ليلة النصف من شعبان| 4 أحكام شرعية في الاحتفال بالليلة المباركة.. تعرف عليها
كتبت – آمال سامي:
تأتي ليلة النصف من شعبان هذا العام في يوم الجمعة، إذ تبدأ من مغرب الغد، الخميس، الموافق 17 من مارس، وحتى فجر الجمعة، وفي كل عام يتجدد الجدل حول حكم صيام نصف شعبان، هل هو جائز شرعًا أم لا، كذلك حكم إحيائها، وفي السطور التالية نوضح أبرز الأحكام الخاصة بليلة النصف من شعبان.
ثبوت فضلها
ورد فضل ليلة النصف من شعبان في عدة أحاديث نبوية شريفة من بينها:
1. عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: فَقَدْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَخَرَجْتُ أَطْلُبُهُ فَإِذَا هُوَ بِالْبَقِيعِ رَافِعٌ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ: «يَا عَائِشَةُ، أَكُنْتِ تَخَافِينَ أَنْ يَحِيفَ اللهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ؟» فقُلْتُ: وَمَا بِي ذَلِكَ، وَلَكِنِّي ظَنَنْتُ أَنَّكَ أَتَيْتَ بَعْضَ نِسَائِكَ، فَقَالَ: «إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَغْفِرُ لأَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعرِ غَنَمِ كَلْبٍ» رواه الترمذي وابن ماجه وأحمد.
2. عن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «يَطَّلِعُ الله إِلَى خَلْقِهِ فِي لَيْلَة النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ» رواه الطبراني.
3. عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا يَوْمَهَا؛ فَإِنَّ اللهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ: أَلَا مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ؟ أَلَا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ؟ أَلا مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ؟ أَلا كَذَا أَلا كَذَا ...؟ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ» رواه ابن ماجه.
جواز صيام نهارها
صيام النصف من شعبان ليس بدعة كما يظن البعض، إذ أكدت دار الإفتاء المصرية في فتوى سابقة لها أنها ليلة نصف شعبان ليلة مباركة وقيل أن الدعاء فيها مستجاب، كذلك يجوز صيام نهارها حتى وإن وافق يوم الجمعة، إذ يُكرَه صيام يوم الجمعة منفردًا إلا إذا كان لسبب؛ كأن وافق عادةً للمسلم؛ كمن يصوم يومًا ويفطر يومًا، أو إذا وافق يوم عرفة أو يوم عاشوراء أو يوم النصف من شعبان أو غير ذلك من صوم النافلة.
لكن إن انتصف الشهر، فلا يفضل الصوم في تلك الفترة إلا لأحكام عادة أو قضاء حتى يستريح المسلم لاستقبال رمضان، استنادًا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا انتصف شعبان فلا صوم إلا إذا كان لأحدكم عادة أو قضاء".
استجابة الدعاء فيها
ذكر العديد من الأئمة أن ليلة النصف من شعبان هي من الليالي التي يستجاب فيها الدعاء، فيقول الشافعي رحمه الله: " بلغنا أنه كان يقال: إن الدعاء يستجاب في ليلة الجمعة، وليلة الأضحى، وليلة الفطر، وأول ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان، وبلغنا أن ابن عمر كان يحيي ليلةَ جمعٍ، وليلةُ جمع هي ليلة العيد لأن في صبحها النحر"، ثم قال الإمام الشافعي: "وأنا أستحبُّ كل ما حكيت في هذه الليالي من غير أن يكون فرضا"، وقال أيضًا: "وبلغنا أنه كان يقال: إن الدعاء يستجاب في خمس ليال في ليلة الجمعة، وليلة الأضحى، وليلة الفطر، وأول ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان".
استحباب إحيائها بالعبادة والصلاة
ذكر الإمام النووي أنه بالإضافة إلى أن الدعاء في تلك الليلة مستجاب، فإنه يستحب أيضًا إحياءها بالعبادة، وكذلك قال ابن تيمية، مؤكدًا أنه يجوز للمسلم أن يصلي ليلة النصف وحده أو في جماعة، منبهًا أن الاجتماع في المساجد على صلاة مقدرة مثل الاجتماع على مائة ركعة بقراءة ألف قل هو الله أحد فهي بدعة لم يستحبها أحد من الأئمة.
فيديو قد يعجبك: