي الله عنها، أنها قالت: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ وَافَقْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ بِمَ أَدْعُو؟ قَالَ: «تَقُولِينَ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي».


كيف نحيي ليلة القدر؟

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان