الدكتور شديد.. ''فيلسوف الفن'' أضحك الجميع ومات وحيداً
كتب - محمد صالح:
هل تعرف اسم صاحب الصورة أعلاه؟ هل تعلم اسمه الحقيقي وليس الاسم الذي اشتهر به في أفلامه؟ هل تعلم إنه ظل يقدم أعمالا فنية حتى عام 1996؟ إجاباتك على تلك الأسئلة تلخص تاريخ هذا الفنان المميز!
الدكتور شديد، أو محمد فرحات عمر، هو أحد الكوميديانات الكبار في السينما المصرية الذين سنظل نتذكرهم دائما، حتى وإن كان بعضنا لا يعلم أسمائهم الحقيقية أو تفاصيل حياتهم الفنية والشخصية.
ويعتبر الممثل الراحل من النماذج المظلومة في السينما المصرية، والذي ظل لسنوات عديدة يقدم دور ''السنيد'' دون الجلوس على مقعد البطل ولو لمرة وحيدة.
ورغم ذلك، نجح ''الدكتور شديد'' في انتزاع الضحكات من الجمهور بفضل أدواره الشهيرة، والجمل التي كان يرددها كثيرا، ولعل أشهرها ''وماله يا خويا، يارب يا خويا يارب''.
أطلق على الراحل لقب ''فيلسوف الفن'' باعتباره متعمقا في العلم، وقد حصل على الماجستير حول ''طبيعة القانون العلمي'' عام 1965، وانسحب فترة من الوسط الفني ليعمل في وظائف حكومية، من بينها عضو بلجنة النشر بهيئة الكتاب، وذلك قبل أن يحقق شهادة الدكتوراه عام 1968، كما للفنان الراحل كتابا بعنوان ''فن المسرح''، يتم تدريسه حتى الآن بمعهد التمثيل.
وفي ذكرى وفاته، يستعرض ''مصراوي'' أهم اللقطات في مشوار الفنان الكوميدي الراحل، الذي قدم للفن المصري الكثير من الروائع الفنية
محمد فرحات عمر كان يحلم منذ الصغر بالتمثيل، وحتى بعد حصوله على ''البكالوريا''، كان يعلم جيدا أن السينما هي ملاذ الأول والأخير، ليلتحق بمعهد التمثيل ويلتقي الفنان حسين رياض الذي أقنعه بضرورة استكمال دراسته قبل التفكير في المشاركة في أفلام سينمائية.
والتحق الفنان الراحل بفريق التمثيل الذي كان يدربه زكي طليمات، وشارك في مسرحية ''30 يوم في السجن'' على مسرح الريحاني، ثم حصل على كأس يوسف وهبي على مستوى الجامعات، واشترك في حفلات أضواء المدينة عام 1965.
وقطع الراحل شوطا كبيرا في مشواره عندما التحق بفرقة ''ساعة لقلبك'' الإذاعية، وشارك مع الخواجة بيجو والمعلم شكل وأبو لمعة، وحقق الفريق نجاحا كبيرا وقدموا العديد من المسرحيات لسنوات عديدة.
وعن فكرة الدكتور شديد، تقول ابنته أمنية في حديث صحفي قبل 5 سنوات: مؤلف اسكتشات فرقة ''ساعة لقلبك الإذاعية'' ''عبد الفتاح السيد'' هو الذي ابتكر فكرة شخصية ''الدكتور شديد'' الطبيب البيطري الذي يتردد علي مطعم كل يوم ودائم النسيان ويسأل الجارسون ويقول له ( قولي يا ابني هو أنا أتعشيت ولا لسه) وهذه اللازمة كانت مكتوبة وقام بإلقائها فنالت استحسانا من الجمهور وطلبت منه في جميع الأفلام الذي كان يؤديها .. وكانت مسرحية ذات فصل واحد علي مسرح الأزبكية عام 1956، والتصقت به شخصية ''الدكتور شديد''.
وشارك عمر في العديد من الأفلام السينمائية الهامة، من بينها ''اسماعيل ياسين في مستشفى المجانين''، ''حماتي ملاك''، ''اشاعة حب''، ''بنات بحري''، ''المجانين في نعيم''، بالإضافة للعديد من الأعمال الفنية الأخرى.
وفي عام 1968، ترك فرحات عمر الفن بشكل مؤقت، وانضم لهيئة الإذاعة البريطانية وعمل في القسم العربي في لندن، وكانت وظيفته النقد والتعليق على الأفلام العربية، وظل يعمل هناك حتى عام 1977.
وبعد ذلك عاد الدكتور شديد للقاهرة، وشارك في العديد من المسلسلات التليفزيونية، من بينها ''زينب والعرش''، ''أوراق الورد''، ''أصل الحكاية كدبة''، ''عودة الروح''، قبل أن يتوقف نشاطه الفني بعدها.
وفي 1996، عاد فرحات عمر للتمثيل من جديد، وشارك في فوازير رمضان مع حنان شوقي ووائل نور، والتي حملت اسم ''غلطة في صورة''، ثم شارك في مسرحية ''كرنب زبادي'' مع المخرج عصام السيد، وكانت هي آخر أعماله الفنية على الإطلاق.
وفي 12 يوليو، توفي الفنان الكوميدي الكبير بعد أن مكث المستشفى 3 أيام دون أن تظهر عليه أية أعراض خطيرة تقدم لوفاته، ليرحل تاركا وراءه أعمالا فنية نعرفها جيدا، وستظل دائما متواجدة في ذاكرة الفن المصري.
فيديو قد يعجبك: