نجمة إبراهيم.. أنقذ ''عبدالناصر'' بصرها.. ولقبتها السينما بـ''ملكة الرعب''- (بروفايل)
كتبت- منى الموجي:
رصيدها السينمائي لم يكن بالكم الذي قد نتخيله مقارنة بشهرتها الواسعة، لكنها نجحت عبر نوعية الأدوار التي جسدتها في أن تصبح اسما باقي في ذاكرة السينما المصرية، عرفها الجمهور شريرة قاسية القلب، مجرمة، لا تتوانى عن ارتكاب أي جريمة في مقابل تحقيق مصلحتها الشخصية، حتى عندما تلعب دور الأم لن يشعر الجمهور بأن قلبها يلين أو أن عاطفة الأمومة تتحرك بداخلها، بل يجدها تحرم ابناءها من الحب، تصدر أحكامًا على الجميع تنفيذها مهما بلغ عمرهم، فاستحقت وبجدارة لقب "ملكة الرعب"، هي "ريا" كما كان يناديها الجمهور المعروفة في الوسط الفني باسم نجمة إبراهيم.
لم تخطط نجمة يومًا أن تصبح ملكة الشر والرعب في السينما المصرية، بل ذهبت بتفكيرها إلى مكانة مختلفة، فمع امتلاكها القدرة على الغناء ظنت أنها قادرة على منافسة كلا من أم كلثوم، ومنيرة المهدية، وانضمت لفرقة الفنانة فاطمة رشدي لتشارك بالغناء في أوبريت "العشرة الطيبة"، و"شهرزاد"، وقامت ببطولة عدد كبير من المسرحيات، ووصل رصيدها من الأعمال المسرحية حوالي 100.
عملت نجمة أيضا في فترة من حياتها ككاتبة صحفية في مجلة "اللطائف المصورة" وهناك قابلت أول قصة حب في حياتها، واتفقا على الزواج، وأشهرت إسلامها عام 1932، ولم تتم الزيجة، واختارت أن تعود لحبها الأول "المسرح"، فانضمت لفرقة بديعة مصابني، وهناك تعرفت على زوجها الأول عبدالحميد حمدي، ولكن وقع الانفصال بينهما بعد تسع سنوات.
أما الزيجة الثانية والأخيرة في حياة نجمة فكانت من الفنان عباس يونس، وكونا معا فرقة مسرحية، استهلا عروضها بمسرحية "سر السفاحة ريا" من تأليف وإخراج عباس يونس، وقررا التبرع بإيرادات عرض الافتتاح لصالح تسليح الجيش المصري عام 1955.
عرفت نجمة طريقها إلى السينما من خلال عدد من الأدوار الثانوية، بدأتها من خلال فيلم "الورشة" بطولة عزيزة أمير ومحمود ذو الفقار، حتى لفتت نظر المخرج حسن الإمام ليعرض عليها المشاركة في فيلم "اليتميتين" وتبدأ رحلتها مع أدوار الشر، فاستغل الإمام ملامحها الحادة ليبرز قسوة قلب الشخصية، وتوالت بعدها الأدوار، حتى جاءها فيلم "ريا وسكينة" عام 1953، لتلعب دور السفاحة ريا، ويحقق الفيلم نجاحا كبيرا، وترتبط شخصية ريا في أذهان الجمهور بالفنانة نجمة إبراهيم، ورغم أن عدد كبير من الفنانات قدمن نفس الشخصية في أعمال فنية مختلفة، لكن لم تستطع أي منهن أن تتفوق على آداء نجمة.
كما شاركت في فيلم "جعلوني مجرما" مع الفنان فريد شوقي في دور "المعلمة دواهي"، تلك المرأة المجرمة التي تستغل براءة الأطفال وتستخدمهم في أعمال السرقة والتسول لتجني من وراءهم المال، وهو نفس الدور الذي لعبته الفنانة نعيمة الصغير في فيلم "العفاريت" عندما قات بتجسيد دور "الكتعة".
كادت نجمة تفقد بصرها حيث بدأ نظرها يضعف شيئا فشيء، وكانت تقدم مسرحياتها وهي على هذه الحالة، حتى قررت الدولة علاجها على نفقتها، وأصدر الرئيس جمال عبدالناصر قرارا لتسافر إلى إسبانيا وتتلقى العلاج هناك، وعادت نجمة بعد أن استردت بصرها، لتواصل عطاءها الفني، لكن لم يمهلها القدر كثيرا فقد أصيبت بأمراض أخرى أقعدتها في بيتها حوالي 13 عام قبل أن ترحل عن عالمنا في 1976.
فيديو قد يعجبك: