دراسة: الرافضون لارتداء الكمامة نرجسيون ومضطربون شخصيا.. وبعضهم "مختل"
كتب- سيد متولي
يحتاج كل منا في هذه الفترة إلى ارتداء الكمامة للحماية من الإصابة بفيروس كورونا المستجد، كما أنها باتت أمرا ضروريا تفرضه الحكومات في معظم الدول، لكن ماذا عن الأشخاص الذين لا يرتدونها؟ هذا ما كشفته دراسة جديدة.
وكشفت الدراسة مفاجأة عن الأشخاص الذين لا يرتدون الكمامات، وهو ما يستعرضه "مصراوي"، وفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وجدت دراسة نشرت بمجلة "الاختلافات الشخصية والفردية" Personalality and Individual Differences أن الأشخاص الذين يرفضون ارتداء قناع الوجه أو لا يمتثلون للتباعد الاجتماعي، هم أكثر عرضة لاضطراب الشخصية.
كانت القسوة والخداع والتلاعب، وهي علامات محتملة للمضطرب نفسيا، من السمات الشائعة بين الأشخاص الذين خالفوا قواعد السلامة الخاصة بـ"كوفيد-19".
جاءت النتائج من دراسة استقصائية لنحو 1600 شخص في البرازيل، والتي لديها ثاني أكبر عدد من حالات كورونا المبلغ عنها في العالم 3.8 مليون.
وقال الباحثون إن هؤلاء الأشخاص في المجتمع يشكلون خطراً على الآخرين، معتبرين أنهم ما زالوا لا يلتزمون بالقواعد على الرغم من ارتفاع الحالات والوفيات.
وأضاف الباحثون أن الأبحاث التي أجراها خبراء في بولندا توصلوا إلى نتائج مماثلة، وقالوا إن الأشخاص الذين يعانون من سمات نرجسية قد يكونون أكثر عرضة لمخالفة القواعد لوقف انتشار المرض.
تزعم الدراسة أن الأشخاص الذين لم يرتدوا أقنعة الوجه هم أكثر عرضة للاضطراب النفسي، ويشعرون بأنهم منفصلون اجتماعياً، وكان الأشخاص الذين يتمتعون بهذه السمات أقل امتثالًا لقواعد السلامة الخاصة بـ كوفيد-19.
أجرى الدراسة البروفيسور فابيانو كويش ميجيل وزملاؤه في جامعة إستادوال دي لوندرينا، في مدينة في جنوب البرازيل، واستجوبوا 1578 من البالغين البرازيليين حول امتثالهم لتدابير السلامة لتجنب فيروس كورونا.
وشمل ذلك سؤالهم، "هل تعتقد أنه من الضروري استخدام قناع الوجه / المسافة الاجتماعية / غسل يديك بشكل متكرر؟"، ثم أجرى كل فرد عدة اختبارات شخصية عبر الإنترنت، بين مارس ويونيو، والتي تم تصنيفها في مجموعتين.
الأولى "مجموعة التعاطف" تتألف من نحو 1200 شخص، أبدوا اهتمامًا بفهم مشاعر الآخرين ودوافعهم، ويميلون أيضًا إلى الاهتمام بـ "تطوير تفاعلات اجتماعية إيجابية" مع الآخرين.
المجموعة الثانية، التي ضمت حوالي 400 شخص، أظهروا علامات اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، والمعروف باسم مختل اجتماعيًا أو مختل عقليًا، وغالبًا ما يتم استخدام المصطلحين بالتبادل، يميل هؤلاء الأشخاص إلى البحث عن طرق يمكن أن تفيدهم لتفاعلاتهم مع الآخرين بشكل شخصي، كانوا أكثر عرضة للشعور بالانفصال الاجتماعي والانخراط في السلوك العدائي، وقال الباحثون إن هؤلاء الأشخاص كانوا أكثر عرضة لرفض ارتداء الأقنعة أو اتباع قواعد التباعد الاجتماعي.
كان الاختلاف بين المجموعات هو أن أولئك في المجموعة المعادية للمجتمع حصلوا على درجات أعلى في القسوة والخداع والعداء والاندفاع وعدم المسؤولية والتلاعب والمخاطرة من الأشخاص في مجموعة التعاطف، لكن أولئك في المجموعة الأخيرة سجلوا درجات أعلى في التعاطف وصدى مع الآخرين.
قام الباحثون أيضًا بتقسيم المشاركين إلى أربع مجموعات وفقًا للالتزام بإجراءات الاحتواء، بناءً على ما إذا كان الشخص قد أبلغ عما إذا كانت مهمة.
أظهرت النتائج أن أولئك في المجموعة المعادية للمجتمع كانوا أقل احتمالا لرؤية قواعد كوفيد-19 عند الضرورة، وبالتالي من المحتمل أن يكونوا أقل امتثالا لإجراءات السلامة، كما أنهم كانوا يميلون إلى التقليل من خطورة الوباء.
وقال الباحثون بشكل عام، إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن "الالتزام بإجراءات السلامة أكثر صعوبة" للأشخاص الذين يعانون من سمات الاعتلال الاجتماعي.
وكتب الباحثون: "أشارت نتائجنا إلى أن السمات المعادية للمجتمع، وخاصة المستويات المنخفضة من التعاطف والمستويات الأعلى من القسوة والخداع والمجازفة، ترتبط ارتباطًا مباشرًا بانخفاض الامتثال لتدابير السلامة، تشرح هذه السمات، جزئيًا على الأقل، سبب استمرار الناس في عدم الالتزام بإجراءات السلامة حتى مع تزايد أعداد الحالات والوفيات".
وخلص الفريق أيضًا إلى أن أولئك الذين لديهم ميول معادية للمجتمع قد يشكلون خطرًا على أنفسهم والآخرين أثناء الوباء، لكن الباحث الرئيسي البروفيسور ميجيل قال إنه يجب التعامل مع النتائج ببعض الحذر، وقال: "لا يمكننا أن نقول إنه إذا اختار الشخص عدم ارتداء قناع الوجه، فإن السبب الوحيد هو أنه معتل اجتماعيا، على الرغم من أن هذا ممكن، إلا أنه من المحتمل أن تكون هناك عوامل أخرى، فبعض الأشخاص لا يرتدون أقنعة لأسباب صحية".
ومع ذلك، أشار البروفيسور ميجيل إلى أن الحالات في البرازيل لا تنخفض لأن الناس يتبعون خطى الرئيس بولسونارو، الذي كان متشككًا بشأن قيمة ارتداء الأقنعة وفيروس كورونا بشكل عام، حيث جذبت الاحتجاجات ضد ارتداء الأقنعة آلاف النشطاء على مستوى العالم الذين يرفضون ارتداء أقنعة الوجه معتقدين أنه ليس لها أي تأثير.
تدعم نتائج الدراسة البرازيلية، دراستين آخرين نُشرا سابقًا في نفس المجلة التي استجوبت 1000 شخص من بولندا.
أجرى باحثون من جامعة وارسو استبيانًا على 755 شخصًا عبر الإنترنت بين 15 و29 مارس، خلال الشهر الأول من الإغلاق الوطني، وأجرت جامعة SWPS للعلوم الاجتماعية والإنسانية في بوزنان مسحًا على 263 شخصًا بين 14 أبريل و30 أبريل، في ذروة الأزمة في أوروبا.
ووجدوا أن الأشخاص الذين يعانون من سمات شخصية مضطربة ونرجسية هم أكثر عرضة لتجاهل قيود فيروس كورونا والاستهزاء بارتداء الأقنعة وغسل اليدين والتباعد الاجتماعي وإجراءات البقاء في المنزل في ذروة الوباء.
يعتقد الباحثون أن هذا يعود إلى أنهم إما لا يعتقدون أن الإجراءات مهمة أو لا يهتمون بالتأثيرات التي قد تنتج عن تجاهلها على الآخرين.
يميل الأشخاص النرجسيين إلى التركيز على الذات، وافتقارهم إلى التعاطف يعني أنهم أكثر عرضة لاستغلال الآخرين.
من ناحية أخرى، قد يكون الأشخاص ذوو الميول السيكوباتية أكثر قسوة وخداعًا وتلاعبًا، يُظهر معظم الناس، إن لم يكن كلهم، بعض هذه الميول من وقت لآخر- لكن الغالبية العظمى تظهر الندم على أفعالهم.
يُظهر واحد من كل 100 شخص أنماطًا من التفكير والسلوك المتمركزين حول الذات والغطرسة، والتي يتم تشخيصها على أنها اضطراب الشخصية النرجسية.
فيديو قد يعجبك: