إعلان

عبده الحامولي.. ''شرب المر من بعد التصافي'' - (بروفايل)

10:06 ص الخميس 14 مايو 2015

عبده الحامولي في فيلم المظ

كتبت- منى الموجي:

رغم مكانته الموسيقية التي يعرفها جيدا موسيقو العالم، إلا أن الجمهور العادي لا يعرفه سوى من خلال الأعمال الفنية التي تناولت جزءا من حياته، وخاصة علاقته بمعشوقته وزوجته الفنانة ألمظ، هو أحد أشهر مجددي الموسيقى العربية في القرن التاسع عشر، عبده الحامولي.

في شهر ميلاده رحل عبده الحامولي عن دنيانا، حيث ولد في 18 مايو عام 1836 في قرية الحامول في محافظة المنوفية، وتوفي يوم 12 مايو عام 1901، بعد رحلة طويلة من العطاء الموسيقي لم يخطط لها.

خلاف

دفعه خلاف وقع بين والده وشقيقه الأكبر، للتضامن مع شقيقه والابتعاد عن قريته وأهله، والمجيء إلى القاهرة، فاستمع لصوته المعلم شعبان صاحب مقهى في الأزبكية، فأعجب به وطلب منه الغناء كل ليلة في المقهى، فحقق شعبان مكاسب كبيرة من وراء صوت عبده، وحتى يضمن بقاءه إلى جواره طول العمر، زوجه من ابنته.

سعد عبده في البداية بهذه الخطوة، ولكنه سرعان ما أيقن أن شعبان وابنته ما هما سوى قيد يوثق يديه بقدميه، وسيجعلانه محلك سر، فقرر الفرار، وتعرف وقتها على شاكر أفندي الحلبي أحد عشاق الأدوار والموشحات القديمة التي يحفظها عن ظهر قلب، فتقرب منه عبده وأخذ ينهل من بحر معرفته الموسيقية، وذاع صيته لجمال صوته ولروعة كلمات أغانيه ولإبداعه في وضع ألحانها.

الخديوي إسماعيل

Khedive_Ismail_(1906)_-_TIMEA

كما أعجب الخديوي إسماعيل بصوته، وضمه لحاشيته ومنحه فرصة السفر إلى تركيا ''الآستانة''، وهناك تعلم الكثير عن فن الموسيقى، وعند عودته مزج في ألحانه بين الموسيقى المصرية والتركية، وساعده قربه من الخديوي والقصر في التعرف على علية شعراء هذا العصر أمثال محمود سامي البارودي، والشيخ عبدالرحمن قراعة مفتي مصر في ذلك الوقت، فجمعت أغانيه بين رقة الكلمة وعذوبة الألحان وجمال الصوت.

إسطوانات شمعية

قدم عبده الحامولي العديد من الأعمال التي حرص قبل رحيله على تسجيلها على إسطوانات شمعية، ولكن مع ردءاة هذا الإسطوانات ظهر صوته وكذلك ألحانه مشوهان تماما، وقامت فرقة الموسيقى العربية في دار الأوبرا بإحياء تراثه من جديد من خلال تقديم ألحانه بأصوات نجوم الفرقة، لكن ظل محبو الطرب الأصيل محرومون من الاستماع لصوته.

+¦+¿+»+ç +º+ä+¡+º+à+ê+ä+è 1

مرسال الغرام

بعد انفصاله عن ابنة المعلم شعبان بفترة طويلة وانشغاله بوضع ألحان تحمل طابع شرقي أصيل، وبحفلاته وتقربه للخديوي إسماعيل، وقع عبده في حب المطربة ألمظ أو سكينة، والتي ذاع صيتها أيضا سريعا وتفوقت على غيرها من مطربات عصرها، وباتت المنافسة الأولى لله، وكانت كلمات الأغاني التي يغنيها الاثنان هي مرسال الغرام الدائم بينهما والتي لا تنتهي.

وأصبحت قصة حب ألمظ وعبده من أشهر قصص الحب التي يُضرب بها المثل، وهي أيضا من القصص التي لم تستمر طويلا، فبعد زواجهما رحلت ألمظ في سن مبكر جدا، فعاش عبده بعدها حزينا، ورغم حزنه تزوج من أخرى، لكن عند وفاته روى البعض أن صورة ألمظ كانت إلى جواره ولم تفارقه.

وبحسب ما قاله الكاتب أحمد أمين في كتابه ''فيض الخاطر''، فأن عبده غنى بعد رحيل ألمظ، واحدة من أجمل أغانيه وعكست معاناته، تقول الأغنية.

''شربت المر من بعد التصافي، ومر العمر وما عرفتش أصافي، عداني النوم وأفكاري توافي عدمت الوصل، يا قلبي عليه زمان الوصل راح عني وودع، وصرت اليوم من ولهي مولع، وبعد الصبر هو الصبر ينفع، عدمت الوصل يا قلبي عليه، على عيني بعاد الحلو ساعة، ولكن للقضاء سمعا وطاعة''.

العاشقان

قصة حب ألمظ وعبده الحامولي، كانت مغرية لصُناع السينما، فقدموا فيلم حمل اسمهما، يروي تفاصيل القصة، ويتناول المصاعب التي واجهت زواجهما، ومن بينها أن الخديوي إسماعيل رغب في إبعاد ألمظ عن عبده لتظل ضمن حاشيته وجواريه في القصر، وهو ما نفاه كثيرون مؤكدين أن الخديوي كان يحب عبده الحامولي ويقف إلى جواره، ولم يسع يوما للاستئثار بألمظ.

Abdu_Al-_Hamouly

''ألمظ وعبده الحامولي'' فيلم شارك في بطولته الفنانة وردة الجزائرية والفنان عادل مأمون، وفيه ظهرت أغنية ''روحي وروحك حبايب من قبل دا العالم والله''، وهي إحدى الأغاني الخاصة بعبده الحامولي وكان يداعب بها ألمظ، عندما غنت له ''ياللي تروم الوصال وتحسبه أمر ساهل.. ده شيء صعب المنال وبعيد عن كل جاهل''.

كما ظهرت قصتهما في مسلسل ''بوابة الحلواني''، وجسد الفنان علي الحجار شخصية عبده الحامولي، بينما قدمت المطربة شيرين وجدي دور ألمظ.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان