من هو شبيه مصطفى كامل؟.. اشترط عليه بدرخان ألا يمثل بعد تجسيده لـ"الزعيم"

كتبت- منى الموجي:

لعب الشبه الكبير بينه وبين الزعيم الوطني مصطفى كامل دورا كبيرًا في اختياره ليشارك ببطولة فيلمًا من إخراج أحمد بدرخان، تكريما لسيرة زعيم مصري خلد التاريخ اسمه، إلا أن دخوله لعالم الفن كان مرهونا بشرط ألا يعود للتمثيل مرة أخرى، ليكون فيلم "مصطفى كامل- شهيد الوطنية" هو عمله السينمائي الأول والأخير، هو الناقد والصحفي أنور أحمد.

بدرخان تعرف على الكاتب الصحفي أنور أحمد، وحرص على استغلال فرصة الشبه الكبير بينه وبين مصطفى كامل، وليكون للتجربة خصوصية وتتفرد بشيء لم يحدث من قبل، اشترط بدرخان مقابل أن يمنحه بطولة الفيلم، أن يكون عمله الأول والأخير في عالم السينما، وبعده يبتعد تماما عن التمثيل.

لم يكن هذا الشرط الغريب هو فقط ما يميز الفيلم وتجربة أنور، إذ تعرض الفيلم لمشاكل أخرى، فبعد أن أنتجه المخرج أحمد بدرخان لم يستطع طرحه في دور العرض السينمائي في عهد الملكية، ليراه الجمهور للمرة الأولى عام 1952 بعد قيام ثورة يوليو، إذ اعترضت الرقابة عند مشاهدته -قبل الثورة- على كتابة اسم صاحب القصة المحامي والسياسي فتحي رضوان لموقفه المعادي للقصر، لكن تم كتابته مع عرض الفيلم، وتشير رواية أخرى إلى أن الفيلم عُرض بالفعل قبل 52 مع حذف اسم رضوان ومع اندلاع الثورة وتغير الأمور قام بدرخان بتعديل نسخة الفيلم وإضافة اسمه.

وفي تصريحات خاصة لـ"مصراوي" كان الناقد الفني محمود قاسم أكد أن فيلم "مصطفى كامل" هو أول فيلم يتناول قصة حياة زعيم سياسي، وعن تحليله لطلب بدرخان من أنور أن يكون الفيلم أول وآخر عمل له، يقول قاسم "أنور كان صحفي موجود في الحياة الثقافية والسياسية مش ممثل في الأساس.. كان بيعمل حاجة اسمها مشاكل المرأة على الشاشة على صفحتين بمجلة حواء.. واختياره جاء بسبب الشبه الكبير الذي يجمعهما"، واصفا طلب بدرخان بالغريب والغير منطقي لأنه يطلب من شخص أن يوقف نشاطه، دون مراعاة لاعتبار أنه قد ينجح ويصبح مطلوب من قِبل المنتجين والمخرجين، لكن في النهاية اعتبر أن الفيلم بكل ما تعرض له حالة سينمائية مختلفة.

" مصطفى كامل – شهيد الوطنية" قصة فتحي رضوان، سيناريو أنور أحمد، بطولة أنور أحمد، ماجدة، أمينة رزق، حسين رياض، إخراج أحمد بدرخان .

جدير بالذكر أن اليوم 10 فبراير يوافق ذكرى رحيل مصطفى كامل، الذي ولد عام 1874، وهو زعيم مصري أسس الحزب الوطني وجريدة اللواء، وعُرف بنضاله ضد الاحتلال الإنجليزي، وتوفي عام 1908 عن عمر يناهز 34 عاما، ومن أقواله الخالد: لو لم أكن مصريا لوددت أن أكون مصريا.