قصة أول مطربة غنت كلمات "الخال" عبدالرحمن الأبنودي
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
كتبت- منى الموجي:
كلماته مصرية حتى النخاع، تستوقفك، تصفها بالغريبة في البداية، لكن سرعان ما تكتشف أنك أنت الغريب، وأن هذه الكلمات تعيدك لمصريتك، قريبة من لغة البسطاء، سهلة لا تحتاج وقتا لتصل إلى قلوبهم، ولترددها ألسنتهم، فتمتلأ الدنيا بأشعار ابن الصعيد، القادم من قنا، "الخال" عبدالرحمن الأبنودي.
وفي شهر أبريل نحيي ذكرى ميلاد الأبنودي، التي مرت أمس، وذكرى رحيله في 21 من نفس الشهر، بقصة دخول أشعاره إلى عالم الموسيقى والغناء، فبحسب كتاب "الخال- عبدالرحمن الأبنودي" للكاتب محمد توفيق، بدأت الحكاية عن طريق الصدفة، في جلسة جمعته بالشاعر الكبير صلاح جاهين في مكتبه بجريدة الأهرام، وكان على جاهين أن يرسم كاريكاتير، ينزل في العدد الجديد من الجريدة في المربع الخاص به، وفي هذا اليوم لم يشعر برغبة في الرسم، فسأل الأبنودي إذا كان معه كلمات تصلح للنشر في المربع.
بالفعل عرض عليه الأبنودي أن يقرأ كلمات كتبها عن "دودة القطن"، يقول فيها "ما تقولش حاجات مقسومة.. ما تقولش الأيام سود.. قوم من أحلاها نومة.. وانجد قطنك من الدود"، وبعد نشرها فوجئ الأبنودي بأغنية على الإذاعة للمطربة فاطمة عيد تضم كلماته، فذهب لعرض الأمر على جاهين، الذي نصحه بالذهاب إلى المسؤول عن تحويل الأشعار لأغاني في الإذاعة، محمد حسن الشجاعي.
في اللقاء الأول الذي جمعهما، طلب الشجاعي من الأبنودي التوقف عن الكتابة اليمنية، ويكتب أشعار تصلح للغناء، وغادر الأبنودي ليعود في لقاءه الثاني بالشجاعي ومعه 3 أغاني، هي "السد العالي" اتمد يا عمري اتمد، وأعيش وأفرح وأشوف بعينيا السد"، وغناها محمد قنديل، الثانية "بالسلامة يا جبيبي بالسلامة"، والأخيرة "تحت الشجر يا وهيبة". اختار الشجاعي الأولى والثانية لتنفيذهما، واعترض على الثالثة، مذكرا الأبنودي بأنه طلب منه الابتعاد عن الكتابة اليمني، وأبدى دهشته واستغرابه متسائلا "من سيغني هذه الكلمات؟"، ليفاجئ برد حاسم من الأبنودي وكأنه أمر لا يحتاج لتفكير، فمن أجدر بغناء "وهيبة" من محمد رشدي صاحب أغنية "قولوا لمأذون البلد"، ليتحول الأبنودي بعد "وهيبة" لأحد أشهر شعراء الأغاني في مصر والعالم العربي، يتهافت كبار المطربين على غناء كلماته.
الأبنودي ولد في 11 أبريل عام 1938 في قرية أبنود بمحافظة قنا، من أشهر دواوينه الشعرية "الأرض والعيال"، "جوابات حراجي القط"، "أحمد سماعين"، "وجوه على الشط"، ومن أشهر أغانيه "عدى النهار"، "تحت الشجر يا وهيبة"، "عدوية"، "أحضان الحبايب"، "قلبي ميشبهنيش"، "آه يا أسمراني اللون"، "عيون القلب"، "برة الشبابيك". حققت كلماته لتترات المسلسلات والأغاني التي تضمنتها هذه الأعمال انتشار غير عادي، ومن أشهر الأعمال التي كتب كلمات أغانيها "شيء من الخوف"، "الطوق والأسورة"، و"ذئاب الجبل".
عبدالرحمن الأبنودي توفي في 21 أبريل عام 2015، بعد صراع المرض، عن عمر ناهز 77 عاما.
فيديو قد يعجبك: