في ذكرى ميلاده.. "عرابي" و"الفاجومي" و"الشعراوي" أحلام لم يحققها أحمد زكي
كتبت- منى الموجي:
"بحلم بيوم أشوف الشفايف بتتكلم كلام فيه حب، بحلم بيوم أشوف الناس معرفوش الجراح في القلب، بحلم في يوم أشوف العيون مفيهاش دموع أحزان، بحلم بيوم أشوف بكرا بيزرع ضحكة للإنسان.. بحلم بحلم"، في تسجيل صوتي نادر ردد "رئيس جمهورية التمثيل" هذه الكلمات، ليغني بعدها "العندليب الأسمر" عبدالحليم حافظ "بحلم بحلم.. وياريت ياريت أحلامي تبقى حقيقة، ياريت ياريت تتحقق كل دقيقة".
كان الحلم هو البوابة التي تأخذ الفنان أحمد زكي بعيدًا عن أحزانه، تنسيه ما يعاني من حياة قاسية فقد فيها الأب، وعاش يتيم الأم رغم أنها كانت على قيد الحياة، تراكمت الأحلام، وأخذ يصارع الوقت كي يحققها، بعضها منعته الظروف حيًا من تحقيقها، والبعض الآخر حال القدر دون وصوله إليها.
كان لزكي قناعة شخصية، تجعله متأكدًا من أن الشخصيات التاريخية، ستكون بوابة عبوره للتاريخ، فحلم أن يستكمل مسيرته في تجسيد رؤساء جمهورية مصر العربية، فقدم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في "ناصر 56"، وأنتج وجسد شخصية "بطل الحرب والسلام" الرئيس محمود أنور السادات، في فيلم "أيام السادات"، وتمنى أن يقدم فيلم "الضربة الجوية" عن الرئيس السابق محمد حسني مبارك، ليحكي كيف عبرت حرب أكتوبر بشعب مصر لبر الأمان.
وحلم بتقديم شخصية الزعيم أحمد عرابي، ليحكي فترة مهمة في تاريخ مصر، وشخصية الزعيم سعد زغلول، شخصية أخرى شرع زكي فعلًا في تنفيذها لكنه اختلف مع صاحبها في طريقة الطرح والتناول، فهو يريد تقديم سيرة الشاعر أحمد فؤاد نجم كشاعر سياسي أثرت أشعاره في المجتمع المصري، بينما يريد نجم إبراز خصوماته بشكل لم يعجب زكي، فمثلا هو لا يريد الحديث عن انتصار حرب أكتوبر، حتى لا يذكر أي إيجابيات وقعت في عهد السادات، بينما يريد أن يذكر قصيدة هاجم فيها "كوكب الشرق" أم كلثوم، وتحمل عنوان "كلب الست"، وهو ما لم يعجب "الامبراطور"، فقرر التضحية بحلمه.
من بين الشخصيات الدينية، كان يحلم بتقديم شخصية الشيخ محمد متولي الشعراوي، لكنه تراجع عن الفكرة بعد قيام الفنان الكبير حسن يوسف بتقديم الشخصية في مسلسل "إمام الدعاة"، والذي حقق نجاحًا كبيرًا.
حلم آخر كاد أن يتحقق، اتفق مع المخرج داوود عبدالسيد، واستعدا لتقديم فيلمين عن الحب والرومانسية، منها فيلم "رسائل بحر"، وفيلم آخر كان من المقرر أن تقوم ببطولته المطربة ماجدة الرومي، وعن التجربة التي لم تتم قالت في تصريحات صحفية "زكي عرض عليّ المشاركة في فيلم سينمائي، وفي نفس الوقت طلب مني قراءة السيناريو جيدا، مشيرا إلى أنه يقدم أفلامًا كثيرة طوال الوقت، بينما أنا عليّ مراجعة السيناريو، قبل الموافقة، لكن ضاع الوقت ولم تكتمل الفكرة، ويؤسفني عدم التعاون مع هذا الهرم".
عاش زكي ومات مؤمنًا بأن هناك الكثير من الشخصيات والأنماط، التي لم يقدمها، وأن الفنان الحقيقي هو الذي يعيش عمره كله يلهث وراء الشخصيات الجديدة.
أحمد زكي ولد في 18 نوفمبر عام 1949، في مدينة الزقازيق، وتوفي بعد إصابته بمرض سرطان الرئة في 2005، تاركًا إرثًا فنيًا سيخلد ذكراه، منها "أرض الخوف"، "زوجة رجل مهم"، "أحلام هند وكاميليا"، "البريء"، "البيضة والحجر"، "مستر كاراتيه"، و"البيه البواب".
فيديو قد يعجبك: