إعلان

تحمل الارهاق

11:37 ص الأربعاء 07 نوفمبر 2012

تحمل الارهاق

كنت دائمًا أول شخص يصل إلى العمل وآخر شخص يغادر ولكن لم أنل التقدير أبدًا. مديري من أصعب الأشخاص الذين صادفتهم في حياتي، انتقادي ومتطلب ونادر المجاملة ودائمًا في مزاج سيء.كنت أحب عملي ولكن الآن أشعر أن دوري لم يعد مهمًا وكأن أي شخص آخر يمكن أن يملأ مكاني. كنت أجبر نفسي على الاستيقاظ في الصباح وكانت قيادة السيارة إلى العمل أشبه بعقاب على جريمة لم أرتكبها— ستيفن، 37 عامًا، موظف إداري في التسويق.هناك الكثير  والكثير من الأشخاص الذين يتطابقون مع ما وصفه ستيفن. تقترح الدراسات حاليًا أن هناك علاقة بين بعض أنواع الشخصية وأسلوب التحكم بالضغط  والتوتر مثل نوع الشخصية A السيء السمعة الذي تربطه علاقة طويلة بما يسمى بإرهاق مكان العمل. أول من صاغ هذا المصطلح في العام 1974 هو فرويدنبرغر الذي عرف إرهاق مكان العمل على أنه “خمود الحافز أو الباعث خاصة حين يفشل تفاني شخص لقضية أو علاقة في تحقيق النتائج المرغوبة”.شخصيات النوع A عادة ما تظهر التصرفات التالية:عدم الصبر والعجلة حيال الوقتالعدوانية والهجوميةدائمًا على عجلةلا يسمح للآخرين إنهاء جملهممقاربة مرتكزة على الهدفالقدرة التنافسيةانتقادييحبس مشاعرهالتردد في التفويضفي ما يخص إنجاز التطلعات وتحقيقها الأشخاص من النوع A يكونون مدمنين على العمل ورغبتهم في الأداء والنتائج لا تتعرقل بالعواقب الجسدية والنفسية. ولا يشعرون أبدًا بالرضا عن لعمل الذي أنجزوه وهذه حالة تعرف بالكمالية العصبية.“كان لدي فترات من الارهاق في حياتي”، يقول مايك-34 عامًا- من النوع A ويتناول الأدوية منذ كان عمره 20 عامًا للتحكم بضغط الدم. “أحدث فترة إرهاق كنت أعمل فيها على مناقصة ومع اقتراب موعد تسليمها بدأت أعمل من 18 إلى 20 ساعة في اليوم وفي النهاية لدى تسليمها كنت قج استنزفت كل طاقتي وربحنا ولكن تطلبني الأمر أشهر عديدة لاستعادة عافيتي وقدرتي على التركيز على عملي العادي مجددًا. بعد إعادة التفكير بما حدث أظن أن الأمر لم يستحق كل ذلك ولكن لا أستطيع إلا أن أشعر أنني ولدت لأعمل بتلك الطريقة!”.إن تجربة مايك ليست غريبة فإرهاق العمل شائع أكثر مما تظن ولديه آثار متعددة على الحياة العائلية والعلاقات والانتاجية وقد يزيد عدد الغياب عن العمل. عادة ما يحتاج الأشخاص الذين يعانون من ذلك إلى عطلة طويلة لاستعادة عافيتهم من تداعيات المشكلة.عوارض إرهاق العمل تكون نفسية وجسدية وتتضمن:الشعور بالاكتئاب وعدم الاستمتاع بالعمل بعد الآنسرعة الغضب أو عدم الصبر مع الزملاءنقص الرضا عن العملالاحساس بخيبة الأملالتهكمسرعة الانفعالفقدان السيطرةالتشاؤمضغط دم عال أو كوليسترولحزن عام أو قلقألم في الرأس والظهر أو أوجاع جسدية أخرىتغيرات في النوم والشهيةللأسف في أيامنا هذه يبدو أنه من المهم لدى أصحاب العمل توظيف أشخاص من النوع A بسبب الطلبات المتزايدة والمنافسة وضغوطات العمل. يمكن القول إن الشخص يجب أن يكون عدائيًا وتنافسيًا وموجهًا نحو الهدف وبلا رحمة عند الحاجة، تحديدًا بشخصية من النوع A بهدف الحصول على وظيفة أو البقاء عائمًا في الكثير من المجالات المهنية.ومع مرور الوقت فإن تزايد ضغوطات العمل تبدأ بوضع أثقالها وحتى نوع الشخصية A يصل إلى مرحلة في مهنته يعاني من إرهاق العمل مما يخلق وضعًا مستحيلًا وأهداف غير عقلانية وفي النهاية ما يحركه هو نفسه ما سيطفئه.من الضروري لدى الشعور بأي عوارض من الارهاق أن تبدأ بتقييم روتينك اليومي وحاول استخدام بعض الاستراتيجيات التالية للحصول على الراحة:أبطىء سرعتكاحصل على الدعمحسن مهارات إدارة الوقتأعد تقييم الأهداف والأولوياتكن أكثر وعيًا لذاتكتعلم طرق موازنة الحياة والعملتعلم كيفية التحكم بالتوتر والغضب بشكل أفضلقد تكون فكرة جيدة أن تأخذ عطلة وتبحث عن مساعدة مهنية إذا كنت تعاني من أخطر عوارض إرهاق العمل لأنه قد يترك آثارًا سلبية طويلة الأمد على صحة الفرد وفرصه المهنية المستقبلية.يمكنك أن تشعر بالتحفيز وتسعى وراء طموحاتك وأن تكون في الوقت نفسه واعيًا لصحتك وحدودك. إذا تطلب الأمر هناك برامج معالجة للأشخاص الذين يعانون من إرهاق العمل وتساعد الأفراد على وضع حياتهم  في منظار أفضل بهدف إعطائهم الأدوات التي يحتاجونها للحصول على حياة أكثر صحية وإنتاجية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان